شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، فى فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر طوكيو الدولى للتنمية فى أفريقيا بدورته التاسعة قمة «تيكاد 9» والذى يحضره نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحضر الجلسة رئيس وزراء اليابان ورؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية ورؤساء المنظمات الدولية والأفريقية.
تناولت الجلسة الختامية عددا من القضايا والموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من بينها معدلات النمو الاقتصادى الراهنة فى افريقيا، كما تمت مناقشة أهمية المبادرات التى تسهم فى تشجيع الاستثمار وتعزز التعاون بين الشركات اليابانية والافريقية.
كما تم مناقشة موضوع تعزيز قدرة الدول الافريقية على إدارة الديون فضلا عن ضرورة العمل على تحسين الخدمات الاجتماعية عالية الجودة فى افريقيا كالصحة والتعليم والوصول للكهرباء ومياه الشرب.
فى الوقت نفسه ناقشت الجلسة الختامية الحلول المستدامة للنزاعات والأزمات التى تواجه القارة بما فى ذلك تهديدات الأمن السيبرانى والقرصنة البحرية والإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
وقد تم اعتماد البيان الختامى «إعلان يوكو هاما» متضمنا التوصيات التى توصلت إليها وفود الدول المشاركة فى القمة بشأن تلك القضايا والموضوعات وسبل تعزيز التعاون الافريقى – اليابانى فى مختلف المجالات والتى تشمل الاستثمارات والتجارة وكذا أهمية تعزيز التكامل الاقتصادى الإقليمى وتطوير بيئة أعمال مواتية وتيسير التجارة البينية وتبسيط الإجراءات الجمركية وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية AFCFTA.
من ناحية أخرى ثمن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه صباح أمس، شيجيرو إيشيبا، رئيس وزراء اليابان على هامش مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فى مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية فى أفريقيا بدورته التاسعة، قمة «تيكاد 9»، التى تستضيفها مدينة يوكوهاما اليابانية. ، العلاقات التاريخية بين مصر واليابان التى تمتد لأكثر من 70 عامًا، التى تم ترفيعها إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية» فى أبريل من عام 2023، مؤكدًا أهمية التعاون بين الجانبين فى مختلف المجالات.
أعرب رئيس الوزراء عن التطلع لمشاركة رئيس وزراء اليابان فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير فى الأول من نوفمبر المقبل.
كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن التقدير البالغ لمساهمة اليابان فى العديد من المشروعات القومية والتنموية المهمة، خاصةً المتحف المصرى الكبير، والشراكة المصرية اليابانية فى مجال التعليم، التى أسفرت عن إنشاء الجامعة المصرية اليابانية، وتدشين المدارس المصرية اليابانية بعدد 69 مدرسة حتى الآن، مُعربًا فى هذا الصدد عن تطلعه للوصول إلى 500 مدرسة، فضلًا عن تدشين الجامعة المصرية للعلوم والتكنولوجيا التى تمثل نموذجًا تعليميًا استثنائيًا، والتطلع لأن تمتد هذه الجامعة لتفتح أبوابها للطلبة الأفارقة.
أكد رئيس الوزراء التطلع لتوسيع دوائر التعاون بين البلدين لتشمل الصناعات التكنولوجية المتقدمة والذكاء الاصطناعى وجوانبه المتعلقة بـ«الحوكمة»، مُعربًا عن تطلع مصر لإقامة منطقة صناعية يابانية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والاستفادة من التواجد فى هذا المركز اللوجيستى والصناعى العالمى، لاسيما فى ضوء الحوافز والمزايا التى تتميز بها المنطقة، فضلًا عن الاستفادة من الاتفاقيات التى وقعتها مصر مع عدد من التكتلات الاقتصادية والدول المجاورة.
وخلال اللقاء، أشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى التطلع لفتح مجالات جديدة وأوسع للتعاون الاقتصادى مع اليابان، على ضوء الرؤية المشتركة تجاه عدد من الموضوعات وأبرزها تغير المناخ، واستفادة الشركات اليابانية من استراتيجية الهيدروجين الأخضر المصرية التى تم إقرارها فى أغسطس 2024 – وغيرها – من خلال ضخ استثماراتها فى هذا المجال.
أشاد رئيس الوزراء بالتعاون الثلاثى بين الجايكا والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والدول الافريقية، وكذلك التعاون مع اليابان فى إطار مجالات حفظ وبناء السلام، ودعم اليابان لأعمال مركز القاهرة الدولى لتسوية المنازعات وحفظ السلام، مما أسفر عنه تدشين برامج تعاون مشترك ثلاثى بين اليابان والمركز والدول الافريقية، مؤكدًا التطلع لاستمرار اليابان كشريك استراتيجى لمنتدى أسوان للسلام بهدف تعزيز الاستجابة الإقليمية للتحديات المستجدة التى تواجه السلم والأمن فى افريقيا.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الوزراء موقف مصر الثابت الرافض لاستمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى القطاع، بما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، فضلًا عن موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم لما يؤدى لتصفية القضية الفلسطينية.
استعرض رئيس الوزراء المساعى المصرية مع باقى الوسطاء للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، فضلًا عن دعم جهود التهدئة فى كافة أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدًا مواصلة مصر هذه المساعى بغية خفض التصعيد فى المنطقة وتجنيب شعوبها المزيد من الصراع والتوتر.
من جانبه، أعرب شيجيرو إيشيبا، رئيس وزراء اليابان، عن تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين فى كافة المجالات، مُثمنًا التعاون الثقافى خاصةً فى إنشاء المتحف المصرى الكبير.
طالب رئيس وزراء اليابان، إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولى والعمل على تحسين الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، مُعربًا عن التقدير والدعم لجهود مصر فى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسري.
كما أعرب شيجيرو إيشيبا، عن دعمه لأى شركة يابانية ترغب فى الاستثمار فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مؤكدا الاهتمام بمشاركة ممثل عن اليابان فى افتتاح المتحف المصرى الكبير.
وخلال اللقاء، أشار رئيس وزراء اليابان إلى التعاون القائم بشأن إنشاء مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، مُؤكدًا أهمية تقديم الدعم اللازم لهذه المشروعات.
أعرب شيجيرو إيشيبا، عن التطلع لدعم البحث العلمى المشترك مع الدول الأفريقية عبر توفير منح للدول الافريقية من خلال الجامعة المصرية اليابانية، وكذا تطلعه لمشاركة مصر فى المعرض الدولى للبستنة «إكسبو 2027 يوكوهاما» المقرر عقده فى مدينة يوكوهاما اليابانية عام 2027.
وفى ختام اللقاء، هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس وزراء اليابان على حسن التنظيم ومتابعة مخرجات القمة، خاصةً فى مجال الطاقة المتجددة، معربًا عن التطلع لتكثيف التعاون مع اليابان فى كافة المجالات.
حضر اللقاء الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومحمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والسفير محمد أبو بكر، سفير مصر لدى اليابان.