الأحد, أغسطس 24, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية عاجل

خسائر الإسلام بسبب أفكار وجرائم الإخوان

بقلم د. إبراهيم نجم
23 أغسطس، 2025
في عاجل, مقالات
الفتوى والاستثمار  فى رأس المال الدينى

د. إبراهيم نجم

0
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

تأسست جماعة الإخوان فى مصر عام 1928 رافعة شعار الإسلام هو الحل، غير أن مسارها الممتد لعقود حافل بالأحداث والجرائم التى انعكست سلبًا على صورة الدين الإسلامي. فقد سعت الجماعة إلى توظيف الدين لتحقيق مكاسب سياسية منذ نشأتها، واصطدمت منهجيًّا مع المؤسسات الدينية الرسمية.

فى هذا التقرير نستعرض بشكل تحليلى وموثق كيف أثرت أيديولوجية جماعة الإخوان الإرهابية وممارساتهم على الإسلام وصورته، بدءًا من مصر باعتبارها مهد الجماعة، وصولًا إلى دول أخرى مثل تونس وليبيا والسودان وحتى دول أوروبية. كما نسلِّط الضوء على شهادات علماء ومؤسسات دينية رصينة كشفت انحراف الجماعة عن مقاصد الشريعة، وعلى الخسائر التى تكبّدها الخطاب الإسلامى والهوية الدينية جرّاء فكر الإخوان وعنفهم.

الأيديولوجية والمنطلقات الفكرية للجماعة وعلاقتها بالنصوص

ترفع جماعة الإخوان شعار «الإسلام هو الحل» وإقامة دولة إسلامية تطبق الشريعة، متكئة على تفسير خاص بها للنصوص.

أسّس حسن البنا فكر الجماعة على شمولية الإسلام للسياسة والحكم معتبرا سياسة الدولة من الأصول الدينية، ثم عمّق سيد قطب هذا الفكر برؤيته القطبية التى قسمت المجتمع إلى «جاهلي» و»إسلامي» وأسست لمبدأ الحاكمية ورفض القوانين الوضعية.

بينما أكد العلماء الثقات أن الجماعة قرأت النصوص الشرعية بانتقائية لتحقيق أهدافها السياسية؛ إذ ركزت على آيات وأحاديث القتال والحاكمية وعمّمت ظروفها الخاصة، متجاهلة مقاصد السلم والرحمة فى الإسلام. وقد أشار مفتى الجمهورية السابق د. شوقى علام إلى تعمّد الجماعة تحريف معانى النصوص وتوسيعها خارج سياقها لتبرير منهجها المتشدد، فعلى سبيل المثال، استشهد بعض منظّرى الإخوان بحديث منسوب للنبى صلى الله عليه وسلم: «لقد جئتكم بالذبح» لتبرير العنف، رغم ضعف سنده وعدم وروده فى الصحاح، بل وخلافه لمنهج الرحمة النبوية.

هذا الفهم المنحرف جعل فكر الإخوان فى نظر كثير من العلماء خارجًا عن وسطية الإسلام. فقد أكدت هيئة كبار العلماء بالسعودية أن جماعة الإخوان «لم يظهر منذ نشأتها اهتمام بالعقيدة الإسلامية وعلوم الكتاب والسنة، إنما غايتها الوصول إلى الحكم».

كما بيّن مرصد الأزهر أن كتابات منظّرى الإخوان – وعلى رأسهم سيد قطب – رسّخت نظرة تكفيرية للمجتمع والحكام بوصفهم «جاهلية»، معتبرًا أن «نزعة الخروج والتمرد متأصلة عندهم» مستشهدًا بتبنّيهم أفكار الحاكمية وتكفير الحكومات والمجتمعات  . وبذلك، انحرف منهج الإخوان عن مقاصد الشريعة السمحة التى تقوم على التوحيد والوحدة والسلام، إلى منهج حزبى يقسّم الأمة ويستبيح الدماء تحت شعارات دينية.

توظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية

من السمات البارزة لجماعة الإخوان الإرهابية استخدامها الدين كوسيلة تعبئة سياسية، فقد جعلت المفاهيم المقدسة مطيّة لمشروعها الحزبي، ورفعت شعارات براقة مثل «الإسلام هو الحل» لاستقطاب العاطفة الدينية لدى الجماهير. ويرى المراقبون أن الجماعة تستغل الشعارات الدينية وتحرّف النصوص بغية تحقيق غاياتها الدنيوية، وقد حذرت هيئة كبار العلماء بالأزهر منذ 1954 من هذا النهج، وجاء فى بيانها آنذاك أن هناك من «أخذوا مبادئ الدين على غير وجهها الصحيح، فجعلوا منها باسم الدين وسائل يجتذبون بها ثقة الناس فيهم، ويستترون بها للوصول إلى غاياتهم ومطامعهم»، هذه الكلمات المبكرة تنطبق تمامًا على أساليب الإخوان فى التمويه بالدين لتحقيق المطامع السياسية.

لقد سعت الجماعة إلى إضفاء هالة إيمانية على أنشطتها التنظيمية، فعلى سبيل المثال، بايع الأعضاء مرشد الجماعة بيعةً دينية تكرّس طاعته كطاعة «ولى الأمر»، مما حول التنظيم إلى كيان موازٍ للدولة يستمد شرعيته المزعومة من الدين. واستخدمت الجماعة خطابًا دينيًا لتبرير الصدام مع الخصوم؛ حيث أطلقت على معارضيها أو خصومها أوصافًا تُخرجهم من الملة أو تصمهم بمعاداة الإسلام، لتعبئة أتباعها ضدهم.

وقد وصفت دار الإفتاء المصرية هذا النهج بعبارات لاذعة، مؤكدة أن «الدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم» هذه الكلمات القاسية تعبّر عن إدراك المؤسسات الدينية لمحاولة الإخوان اختطاف راية الدين لتغطية مشروع سياسى محض قوامه الوصول للسلطة.

ولا أدلّ على تسييس الدين من توظيف الإخوان لفريضة الجهاد فى غير موضعها، فبينما الجهاد شرعًا لحماية الأوطان ورد العدوان، استغلته الجماعة للتحريض على خصوم الداخل وتبرير التمرد المسلح. وقد جاء فى تحليل مرصد الأزهر عام 2019 أن الجماعة «تحاول عبثًا تهديد أمننا وأماننا، وتسعى إلى نشر الفوضي… وقد كشفت عن وجهها القبيح بالدعوة الصريحة إلى الفتنة» وعندما أصدرت الجماعة بيانًا تبرر فيه أعمال العنف مدعيةً أنها ثأر مشروع، رد الأزهر بأن استشهادهم بالقرآن فى غير موضعه هو «تحريف للكلم عن مواضعه»، وأكد أن من يروع الآمنين ويهدد الناس لا يمكن أن يعد من الشهداء بل هو مفسد فى الأرض.

باختصار، حوّلت جماعة الإخوان المقدسات إلى شعارات سياسية، وخلطت بين الدعوى والحزبي، مما أفقد العمل الإسلامى طهره وصفاءه، وأوقع اللبس فى عقول الشباب بين الدين كرسالة سمحة وبين التنظيم كوسيلة للسلطة. وكانت النتيجة تشويه مفهوم التدين ذاته لدى البعض، إذ بات يُنظر للتدين بريبة على أنه غطاء لأجندات خفية، بسبب ما فعلته هذه الجماعة.. عبر تاريخها إلى تشويه صورة الإسلام وربطه فى أذهان كثيرين بالعنف والتطرف. فمنذ البدايات فى مصر، انخرطت الجماعة فى عمليات اغتيال وتخريب باسم الدين. شهدت البلاد عام 1948 جريمة هزّت كيانها حين اغتال أحد أفراد الجهاز السرى للإخوان رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى رميًا بالرصاص انتقامًا من قرار حلّ الجماعة، وقد حاولت قيادات الإخوان آنذاك التنصل من الجريمة، إلا أن التاريخ وثّقها كواحدة من أخطر الاغتيالات السياسية التى تملأ سجل الجماعة الدموي، وقبل ذلك اغتيال القاضى أحمد الخازندار ولم تمض سنوات قليلة حتى تورّطت الجماعة فى محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، فى حادثة معروفة ثبت لاحقًا ضلوع عناصر الإخوان فيها. هذه الأحداث المبكرة رسّخت الانطباع بأن منهج الإخوان لا يتورع عن سفك الدماء لتحقيق مآربه. وقد دفع ذلك الأزهر الشريف فى حينه إلى التحذير من «فتنة طائشة لا يعلم مداها إلا الله» .

خلال العقود اللاحقة، ورغم مشاركة الإخوان أحيانًا فى العمل السياسى السلمي، إلا أن شبح العنف بقى حاضرًا. فى السنوات التى تلت ثورة يناير 2011 فى مصر ووصول الجماعة للحكم، تصاعدت حدة الخطاب الإخوانى وتحريضه، ثم بلغ الذروة بعد عزل الرئيس المنتمى لهم عام 2013 شهدت مصر آنذاك موجة اعتصامات وأنشطة احتجاجية تخللتها أعمال عنف وانتقام، أبرزها اعتداءات على الكنائس القبطية فى أغسطس 2013، واتُّهم أنصار الإخوان بإشعال هذه الفتنة الطائفية، تلك الاعتداءات التى طالت دور عبادة للمسيحيين وأزهقت أرواحًا بريئة « ومنها مقتل فتاة قبطية برصاص أحد المتطرفين أثناء خروجها من درس دينى « ألقت بظلال قاتمة على صورة التسامح فى الإسلام، واستغلتها دوائر عديدة لتشويه الدين الحنيف بزعم اضطهاده لأتباع الديانات الأخري.

كما برزت عمليات إرهابية نوعية اتُّهمت بها عناصر مرتبطة بالإخوان خلال تلك الفترة، منها اغتيال شخصيات عامة واستهداف قوات الأمن. فعلى سبيل المثال، اغتيل النائب العام المصرى هشام بركات عام 2015 بعبوة ناسفة فى القاهرة، وحمّلت السلطات جماعة الإخوان المسؤولية المباشرة عن التخطيط والتنسيق مع تنظيمات مسلحة فى غزة لتنفيذ العملية « وهو ما نفته الجماعة « لكن الحدث بحد ذاته عمّق الإدراك الشعبى والدولى بخطورة منهج العنف الذى تنتهجه تيارات الإسلام السياسي، وقد عقبت دار الإفتاء المصرية على هذه الواقعة وغيرها مؤكدة أن مواجهة الدولة لعنف الإخوان «من أعلى أنواع الجهاد»، فى إشارة إلى إجماع العلماء على وجوب ردع الخوارج وكل من يهدد أمن الناس باسم الدين.

شهادات العلماء والمؤسسات:

انحراف الإخوان عن المقاصد الشرعية

أمام هذا الواقع المضطرب، صدرت عن علماء الأمة ومؤسساتها الدينية الكبرى بيانات ومواقف حاسمة تبيّن انحراف منهج الإخوان عن تعاليم الإسلام الصحيحة. نعرض فيما يلى أبرز تلك الشهادات الموثقة:

«الأزهر الشريف «1954»: فى أعقاب أحداث عنف الإخوان فى الخمسينيات، أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بيانًا تاريخيًا شددت فيه على أن الإسلام دين وحدة وسلام، ينبذ التغرير والتضليل والتآمر، وأشارت صراحةً إلى ظهور جماعات «زَعَمت أنها جنود له، ثم كانت حربًا عليه أشدّ من أعدائه». وخصّت جماعة الإخوان بالذكر قائلة إن نفرًا منهم «انحرفوا عن الجادة وسلكوا غير ما رسم القرآن، فكان منهم من تآمر على قتل الأبرياء وترويع الآمنين واغتيال المجاهدين المخلصين» هذه الإدانة المبكرة من الأزهر تؤكد أن علماء الإسلام اعتبروا جرائم الإخوان خروجًا على الشرع.

«الأزهر الشريف «1965»: مرة أخري، وأمام نشاط تنظيم الإخوان السرى بقيادة سيد قطب، أصدر شيخ الأزهر حسن مأمون بيانًا بعنوان «رأى الإسلام فى مؤامرات الإجرام». جاء فيه: «استطاع القائمون على أمر هذه المنظمات أن يشوهوا تعاليم الإسلام فى أفهام الناشئة.. وإن الإسلام الذى يتجرؤون باسمه يصون حرمة الدم والمال والعرض» وذكّر البيان بقول النبى «من حمل علينا السلاح فليس منا». هذه شهادة جليّة بأن ما تفعله جماعة الإخوان من عنف مؤامراتى هو تشويه للإسلام ذاته، وأن الأزهر يتبرأ من هذه الجرائم.

«الأزهر ومرصده «2019»: فى حديث أكثر معاصرة، أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بيانًا قويًا عام 2019 يصف فيه جماعة الإخوان بأنها تسير على خطى تنظيم داعش الإرهابى وأكد المرصد أن بيانًا صدر عن الإخوان آنذاك يدعو للفوضى «كشف عن وجههم القبيح» وأقرّ ضمنيًا بانتهاجهم العنف وهدفهم «هدم أركان الدولة وإيقاع الفتنة» وانتقد المرصد بشدة تحريف الإخوان لآيات القرآن واختطافهم للدين لخدمة أغراض خبيثة كما فضح جذور فكرهم المنحرف بالإشارة إلى استنادهم لأفكار سيد قطب حول تكفير المجتمع والخروج على الحكام لقد قدّم الأزهر هنا حجة دامغة على انحراف الإخوان فكريًا وسلوكيًا عن الإسلام، مساويًا بينهم وبين أخطر الجماعات الإرهابية المعاصرة.

«دار الإفتاء المصرية «2019»: شنت دار الإفتاء عبر مرصد الفتاوى التكفيرية هجومًا لاذعًا على الإخوان عقب تنفيذ أحكام قضائية بحق مدانين باغتيال النائب العام. وفى سلسلة تصريحات وتغريدات رسمية، وصفت الجماعة بأنها «خوارج العصر أعداء مصر، نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، ولم يقدموا عبر تاريخهم أى منجز حضاري، إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة» بل استخدمت دار الإفتاء أوصافًا غير مسبوقة بحقهم: «لم تعرف أمتنا جماعة أضل من الإخوان.. الدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم» هذه العبارات القوية « رغم قسوتها « صدرت عن جهة إفتاء رسمية، مما يعكس إجماع المؤسسات الدينية على خطر فكر الإخوان وفساد منهجهم شرعًا. كما أكدت دار الإفتاء وجوب مقاومة عدوانهم وكشف ضلالهم، واعتبرت تصدى الجيش والشرطة لهم «أعلى مراتب الجهاد»، مستدلةً بحديث النبى « حول الأمر بقتال جماعات التطرف والبغي.

«مفتى الجمهورية السابق د.شوقى علام «2021»: واصل مفتى الجمهورية السابق حملته التوعوية ضد منهج الإخوان، مصدِرًا فتوى صريحة بأن الانضمام للجماعة حرام شرعًا وبرّر ذلك بأن الإخوان «تنظيم إرهابى يستغل الشعارات الدينية ويحرّف النصوص لتحقيق أهدافه، ويستهدف الأبرياء ويخرب الأوطان لصالح أجندته»،  وأكد المفتى فى لقاء أمام مجلس اللوردات البريطانى أن رسالة الإخوان الإرهابية لا تمت للإسلام بصلة، وأن دار الإفتاء درست أدبيات الجماعة وثبت لديها بما لا يدع مجالًا للشك أن الفكر الإخوانى قائم على العنف والإرهاب، كذلك أشار المفتى إلى أن الإخوان ابتدعوا الفرقة بين أبناء الوطن الواحد وحاولوا فصل الناس عن علماء الأزهر لأغراض خبيثة، معبّرًا عن دهشته من تجاهلهم أدلة الرحمة فى الدين وتركيزهم على وقائع تاريخية مخصوصة يعممونها «على مسلك الإسلام ومسيرته» .

«هيئة كبار العلماء السعودية «2020»: لم يقتصر التحذير من الإخوان على مصر وحدها؛ فكبرى الهيئات الشرعية فى العالم الإسلامى أيّدت هذا الموقف ففى نوفمبر 2020 أصدرت هيئة كبار العلماء فى السعودية بيانًا تاريخيًا وصفت فيه جماعة الإخوان بأنها «جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدى ديننا الحنيف» وأكدت الهيئة أن الإخوان «جماعة منحرفة قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن وزعزعة التعايش فى الوطن»، وذكر البيان أن الجماعة لم تُظهر منذ نشأتها عناية بالعقيدة أو العلم الشرعي، بل كان همها الوصول للسلطة، محذرًا من الانتماء إليها أو التعاطف معها كما نوّه البيان إلى أن «جماعات إرهابية خرجت من رحم الإخوان وعاثت فى البلاد والعباد فسادًا» ، فى إشارة إلى التنظيمات التكفيرية والعنيفة التى استلهمت أفكارها. هذه الشهادة من أعلى مرجعية فقهية فى السعودية تشدد على تناقض منهج الإخوان مع الإسلام.

هذه المواقف المتواترة من مختلف المؤسسات الإسلامية، سواء فى الأزهر ودار الإفتاء بمصر أو كبار العلماء بالسعودية وغيرها، ترسم صورة بأن جماعة الإخوان أبعد ما تكون عن المقاصد الشرعية للدين. فالإسلام جاء رحمة للعالمين يدعو للتآلف والبناء، بينما جاءت تصرفات الإخوان بفرقة وفتنة ودمار أقرّ العلماء بأنها أشد خطرًا على الإسلام من أعدائه الظاهرين لقد ميز أهل العلم الخبيث من الطيب، فكشفوا زيف ادعاءات الجماعة بأنها «دعوية» وأثبتوا بالأدلة أنها سياسية انتهازية ذات منهج عنيف يناقض أصول الشرع الحنيف. وهذه الشهادات العلمية تمثل مرجعية للمسلمين فى الحكم على الإخوان وحقيقة مشروعهم.

لا تقتصر خسائر الإسلام على سمعة مشوّهة أو إدانات علماء فحسب، بل تمتد إلى تشويه الخطاب الإسلامى وضياع بوصلة الهوية الدينية فى المجتمعات التى نشط فيها فكر الإخوان. فقد أدخلت الجماعة مفاهيمها الخاصة فى وعى الأجيال الشابة على أنها من صلب الدين، فخلطت بين ما هو تعبدى روحانى وما هو سياسى دنيوي. ونتيجة لذلك، استقطب الخطاب الإسلامى بين تيارين: أحدهما مؤدلج متشدد يرفع شعارات الإخوان ويخاصم المؤسسات التقليدية، والآخر مدنى أو تقليدى بات يتحسس من أى طرح إسلامى خشية أن يكون مطية لأجندة خفية.

فى الدول التى برز فيها نفوذ الإخوان، يمكن تلمّس تأثيراتهم بوضوح. فمثلا فى مصر خلال فترة حكمهم القصيرة (2012-2013)، طغى على الساحة خطاب دينى مسيّس يصنّف الناس بحسب موقفهم من «مشروع النهضة» الإخواني، ارتفعت نبرة التخوين والتكفير الضمنى للمعارضين باعتبارهم يقفون ضد «المشروع الإسلامي»، مما أوجد حالة استقطاب حاد بين إسلاميين وغير إسلاميين غير مسبوقة بهذا الشكل. تشوّه مفهوم الدعوة الإسلامية خلال تلك الفترة، حيث صار فى نظر البعض غطاء لتحقيق مكاسب حزبية. وحتى بعد زوال حكم الإخوان، استمرت آثار ذلك الخطاب فى صورة توجس مجتمعى من أى نشاط ذى صبغة إسلامية سياسية. وباتت المؤسسات الدينية مضطرة لتكثيف خطاب التجديد وتصحيح المفاهيم تفاديًا لترك الساحة للخطاب الإخواني، وقد أطلقت دار الإفتاء والأزهر العديد من المبادرات الإعلامية والإلكترونية لتقرير معانى الإسلام الوسطى المعتدل والرد على الشبهات التى روّجتها الجماعات المتطرفة.

خلاصة الأمر أن خطاب الإخوان أدخل مفاهيم دخيلة على الفكر الإسلامي، مثل تقديس التنظيم على حساب وحدة الأمة، وإعلاء بيعة المرشد فوق بيعة أولى الأمر الشرعيين، وتبرير العنف ضد المخالف تحت غطاء «الأمر بالمعروف». هذه المفاهيم أضرّت بصفاء العقيدة لدى الأتباع وشوّهت فهمهم للدين، كما أضرّت بسمعة المسلمين عامةً عندما التقطها الإعلام العالمى وصوّرها على أنها جوهر الإسلام. لقد خسر الخطاب الإسلامى الكثير من مصداقيته بفعل ازدواجية الإخوان، فهم يتحدثون عن قيم السماء ويمارسون ألاعيب الأرض. وترسّخت لدى قطاعات من الشباب فكرة أن «التديّن الحق» يفرض موقفًا عدائيًا من المجتمع والدولة، وهى فكرة غريبة عن روح الإسلام جاءت من فكر الإخوان المتشبع بنظريات المؤامرة والولاء والبراء فى غير موضعه، وفى المقابل، نفر شباب آخرون من مظاهر التدين كليًا ظنًا منهم أنها ستقودهم حتمًا إلى التطرف كما رأوا نماذجه. بهذا المعني، أفسد مشروع الإخوان التربوى كثيرًا من العقول، وأضاع على الأمة سنوات كان الأولى أن تُستثمر فى نهضة علمية وحضارية حقيقية.

خسائر الإسلام محليًا ودوليًا بسبب ممارسات الإخوان

الإسلام كدين ومجتمعات المسلمين دفعوا ثمنًا فادحًا بسبب أيديولوجية الإخوان وممارساتهم عبر الزمن. فعلى الصعيد المحلى فى الدول التى نشطوا بها، خلّفت الجماعة إرثًا من الانقسام الداخلى والعنف السياسي. فقد انشغلت المجتمعات بصراعات الهوية الدينية بدلاً من التركيز على البناء والتنمية، وتعمّق الاستقطاب بين أبناء الوطن الواحد «مسلم وغير مسلم، أو متدين وغير متدين» إلى حدّ بات يهدد السلم الأهلي. وشهدت تلك الدول تراجعًا فى ثقة الناس بالخطاب الدينى عمومًا، واضطرابًا فى منظومة القيم مع شيوع التكفير والتخوين. كما أن البنية المؤسسية للدعوة الإسلامية تضررت؛ حيث فقدت بعض المنابر مصداقيتها إما لتطرفها أو لمحاولة السلطة ضبطها بعد استغلالها من الإخوان. بل إن كثيرًا من العلماء المعتدلين وجدوا أنفسهم فى معركة فكرية شرسة للدفاع عن وسطية الإسلام ضد تأويلات الإخوان المنحرفة.

أما على الصعيد الدولي، فلم تكن الخسائر أقلّ شأنًا. فقد اقترن اسم الإسلام عالميًا فى العقدين الأخيرين كثيرًا بالإرهاب، وللأسف كانت جماعة الإخوان أحد المصادر الأساسية لهذا سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. من خلال عمليات العنف التى تورطت بها فروعها وشعارات التحريض التى تبنّتها « وكلها جرت تحت لافتة الإسلام» مما أعطى الذريعة لخصوم الإسلام لشيطنته. وغير مباشر عبر تفريخها جماعات أشدّ تطرفًا نهلت من فكرها ثم تجاوزتها فى مدى العنف، كالجماعات التكفيرية المسلحة التى خرجت من رحم فكر سيد قطب . لقد خسر الإسلام سمعة طيبة بناها علماء ومصلحون على مدار عقود، إذ جاء الإخوان وبدّدوا الكثير منها بتهورهم. وخسر المسلمون فى الغرب مساحة من حرية ممارسة شعائرهم والتعبير عن هويتهم، نتيجة التضييق الأمنى الذى تسبب به نشاط الخلايا المرتبطة بالإخوان وغيرهم من المتشددين.

كما يمكن القول إن مشروع الإخوان أخرّ تقدم العالم الإسلامى على مستويات عدة. فبدلاً من التركيز على التنمية والتعليم ومواجهة تحديات الفقر والجهل، أُهدرت جهود وموارد فى صراعات على السلطة واحتجاجات واضطرابات بتحريض من الإخوان. وفى المحافل الدولية، بدل أن يكون المسلمون سفراء لقيم دينهم الحضارية، انصرف الاهتمام إلى مواجهة تهم العنف والتعصب. وبسبب الإخوان، فَقَد الخطاب الإسلامى فى عيون كثير من غير المسلمين صفة العالمية والتسامح، وصار يُنظر إليه كخطاب مؤدلج يسعى لتقويض الديمقراطية وحقوق الإنسان . وبذلك تراجعت قوة الإسلام الناعمة وانتكست جهود الحوار بين الأديان والثقافات.

ما خسره الإسلام من جرّاء جرائم وأيديولوجية الإخوان جسيم، خسر نقاء صورته حين استُغل كشعار لأهواء سياسية دامية. خسر وحدة صفوف أبنائه حين بثّت الجماعة فيهم فكر الفرقة والولاء الحزبى على حساب الولاء للأوطان.

خسر سُمعة العدل والتسامح مع انتشار مشاهد الظلم والعنف برداء -ديني، وخسر راية الريادة الحضارية حين انشغل علماؤه فى مجابهة فتن الداخل التى أججها الفكر الإخواني، بدل توجيه طاقاتهم للإبداع والنهضة. غير أن الجانب المشرق هذه الخسائر، هو أن وعى الأمة قد تنبّه -بفضل الله ثم بجهود المخلصين من العلماء والمفكرين -لخطر هذا المنهج الدخيل، فجاءت الردّة المجتمعية ضد الإخوان فى غير بلد، واصطف المسلمون حول مرجعياتهم الصحيحة يستلهمون منها الفهم الرشيد للدين، ولعل فى هذه اليقظة أملاً بأن يتم ترميم ما أفسدته سنوات الفتنة، وأن يستعيد الخطاب الإسلامى صفاءه ورحمته كما أراده الله تعالى «رحمةً للعالمين».

وفى النهاية، يظل الإسلام دينًا بريئًا من كل انحراف؛ فجرائم الإخوان وإفراطهم أساءت لدين سماوى عظيم لكنها لا يمكن أن تنال من جوهره النقي. وسيحمل العلماء والدعاة الراسخون على عاتقهم مهمة استمرار كشف الزيف وتصحيح المفاهيم، حتى يزول هذا اللبس وتعود صورة الإسلام نقية ناصعة، دينًا لله لا لمطامع الدنيا، ورحمةً وهدايةً لكل البشر، بعيدًا عن تلاعب المتاجرين به.

متعلق مقالات

الجنيـه الإلكـتروني.. وسبـاق المنافسـة
عاجل

التقنيـات الـرقمية تقـود الأسـواق

24 أغسطس، 2025
ظاهرة «التشيؤ» المقلقة
عاجل

إدارة المزاج العام

23 أغسطس، 2025
ســمير رجــب
عاجل

خيوط الميزان

23 أغسطس، 2025
المقالة التالية
الأمم المتحدة تعلن «المجاعة فى غزة».. رسميًا

الأمم المتحدة تعلن «المجاعة فى غزة».. رسميًا

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • برج الثور الرجل

    كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • سمير عثمان أمينا عاما لجامعة عين شمس الأهلية

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • تميز في كيمياء المستقبل.. «إيمان زايد» تقدم حلاً مبتكرًا للمواد المستخدمة في الصناعة

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • جامعة الجلالة تُطلق برنامج Pharm-D للصيدلة الإكلينيكية مدعومًا بالذكاء الاصطناعي

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©