لا حديث يعلو على صوت قمة الرئيسين الأمريكى ترامب والروسى بوتين أو «قمة الغريمين» إن صح التعبير طوال الأيام الماضية منذ انعقاد القمة فى ولاية ألاسكا الأمريكية يوم الجمعة الماضى رغم انها لم تخرج بجديد بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية والأعجب أنها لم تتطرق لا من قريب أو بعيد للدمار والابادة الممنهجة التى يرتكبها جيش الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة والضفة الغربية .
ورغم أن القمة كما ذكرت فى البداية كانت ولاتزال مثار اهتمام مختلف وسائل الإعلام بشتى أنحاء العالم، إلا أن ما استوقفنى بل و استفزنى التعليق الذى نشرته السيدة «ميلانيا» زوجة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حيث ظهرت فى هذا التعليق أو بمعنى أدق الرجاء تستجدى «القيصر» الروسى بوتين قائلة: «عزيزى الرئيس بوتين كل طفل يتشارك نفس الأحلام الهادئة فى قلبه يحلم بالحب والفرص والأمان من الخطر، فى عالم اليوم يضطر بعض الأطفال إلى الضحك بهدوء غير متأثرين بالظلام المحيط بهم.. أنا متأكدة من أنك توافقنى الرأي.. سيد بوتين يمكنك بمفردك استعادة ضحكاتهم العذبة بحماية براءة هؤلاء الأطفال.. إنها فكرة جريئة تتجاوز كل الحدود الإنسانية، وانت يا سيد بوتين أهل لتطبيق هذه الرؤية بجرة قلم اليوم.. لقد حان الوقت».
إلى هنا انتهت رسالة زوجة الرئيس الأمريكى لقيصر روسيا، والمؤكد هى تستجدى وتستعطف بوتين من وقف الحرب الروسية – الأوكرانية لأجل أطفال البلدين لاسيما فى أوكرانيا، وما استفزنى من تلك الرسالة أن السيدة ميلانيا نسيت أو تناست آلاف الأطفال بل و ربما الملايين حول العالم ممن يسقطون ضحايا الحروب وخاصة فى فلسطين التى تشهد طوال العامين الماضيين أكبر واقذر حرب إبادة جماعية راح ضحيتها أكثر من 65 ألف شهيد و قرابة مائة وخمسين ألفا آخرين من الجرحى والمفقودون غالبيتهم من الأطفال والنساء وللأسف كان لزوجها ودولته الدور الأعظم فى دعم ومساندة الكيان الإسرائيلى ماديا وعسكريا ومعنويا ولم تتحرك سيدة أمريكا الأولى ولو بكلمة واحدة تطالب فيها ترامب وتابعه «النتن ياهو» لأجل أطفال فلسطين، وهذه هى سياسة الكيل بمكيالين فى أبغض صورها!!
وكانت وسائل الإعلام العالمية وفى القلب منها الغربية قد سلّطت الضوء على قمة الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب فى ألاسكا، وأجمعت على أنها كانت تاريخية رغم أنه لم تخرج عنها أى تفاصيل حول مخرجاتها ومصير أوكرانيا.. حيث ذكرت صحيفة « فاينانشيال تايمز « أن اجتماع بوتين وترامب عكس تغيرا فى السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا.
فيما قالت «ذا هيل» ترك الرئيسان بوتين وترامب العالم فى حيرة يوم الجمعة بعد قمة تاريخية لم تُسفر عن أى تفاصيل حول ما تمت مناقشته، وما تم الاتفاق عليه، وما تبقى من نقاط خلاف لإنهاء نزاع أوكرانيا.
ومن جانبها قالت «سكاى نيوز»: ترامب وبوتين يتفقان على العديد من القضايا فى مفاوضات أوكرانيا، لكنهما لا يقدمان سوى تفاصيل قليلة.
أشارت «بوليتيكو» الى انتصار بوتين فى ألاسكا بينما توقعت «أكسيوس»: «المرة القادمة فى موسكو»: بوتين يدعو ترامب فى ختام القمة.
وجاء العنوان الرئيسى لـ»لوفيغارو»: استقبال ترامب نظيره الروسى بحفاوة خروج عن الخط المؤيد لأوكرانيا الذى تبناه سلفه جو بايدن ودعوة لعودة روسيا إلى الساحة الدولية.
فيما أوردت «سى إن إن»: اختتمت قمة ترامب وبوتين دون التوصل إلى اتفاق ملموس بينما أشارت نيويورك تايمز: خلال اجتماعه مع بوتين أبدى ترامب رضاه التام عن كل شيء، رغم عدم التوصل إلى وثيقة ختامية.
وأخيرا علقت الجارديان: ترامب يقول إنه لايوجد اتفاق بشأن أوكرانيا بعد محادثات بوتين وينصح «زيلينسكي» بـ»إبرام صفقة»!!
أعتقد أن الأيام والأحداث خلال الفترة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت بشأن القضايا المثارة على الساحة العالمية حاليا نتمناها أن تكون سعيدة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ويتم التوصل إلى حل لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.