لا أدرى لماذا ينتابنى شعور بالقلق؟ ورغم ما أحمله فى صدرى من إيمان عميق بأن مقادير الله نافذة لا محالة فلا يعطلها معطل ولا يدفعها دافع، إلا أن نوعية القلق الذى أتحدث عنه هو قلق إيجابي، فهو أقرب للحذر أو اليقظة أو الانتباه أو الاندهاش، فسفينتنا تسير وسط العواصف والأنواء الطبيعية منها والموجهة بمهارة غير مسبوقة وبصبر لا يلين وعزم لا يهتز وإيمان راسخ رسوخ الجبال بقيادة ربان شديد المهارة عظيم الحكمة، لكننى وأصدقكم القول، أخشى على سفينة الوطن من بعض القوارض والفئران الذين قد يتسللون بليل ويصل بعضهم إلى باطن السفينة ويجلس البعض الآخر على سطحها، بعض هذه القوارض ربما تصعد على المركب بحجة المساعدة والمشاركة، لكن أخشى من تواصلهم الذى كان وسيستمر مع ربابنة وقراصنة آخرين يستهدفون سفينتنا، ودون لف ودوران أو مواراة ومواربة أخشى على مصر من عودة تسلل الإخوان إلى مؤسسات الدولة مجدداً وهم يرتدون ملابس رسمية أو شبه رسمية، حيث يتم إيقاظ الخلايا النائمة وتنشيط الخلايا الخاملة وإعادة التيار إلى النهايات الطرفية، ويتم تجميع تلك العناصر مجدداً ليطل كل منهم من نافذته على الجمهور المستهدف وفقاً لأجندته المعدة سلفاً، ربما أكون مخطئاً وأتمنى ذلك يقيناً، لكن معرفتى بتاريخ الإخوان وتابعيهم تجعلنى أشد حرصاً من الآخرين على بلدى العزيزة، إنهم سيجهزون المسرح لاستعادة روح 25 يناير الشريرة وبشكل مختلف ومن داخل مؤسسات الدولة وبطريقة ناعمة للغاية، حصار السفارات فى الخارج مع تحركات الإخوان فى الداخل جزء من خطة إنهاك مؤسسات الدولة، محاولة إيقاظ الأفكار الثورية الخامدة ومحاولة إنعاش ذاكرة الناس لمرحلة من أسوأ مراحل مصر المعاصرة وهى مرحلة مقدمات 2011، أنا هنا لا أحاول أن أشيع الخوف فى قلوب الناس ولا أحاول أن أنال من أحد لا سمح الله وقطعا لا أملك ناصية الحقيقة ولا أقف على كل التفاصيل، لكنى آليت على نفسى ألا أكون شخصاً رمادياً وسلبياً، عليَّ أن أكتب وأقول بمنتهى الحرية المسئولة ما أعتقد أنه صواب وربما أكون مخطئاً وأتمنى ذلك ويشهد الله، خلاصة القول إن هناك مجموعة من الأخطاء تحدث أمامى وحاصل جمعها مقلق ويستوجب الحذر والمراجعة، ومن نافلة القول الحديث عن حزم التحديات التى تواجه دول العالم، ومنها مصر، أو أكتب عن المشروع الوطنى المصرى وضرورة الحفاظ عليه واستكماله مهما كانت التحديات، لكننى ومن جماع ما سردته أشعر بأن مشروعنا الوطنى وجمهوريتنا الجديدة قد تكون فى خطر أمام تحالف الصهيونيتين اليهودية والإخوانية، ومبعث هذا الخطر الذى أستشعره وأستشرفه يكمن فى جملة من الأحداث التى تبدو أمامى كما أسلفت مبعثرة لكن بنظرة معمقة سنجدها مرتبطة فيما بينها ارتباط وثيق ليس من باب الأسباب والنتائج وإنما من أبواب الشيطان وخططه ومؤامراته، فعندما يقود الإخوان 67 دعوة للثورة على الدولة المصرية من الخارج على مدار 13 سنة فهذا يحتاج إلى انتباه وسؤال، من يحرك الإخوان ولماذا الآن وما هى أدواتهم ومن هم أعوانهم الجدد؟