أيام قلائل تفصلنا عن شهر سبتمبر.. ولماذا سبتمبر..؟
إنه الشهر الذى تعقد فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك جلستها الاعتيادية العامة وبحضور جمع كبير من قادة ورؤساء وزعماء العالم، وبالتالى تعتبر هذه المناسبة السنوية فرصة ذهبية لاتخاذ القرارات المهمة التى تسهم فى إشاعة السلم والأمن الدوليين.. لذا فإن بعض الدول ذات التأثير على الخريطة العالمية دائماً ما تكون على موعد للإتيان بكل جديد يصب فى نهاية المطاف فى مصلحة المجتمع الدولى ككل.
>>>
أردت بهذا التمهيد فتح المجال لتناول الوعود من جانب بعض دول الغرب الأوروبى مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال هذا الجلسة المتتظرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولكن السؤال الذى يدق الرؤوس بعنف:
هل اعتراف دول مثل فرنسا وإسبانيا أو غيرهما بالدولة الفلسطينية ستكون له آثاره الإيجابية على مسار القضية.. خاصة أنه كما نعلم كانت هناك اعترافات سابقة من جانب دول الكتلة الشرقية إبان الحرب الباردة بين حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتى وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.. ورغم ذلك لم يكن لهذه الاعترافات أثر يذكر على القضية الفلسطينية اللهم إلا فى المرات القليلة جداً التى خطب فيها ياسر عرفات من فوق منبر الأمم المتحدة بنيويورك..
ولكن لما جرت عملية السلام بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية حين ذلك قال الرئيس السادات إن تسعاً وتسعين بالمائة من أوراق اللعبة فى يد الولايات المتحدة وبالتالى فأى جهود تبذل من أجل حل القضية لابد وأن تكون من خلال الولايات المتحدة وهذا ما ترجمه الواقع المعاش.. وبالفعل لولا الرعاية الأمريكية المؤثرة لاتفاقية كامب ديفيد وإصرار الرئيس الأمريكى جيمى كارتر على إنجاح المفاوضات لما وصلت مصر وإسرائيل لهذه النتائج الإيجابية للاتفاق فيما بينهما.
ثم.. ثم فإن الجلسة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن تكون الخطوة الحاسمة فى مسار القضية الفلسطينية إذا ما قامت الولايات المتحدة بإحداث المفاجأة خاصة أنها فى ظل الحقبة الترامبية الحالية تسعى لبسط السلم والأمن فى ربوع العالم من خلال إجراء المفاوضات بين المتنازعين لإنهاء الحروب وإشاعة الود والمحبة والسلام.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
إذا كانت دول أوروبا الغربية صادقة فيما هى مقبلة عليه من الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة
فلماذا إذن لا تتدخل بقوة لإيقاف عداد الإبادة الإسرائيلى الذى يقوده سفاح القرن نتنياهو فى غزة خاصة أن البعض منها يمد الكيان بالسلاح الذى يباد به أهل غزة..
>>>
.. و.. وشكراً