نفذت مصلحة السجون فجر أمس حكم الإعدام بحق القاضي السابق أيمن حجاج، ورجل الأعمال حسين الغرابلي، بعد صدور حكم نهائي بإدانتهما بقتل الإعلامية شيماء جمال، زوجة المتهم الأول، ودفنها داخل مزرعة بمنطقة البدرشين بالجيزة، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت الرأي العام منذ حوالي ثلاث سنوات.
وقد أثار تنفيذ الحكم حالة من الارتياح الشديد لدى أسرة المجني عليها، وخاصة والدها التي أطلقت زغاريد الفرح بمجرد تأييد محكمة النقض إعدام الجناة، وظلت تردد: “الآن سآخذ عزاء ابنتي وأنا مرتاحة بالقصاص العادل”.
تفاصيل الجريمة
كشفت التحقيقات عن تفاصيل الجريمة البشعة التي دارت فصولها المأساوية طبقًا لاعترافات المتهم، أيمن حجاج. فقد تزوج من المذيعة شيماء جمال في 17 فبراير 2019، وأخفى أمر الزواج حرصًا على مشاعر زوجته الأولى أم أولاده. ولكن شيماء كانت كثيرة الطلبات وبدأت تهدده بإفشاء أسراره وأسرار شريكه في أعمال خارج مهنته، وساومته على ملايين من ثروته مقابل السكوت وعدم إحداث “شوشرة” لا تتناسب مع وظيفته المرموقة ووضعه الاجتماعي كرجل قضاء.

مزرعة الموت
قرر المتهم التخلص منها بأي طريقة، فاتفق مع شريكه الغرابلي على مساعدته في الجريمة ودفن الجثة في مكان بعيد يصعب الوصول إليه. وبعد البحث والتفكير، استأجرا مزرعة في البدرشين لتنفيذ مهمتهما. قام المتهمان بشراء أدوات الحفر وسلاسل وجنازير و”ماء نار” للتخلص من الجثة وإخفاء معالمها.
قتل وتشويه
في شهر يونيو من عام 2022، استدرج المتهم زوجته إلى المزرعة، بعد أن أوهمها بشرائها لها. وفور وصولها، أغلق شريكه الباب، ثم انهال عليها بالضرب بمؤخرة مسدسه على رأسها حتى سقطت غارقة في دمائها. توسلت إليه شيماء وصرخت: “حرام، ارحمني، خذ كل حاجة بس سيبني للحياة من أجل ابنتي”، لكنه أصر على إنهاء حياتها بسبب تهديداتها المستمرة، فوضع قطعة قماش على فمها حتى فارقت الحياة.
بعد ذلك، قام الجانيان بربط الجثة بالسلاسل وسحبها إلى القبر الذي تم حفره مسبقًا. واستخدما “ماء النار” لتشويه جسدها ووجهها لإخفاء معالمها، ثم ردما الجثة وغادرا المكان. توجه المتهم أيمن حجاج بثقة إلى قسم الشرطة في مدينة أكتوبر، وقدم بلاغًا وهميًا بادعاء تغيب زوجته لإبعاد الشبهات عنه. لم يتوقع الجانيان أن يتم افتضاح أمرهما بهذه السرعة، لتنتهي حياتهما في السجن بعد أن أضاعا مستقبلهما.

قرار الإحالة
كان النائب العام قد أمر بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًا، لمعاقبتهما على قتل الإعلامية شيماء جمال عمدًا مع سبق الإصرار. وجاء في قرار الإحالة أن المتهم الأول أضمر التخلص من زوجته بعد تهديدها له، فعرض على شريكه الثاني معاونته مقابل مبلغ مالي. اتفق الاثنان على استئجار المزرعة لارتكاب الجريمة، ثم أبلغ أيمن حجاج عن غياب زوجته. وبعد أيام من البحث والتحري، تم ضبط المتهمين، وإحالتهما إلى محكمة الجنايات التي أحالت أورقهما إلى المفتي. وبعد الطعن، أصدرت محكمة النقض برئاسة المستشار وليد حسن حمزة حكمها النهائي بإعدامهما، والذي نُفذ أمس، ليسدل الستار على هذه الجريمة البشعة التي شغلت الرأي العام.