زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة شقيقه ولى العهد السعودى الامير محمد بن سلمان مهمة للغاية وفى توقيت دقيق نظراً لما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات عديدة وبصفة خاصة فى قطاع غزة وما يحدث من عدوان إسرائيلى مستمر دون توقف والأوضاع فى العديد من الدول العربية.
لقاء الزعيمين كان رسالة تؤكد على التوافق فى الرؤية والموقف الموحد فى مواجهة التحديات وهذا ما تجسده دائمًا العلاقات المصرية – السعودية، خاصة خلال السنوات الأخيرة فالدولتان ، هما قطبا العلاقات والتفاعلات فى النظام الإقليمى العربي، وركيزة الاستقرار بالمنطقة وعليهما يقع العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربي، والوصول إلى الأهداف المنشودة التى تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسى إلى الخليج العربي، فمصر والمملكة خط الدفاع الأقوى فى مواجهة تحديات تواجه الدول العربية وعلى الصعيد الإسلامى والدولي.ازدادت العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية، رسوخاً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وترجمت فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين، بغرض تعزيزها ودعمها فى مختلف المجالات، فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين.
السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية الأسبق يرى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية مهمة للغاية، وأن هذا التواصل والتشاور مطلوب وضرورى على أعلى مستوى خاصة فى هذه الفترة التى تشهد مزيداً من التوتر والإصرار على التصعيد وتوسيع العمليات العسكرية ضد شعب أعزل فى قطاع غزة خاصة فى ضوء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى التى أطلقها مؤخراً بشأن «إسرائيل الكبري» وهو مشهد عبثى وما يزيد من هذا العبث هو أن المجتمع الدولى يكتفى بإصدار التصريحات والبيانات دون أن تكون هناك أفعال وليس أقوال فقط.
يضيف الحنفى إن التشاور بين الرئيس السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان هو أمر مطلوب دائماًليس فقط بشأن الوضع فى قطاع غزة وتطوراته، إنما أيضاً فيما يتعلق بقوتين إقليميتين مهمتين جداً على المستوى الإقليمى العربى والشرق أوسطى وبالتالى تم تناول الوضع فى لبنان وسوريا واليمن وليبيا والسودان حيث إن البلدين يلعبان أدواراً فيما يتعلق بإيجاد حلول لهذه الأزمات، كما ان هناك اهتماماً مصرياً بالأمن القومى السعودى ومثيله الاهتمام السعودى بالأمن القومى المصري، وأن ارتباط الأمن القومى فى البلدين هى مسألة مهمة تقتضى من زعامات البلدين أن يلتقوا ويتشاوروا ويتم التنسيق فيما بينهم خلال الفترة المقبلة حيث إن هناك جلسة هامة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر المقبل وهى تختلف عن الجلسات السنوية السابقة بسبب الظروف الإقليمية والعالمية الحالية، كما أن هناك مؤتمراً ثانياً خاص بالدولة الفلسطينية وبمبادرة من السعودية وفرنسا وبدعم عدد من الدول التى يتم التنسيق بينها بخصوص الدفع بأطروحة الدولتين.
أضاف أن مصر والسعودية حريصتان على الحفاظ على العلاقات مع الشركاء الدوليين وتعزيزها وهذا يتطلب تكثيف التشاور مع هؤلاء الشركاء الأوروبى والأمريكى وأيضاً الصين وروسيا، مشيراً إلى أن مصر والسعودية عضوان فى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وأن المنظمتين لعبتا دوراً مهماً فى الأمم المتحدة باستمرار التنسيق فى هذا الإطار عند عرض الأزمات والأوضاع فى منطقتنا، وأيضاً فى المحافل الدولية المختلفة، وبالتالى فالتشاور وتنسيق المواقف مطلوب فى هذه المرحلة الحرجة من التاريخ المعاصر لهذه المنطقة.
أضاف الحفنى أن قوة العلاقة بين قيادتى البلدين والتشاور المستمر وتوافق المواقف فيما يخص قضايا المنطقة والأمة العربية أمر مهم ويحقق الأمن القومى العربى وعلى الجميع أن يدركوا ذلك وأن أى محاولات للإساءة إلى العلاقات المصرية ـ السعودية لها تأثيراتها وتداعياتها السلبية على الأمة كلها.
السفير أشرف عقل مساعد وزير الخارجية الاسبق قال، إن العلاقات المصرية ـ السعودية متميزة للغاية وتأتى فى إطار التنسيق والتشاور المتبادل بين البلدين إزاء ما يحدث فى كل ملفات المنطقة وبصفة خاصة غزة والاعلان الثنائى عن الرفض الكامل للتهجير ولسياسات الاحتلال وما تعتزم إسرائيل القيام به من اجتياح القطاع والهجوم عليه.
وأضاف عقل أن تصريحات الرئيس السيسى بالنسبة للقضية الفلسطينية تمثل مواقف متقدمة منذ بداية القضية وتحذيراته من مخططات إسرائيل فى التغيير الديمغرافى كانت كاشفة للمخطط. ومصر تقوم بدور ضخم فى رفض التهجير، ومحاولات إيقاف إطلاق النار، والموقف المصرى يتطلب تنسيقاً مستمراً مع الأشقاء فى المملكة، وكل الدول العربية لأن التحديات ضخمة ولابد من التكامل وتوحيد المواقف.
أوضح أن التنسيق المصرى السعودى يهدف إلى ايجاد موقف عربى موحد..وكذلك إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، لافتاً إلى أن مصر تعمل بدافع إنسانى انطلاقاً من مسئوليتنا التاريخية.
وشدد على أن زيارة الرئيس السيسى إلى السعودية تحمل معانى واضحة للمجتمع الدولى ورفضنا القاطع لأى محاولة تهجير، وأن مصر تتحرك بمبادئ واضحة وضمير حى وليس طرفاً فى اى صراع أو مساومة بل هى شريك فاعل فى تحقيق الاستقرار والدفاع عن القضايا العربية العادلة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.
قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس السيسى إلى السعودية فى توقيت مهم للغاية وعلى رأس الموضوعات التى تناولها الزعيمان ما يحدث فى قطاع غزة والضفة الغربية والقضية الفلسطينية وتهرب إسرائيل من قبول أى مقترحات حتى التى سبق وإن قدمت؟، وأيضاً تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بشأن وهم اسرائيل الكبرى.
أضاف السفير رخا أن المشاورات بين السيد الرئيس السيسى وولى العهد السعودى شملت الموقف فى سوريا ولبنان والسودان وليبيا وبالتالى مجمل العلاقات العربية.
وكذلك بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وأيضاً الجالية المصرية المتواجدة فى السعودية وما تقوم به من دور مهم، وأيضاً الجالية السعودية التى فى مصر سواء فى مجال الاستثمارات فى مشروعات مختلفة أو فى مجال الدراسة فى المدارس والجامعات المصرية، فالعلاقات المصرية السعودية وثيقة وهما جارتان يفصل بينهما البحر الأحمر.
«مصر والسعودية قوتان مؤثرتان وفاعلتان فى الملفات الإقليمية والدولية ولديهما رؤية مشتركة تجاه قضايا الشرق الأوسط».. هذا ما أكده الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة موضحاً أن زيارة الرئيس السيسى للسعودية خطوة على الطريق الصحيح لتعزيز التعاون الثنائى والتشاور فى قضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية والسورية والليبية واليمنية.
ويتابع أن القضايا التى تواجه المنطقة تحتاج لتنسيق مستمر بين الدول العربية وخاصة مصر والسعودية فالبلدان لهما تأثير قوى ويمتلكان أدوات ضغط يعملان بكل قوة على توظيفها لخدمة المصالح العربية.
ويستكمل أن التطورات الأخيرة فى المنطقة وإصرار إسرائيل على المضى قدما فى احتلال غزة سيكون له تداعيات سلبية على الشرق الأوسط بأكمله لذلك فإن التنسيق بين مصر والسعودية هذه الفترة فى غاية الأهمية، كما أن انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون خلال الأسابيع القادمة ومن المرتقب إعلان العديد من الدول اعترافها بدولة فلسطين مما يتطلب تنسيقاً وتشاوراً بين الدول العربية.
ويضيف أن مصر والسعودية لديهما توافق مشترك حول الملفات فى المنطقة، فوجهة نظر مصر فى التعامل مع قضايا السودان وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، هى الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، وهو ما تتفق معه المملكة، لذا فإن التنسيق بين البلدين يجنب الشرق الأوسط مزيداً من التصعيد ويحقق السلام فى المنطقة، فالبلدان على مدار التاريخ يعملان على تحقيق السلام بالشرق الأوسط ويبذلان جهوداً كبيرة للوصول لذلك.