تحسدنا الدول «الحبيسة» التى لا تطل على مسطح مائى أو غير ساحلية.. حيث تتمتع مصر بسواحل طولها 995 كيلو على البحر المتوسط و1941 كيلو على البحر الأحمر.. إضافة إلى 1800 كيلو على نهر النيل من أسوان حتى شمال البلاد.. بخلاف البحيرات والترع والمجارى المائية.. وللأسف لم نستغل كل ذلك حتى الآن!!
لم نٌحسن الاستفادة من هبة الله الطبيعية التى حبانا بها.. فلا حققنا الاكتفاء الذاتى من الأسماك والمأكولات البحرية والنهرية.. ولا استخدمنا البحر والنهر فى النقل.. مع إنه يمكن إنشاء أسطول صيد يوفر الأسماك بأسعار رخيصة ويكون أفضل من المزارع السمكية.. كما يمكن تسيير مراكب وبواخر لنقل البضائع والأفراد.. وعمل رحلات سياحية بحرية ونهرية!!
طالبنا أكثر من مرة ببحث عمل خطوط بحرية دائمة ما بين السلوم وبورسعيد والعريش وتكون هناك محطات فى مطروح والإسكندرية ودمياط.. وخطوط أخرى تربط المدن التى تطل على البحر الأحمر من خليج السويس والغردقة والعين السخنة وشرم والقصير وسفاجا وحتى حلايب وشلاتين.. بالتأكيد هذه الخطوط ستقلل الضغط على الطرق البرية وتقلل حوادثها.. ويمكن تسيير خطوط لسياحة اليخوت.
نفس الكلام يقال على استغلال نهر النيل فى إنشاء خطوط نهرية ما بين المحافظات لنقل الركاب والبضائع من مصر العليا إلى البحر المتوسط.. إلى جانب تكثيف رحلات «النايل كروز» للسياحة.. ولا مانع من إعادة تسيير المراكب الشراعية لتقليل تلويث النيل والاستمتاع بالرحلات.
.. وفى القاهرة يمكن تسيير خطوط الأتوبيس والتاكسى النهرى من شبرا حتى المعادى وحلوان.. مع إعادة النظر فى أسعار التاكسى النهرى لأنه سيحل كثيرا من مشاكل المرور مع الأتوبيس النهرى إذا تم تسيير الخطوط بانتظام وبأسعار مناسبة لكل فئات الشعب.
من غير المعقول أن تكون لدينا كل هذه الشواطئ والضفاف الجميلة ولا يستمتع المصريون والسياح بالانتقال بينها والتنزه عليها.. ومن التقصير أن نترك الأسماك تعوم فى البحرين الأبيض والأحمر ونهر النيل والبحيرات التى وهبها الله لمصر ولا يكون لدينا أسطول صيد يحقق لنا الاكتفاء الذاتى من الثروة السمكية ، صحيح بدأنا لكن نحتاج أن نستكمل ليكون لدينا الأسطول الذى نتمناه.
«القلعة» لفن البسطاء !!
>> كان مهرجان القلعة المتنفس الوحيد للبسطاء للاستمتاع بالفن الراقى والطرب الأصيل.. والتعرف على إبداعات الفرق التى تأتى من الدول المختلفة.. إلى جانب التمتع بالموسيقى الشرقية والغربية ومشاهدة الفنانين الكبار من المصريين والعرب الذين لا يمكن فى غير هذا المكان أن يراهم أهالى المناطق الشعبية.. منذ بدايته فى نهاية الثمانينيات من القرن الماضى كان المهرجان يقام على 4 مسارح فى قلعة صلاح الدين الأيوبى وهى «سارية الجبل» و«المحكى» و«بانوراما 1» و«بانوراما 2».. وتشارك فيه فرق الأوبرا وأوركسترا القاهرة السيمفونى.. حيث كان هدف وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى ورئيس الأوبرا الدكتور مصطفى ناجى «وقتها».. أن يصل الفن الراقى إلى سكان المنطقة المحيطة بالقلعة فى إطار ان الثقافة للجميع.. لذلك كانت حفلات المهرجان مجانية فى البداية!!
لم يكن البسطاء يستطيعون الذهاب إلى حفلات الأوبرا فى مقرها بالجزيرة ولا يرتدون الأزياء الرسمية ورابطات العنق والبدل وفساتين السهرة.. وبالطبع لم يكونوا قادرين على حضور الحفلات الخاصة لنجوم الغناء الكبار.. لذلك كان مهرجان القلعة متعتهم الوحيدة وفرصتهم لرؤية النجوم والارتقاء بذوقهم عن طريق الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية وأعمال الأوبرا مجانا أو بتذاكر رمزية لا تزيد على 5 جنيهات ثم أصبحت حتى العام الماضى 60 جنيها للتذكرة!!
كانت أسعار التذاكر لا ترهق الأسرة البسيطة.. وفجأة فى الدورة الحالية رقم 33 تم رفع سعر التذكرة إلى 100 جنيه.. مما يعنى أن الأسرة من أب وأم و3 أبناء يحتاجون إلى 500 جنيه وهو مبلغ كبير على الكثير من العائلات فى المناطق الشعبية وهم الجمهور المفترض إنه المستهدف بهذا المهرجان.. مما جعل العديد من الأسر التى اعتادت على الذهاب كل عام أن تتخلف هذا العام خاصة انه تم اختصار عدد أيامه من أسبوعين إلى 9 أيام!!
لأن الزمن تغير.. وانتهى عصر الاستمتاع بالتنزه والترفية المجانى.. وكل شىء فى الحياة لابد من دفع ثمنه فقد اختلف المهرجان كثيرا عن بداياته حتى أن البعض شبه الدورة الأخيرة بأنها بمثابة «نهاية لفن البسطاء فى القلعة».. فلم تعد هناك الفرق الأجنبية ولا زخم الموسيقى الكلاسيكية والأوبرالية.. ولا العديد من النجوم المصريين والعرب.. ولم يعد المهرجان لنشر الفن الراقى والثقافى للجميع خاصة أبناء الأحياء الشعبية.. فهل يعود مهرجان «القلعة» فى العام القادم؟!
.. ولو كان الحق مع الإسكان..
سحب أرض الزمالك.. خسارة للرياضة وللجماهير!!
>> سؤال إلى المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان ألم تتعرض بعض المشروعات التى تصدت لها الوزارة وهيئاتها إلى مشاكل عطلت تسليم الشقق للحاجزين لمدد قد تصل أو تزيد عن 20 عاماً.. مما سبب لهم معاناة.. ومع ذلك لم يتم تعويضهم والأهم لم تقم الدولة بسحب أراضى هذه المشروعات من الوزارة لأنها لم تلتزم بالمواعيد؟!.. فمثلا.. كم استغرق بناء مشروع صقر قريش بالمعادى.. وكم استغرق بناء مساكن أبراج مجزر المنصورة وغيرها من المشروعات التابعة للوزارة وهيئاتها.. صحيح أن ذلك كان فى سنوات سابقة قبل الطفرة فى مجال الإسكان والمشروعات القومية التى نشهدها فى الأعوام الأخيرة.. ولكن فى النهاية كانت مشروعات تابعة لوزارة الإسكان وللحكومة!!
تأخرت الوزارة عن البناء والتسليم لعوامل عديدة منها مشاكل أحيانا فى التمويل أو فى عدم ادخال البنية الأساسية وراعى الجميع ذلك.. فلماذا قامت الوزارة بسحب أرض نادى الزمالك وهى تعلم تماما الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد منذ أزمة كورونا ثم الحرب فى أوكرانيا.. نظرياً ووفقا للاتفاقات والقوانين.. قد تكون الوزارة محقة.. لكن ربما كان القرار قبل اصداره يحتاج إلى الأخذ بروح القانون لأنه إذا كان من جانب الاستثمار فالقرار لم يجانبه التوفيق خاصة إذا كانت الجدية واضحة بإصدار التراخيص حتى لو تأخرت.. وإذا كان من ناحية اهتمام الدولة بالرياضة فالقرار لم يكن صائبا خاصة فى ظل تغيير مجلس إدارة النادى وعدم الاستقرار وما تتعرض له الأندية الجماهيرية من مشاكل عديدة بدأ الزمالك بالكاد يتغلب عليها!!
لا نطالب أبدا بأن يكون أحد فوق القانون أو لا يلتزم بالقوانين ولكن هناك قرارات تحتاج إلى تمهل وتريث قبل اتخاذها!!.. بالتأكيد يوجد حل سريع لهذه المشكلة حتى لا نحرم الرياضة المصرية من صرح جديد ولا نحرم أعضاء القلعة البيضاء من فرع جديد فى أكتوبر.. ولا نحرم جماهير الزمالك العريضة من الفرحة بوجود استاد بعد هدم استاد حلمى زامورا؟!
وعلى مجلس إدارة نادى الزمالك أن يبدأ إجراءات جدية للبناء وتشييد مقر النادى والاستاد.. ويكفى أن الأرض تم سحبها أكثر من مرة وإعادتها «بطلوع الروح» كما تم تغيير مكانها حيث كانت أول أرض حصل عليها النادى مقابل «دار الفؤاد» ثم استبدلت بالمكان الحالى.. فهل تعاد الأرض ويتم البناء فورا؟!