فى تحد صارخ لكل الأعراف الدولية ووسط تجاهل متعمد لنداءات المجتمع الدولى بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه ماض فى خطته للسيطرة على قطاع غزة حتى لو قبلت حركة حماس بوقف إطلاق النار.
وفى مقابلة صحفية ، قال نتنياهو إن حكومته ستواصل السيطرة على غزة «حتى لو وافقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار فى اللحظة الأخيرة بهدف «القضاء على ما تبقى من مخربين وتحقيق الأمن»، وفق تعبيره مؤكداً أن العملية العسكرية فى القطاع» تقترب من نهايتها.
وأضاف أن الحرب يمكن أن أن تنتهى اليوم إذا ألقت حماس سلاحها وأطلقت سراح الرهائن المتبقين. وتابع نتنياهو: هدفنا إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس. القضاء على المعقل الأخير للحركة أمر ضرورى لتحقيق السلام الدائم.
وفى السياق ذاته، قال نتنياهو إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدعم بشكل كامل هدفنا العسكرى للسيطرة على مدينة غزة من أجل القضاء على حماس وسنفعل ذلك على أى حال.
واستطرد: «لم يكن هناك شك قط فى أننا لن نترك حماس هناك. أعتقد أن الرئيس ترامب عبر عن ذلك بأفضل صورة إذ قال إن على حماس أن تختفى من غزة. وشدد نتنياهو على أن «القضاء على آخر معقل لحركة حماس أمر ضرورى لتحقيق سلام دائم، لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «الحرب على وشك الانتهاء».
فى الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلى إرسال ما سماه «إنذارات أولية» إلى الفرق والمنظمات الطبية والدولية فى شمال قطاع غزة، قبيل العملية البرية لفرض السيطرة الكاملة على مدينة غزة.
وقال جيش الاحتلال، إنه فى إطار استعداداته لما سماه «إجلاء» السكان المدنيين من مدينة غزة إلى جنوب القطاع، أبلغ ضباط من إدارة التنسيق والارتباط لغزة التابعة لوحدة تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق، مسئولى الصحة ومنظمات الإغاثة فى شمال القطاع بأن عليهم «الاستعداد لتحرك السكان نحو جنوب قطاع غزة».
وأضاف، أنه أبلغ المنظمات بأنه سيكون هناك إخلاء كاملاً لمدينة غزة إلى جنوب القطاع، وقال إن هذا يتطلب من الفرق والمنظمات الطبية «إعداد خطة لنقل المعدات الطبية من الشمال إلى الجنوب».
يأتى هذا فى الوقت الذى ستعرض فيه خطة احتلال مدينة غزة على الحكومة الإسرائيلية للموافقة عليها.. وكان وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس قد وافق على الخطة التى أطلق عليها اسم «عربات جدعون 2».
وقبل ذلك، قال الجيش الإسرائيلى إنه بدأ عملياته على مشارف مدينة غزة فى إطار خطة السيطرة عليها.
أضاف إيفى ديفرين، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش بدأ المرحلة التالية من الحملة فى غزة، مشيرا إلى أن «حماس اليوم ليست كما كانت قبل العملية وقد أصبحت منظمة حرب عصابات منهكة»، بحسب تعبيره.
على صعيد متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، مؤكدا فى تصريحات صحفية أدلى بها على هامش مؤتمر طوكيو الدولى التاسع للتنمية فى إفريقيا تيكاد 9 أمس أنَّ وقف إطلاق النار سيجنّب القطاع الفلسطينى الموت والدمار الهائل، مشددًا على ضرورة إنهاء الصراع الدائر.
كما حثّ جوتيريش إسرائيل على التراجع عن قرارها توسيع المستوطنات «غير القانونية» فى الضفة الغربية، مؤكدًا أهمية احترام القانون الدولى والعمل على تحقيق السلام فى المنطقة.. كما أدان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة التصديق على بناء 3400 وحدة سكنية فى منطقة «إى 1» بالضفة الغربية.
كما أدانت السعودية بأشد العبارات إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى جرائمها بحق الشعب الفلسطينى الشقيق وأرضه المحتلة، ومحاولاتها المستمرة تهجيره ومنع قيام دولته المستقلة، بما فى ذلك شروعها فى التوسع فى بناء مستوطنات فى محيط القدس المحتلة، وتوسيع عملياتها وعدوانها بما يرقى لأن يكون جرائم إبادة ضد المدنيين العزل فى قطاع غزة.
أكدت السعودية أن هذه الخطوات تعد انتهاكات جسيمة للقانون الدولى ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مشيرة إلى أن المضى فى تنفيذ المخططات الإسرائيلية الخطيرة، واستمرار جرائم سلطات وقوات الاحتلال الإسرائيلى دون رادع لها انعكاس كبير على أمن واستقرار المنطقة، وتهدد شرعية النظام الدولي.
وفى وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى إن الخطة الاستيطانية الإسرائيلية التى قوبلت بتنديدات واسعة النطاق ستشكل فى حالة تنفيذها انتهاكًا للقانون الدولى وستهدد بتقسيم الدولة الفلسطينية.. وأضاف لامى فى منشور على إكس «إذا تم تنفيذ المشروع، فسيقسم الدولة الفلسطينية إلى قسمين، وسيشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولى ويقوض بشكل خطير حل الدولتين»، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن القرار.
ميدانيا، أعلنت وزارةالصحة بغزة ان 70 شهيدًا و356إصابة وصلوا لمستشفيات القطاع. ولفتت الصحة انه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
أشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 62,192 شهيدًا و157,114 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023، وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 10,646 شهيدًا و45,073 إصابة.
كما بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 18 شهيدًا و117 إصابة، ليرتفع إجمالى شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,036 شهيدًا وأكثر من 15,064 إصابة.. وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 2 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 271 حالة وفاة، من ضمنهم 112 طفلاً.
أعلنت الوزارة الصحة تسجيل حالتى وفاة جديدتين خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة التجويع وسوء التغذية.. وبذلك، ارتفع العدد الإجمالى لضحايا التجويع وسوء التغذية إلى 271 شهيدا، من بينهم 112 طفلاً، وفق ما أكدته الوزارة.