لا أدرى لماذا تحول الدورى المصرى ليشهد كل هذا الكم من الخشونة ونحن مازلنا فى منتصف الجولة الثالثة بحيث اصبح هذا الدورى بعد الجولة الثانية الأكثر خشونة فى تاريخ المسابقة التى انطلقت موسم 1948- 1949، ومازالت المسابقة تعانى من تلك الظاهرة.
وفى ظل تعديلات كثيرة أجراها البورد الدولى لكرة القدم «EFAB» على قوانين الكرة بهدف تقليل الخشونة وتحسين صورة كرة القدم، اصبح الدورى المصرى الأكثر خشونة فى العالم الآن فى نهاية الجولة الثانية بثمانى حالات طرد و96 إنذارا، ثم إرتفعت الحصيلة فى اليوم الأول للجولة الثالثة إلى 10 حالات طرد بجانب 3 حالات طرد أخرى للأجهزة الفنية و119 إنذاراً وهى أرقام لا تتواجد فى أى دورى آخر فى العالم.
والحقيقة أننا فى مصر فرقنا دم القبائل فى هذه الظاهرة بين اللاعبين والأجهزة المعرضة للطرد، وبين الحكام ومازال الإعلام للأسف يلقى باللوم على العنصر الثانى وهو الحكام بدلا من المطالبة بإلإلتزام السلوكى للاعبين والأجهزة الفنية.
وفى كرة القدم الحديثة ومع زيادة الإيقاع والسرعة أصبحت فرصة وقوع الأخطاء من اللاعبين ومن ثم توقع المزيد من الكروت الصفراء والحمراء، ولكن ما هو غير مقبول هذا السلوك العجيب للأجهزة الفنية على شاكلة كرونيسلاف يورتشيتش المدير الفنى لبيراميدز والذى لا يكمل مباراة دون الإعتراض على قرارات الحكام بشكل سافر، فكيف يمكن أن يوجه هذا المدير الفنى لاعبيه لاحترام قرارات الحكام وهو نفسه لا يحترمهم.
وقد يبدو كلامى هذا هجوما على المدير الفنى ولكنى كثيرا ما كتبت عن يورتشيتش وعما فعله من تغيير إستراتيجية أداء فريق بيراميدز مما جعل الفريق الذى لم يكن يملك ألقابا حتى عام مضي، يفوز بكأس مصر فى الصيف الماضى ثم البطولة الأكبر وهى دورى أبطال افريقيا فى الموسم المنصرم.
ولكنى هنا أعاود الكتابة عن وجوب أن يكون الإداريون والأجهزة الفنية نموذجا للإنضباط أمام اللاعبين وإلا سنشاهد كل هذا الكم من الخروج على النص من اللاعبين وسنشاهد كل هذا الكم من الكروت فى 24 مباراة فقط تمت من عمر الدورى الذى سيبلغ هذا الموسم 322 مباراة.
وأطالب لجنة الحكام أن تقوم بعمل حلقات نقاش مع اللاعبين فى كل ناد من اندية الدورى لتعريفهم بتعديلات القوانين ولماذا يحصل اللاعبون على كل هذا الكم من الكروت.
كما أطالب الأجهزة الفنية والإدارية ان تقوم بضبط النفس حتى يكونوا قدوة للاعبين بدلا من وجودهم حاليا كعنصر محفز للاعبين على الخروج على الإنضباط وإرتكاب الأخطاء التى تكلفهم الكروت والإيقافات.
وسأضرب فى نهاية كلامى المثل بحالتين من حالات الطرد المجانية التى حصل فيها اللاعبون على كروت حمراء دون أدنى مبرر، الأولى كانت للحكم محمد معروف ضد محمد هانى لاعب الأهلى والذى تم طرده بإنذارين متتاليين لإضاعة الوقت وفريقه متقدم ٤ – ١ وفى الوقت بدل الضائع للمباراة، ولو كان هانى ذكيا والتزم بقرار الحكم وخرج من أقرب نقطة أشار إليها لتحاشى الطرد وحرمان فريقه من جهوده فى المباراة القادمة.
والحالة الثانية كانت إنفعال غير مبرر من حارس الإسماعيلى الواعد عبد الله جمال وقد كان أبرز نجوم المباراة مما كلفه أيضا إنذارين متتاليين والطرد فى وقت كان فريقه يبدا قصارى جهده لإدراك التعادل أمام الإتحاد السكندرى.
أرجو أن ينظر الجميع للصالح العام وتعديل سلوك الأجهزة الفنية واللاعبين فى القادم من مباريات الدورى لإيقاف نزيف الكروت وهذه الظاهرة السلبية للكرة المصرية.