الإخوان تاريخ من العمالة والخيانة يجسدون أبرز صور «الميكافيلية» الغاية عندهم دائما تبرر الوسائل، لذلك فإنهم يتلونون بكل لون ويسلكون كل طريق ولا يتورعون عن التحالف مع الشيطان إذا كان فى حزبه مصلحتهم.. يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم.. يلقون بأنفسهم فى أحضان الغرب ويتآمرون على دولهم فى سبيل تحقيق مصالحهم. الجمهورية ناقشت مع أساتذة العلوم السياسية وخبراء التيارات الإسلامية وعلماء الدين لماذا يحمى الغرب الإخوان الإجابات جاءت تعكس مصالح متبادلة حيث يضمن الإخوان التمويل مقابل استخدامهم من الغرب فزاعة للضغط على الدول العربية بهدف تحقيق مصالح غربية أو ضمان التوسع الإسرائيلي، مؤكدين أن الإخوان هم الذراع الوظيفية للغرب وإسرائيل.
تؤكد د. حنان كمال أبو سكين ـ أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم بحوث وقياسات الرأى العام بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ـ أن الغرب منقسم فى تعامله مع الإخوان خاصة بعدما ظهر للعالم تورطهم فى العديد من الجرائم الثابتة ثبوتا واضحا لا تقبل الشك، ولكن تتباين السياسات من دولة لأخري، حتى دول الاتحاد الأوروبى رغم أنها بمثابة تكتل مشترك تربطه حدود ومصالح، ورغم هذا يتباين سياسيًا كل دولة حسب مصلحتها الخارجية، وبالتالى تتعامل مع ملف الإخوان حسب ما يتراءى لها من مصالح مع الإخوان، ونجد الغالبية العظمى منهم يميلون لدعم الإخوان، وهذا يتضح من خلال الدعم المالى السخى المقدم للجمعيات والمنظمات الخيرية، فهناك تمويلات متدفقة لهذه الجماعات، وهذا ليس وليد اللحظة، فالتاريخ يخبرنا أن بريطانيا دعمت حسن البنا، لإقامة التنظيم الإخواني، كما أعطت وعد بلفور لليهود.
أوضحت أبو سكين أن الغالبية العظمى من عناصر الإخوان يحملون الجنسية البريطانية وينتمون إلى أحزاب إنجليزية ومؤثرون فى صنع القرار داخل هذه الدولة، مما يجعل العلاقة بين بريطانيا والإخوان علاقة عضوية وليس علاقة طرف بطرف، بل احتضان كامل «مالى وسياسي» من الغرب لجماعات الإخوان، بدليل صدور قرار غير موضعى من بعض الدول الغربية بتأثير من الإخوان يتضمن وصف مصر بأنها دولة غير آمنة لتصديها لمشروع الإخوان فى المنطقة، بل الأكثر من ذلك أن هناك بعض الدول التى لا تنتمى للاتحاد الأوروبى تدعم الإخوان كنوع للتقارب مع الأوروبيين وتحسين صورتها أمام الغرب، خاصة فى ظل حرص غربى له أهداف وأجندة محددة لتنفيذ مشروع الإسلام السياسى بمكونات غربية تؤدى إلى تفتيت المنطقة من خلال إحياء الفكر الجهادى ومصطلحات الخلافة، والعمل على إذابة الحدود بين الدول القائمة تمهيدا لتفكيكها، بما يمهد لتنفيذ الدول الغربية مخططها فى المنطقة، والمسارعة بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذى يصب فى نهايته منح الغرب ثروات المنطقة، وخير مثال لذلك ما حدث بليبيا وانهيارها وسيطرة ميليشيات الإسلام السياسى والجماعة الإخوانية على المشهد، فأصبح بها أكثر من حكومة، وأكثر من برلمان، والمستفيد من إضعاف السلطة المركزية الليبية هم الغرب للحصول على ثروات النفط الليبي، وبذلك يتأكد لنا أن المشروع الإخوانى يتقاطع مع مصالح الدول الأوروبية، لأن إضعاف الدول العربية سيؤدى إلى تمكين الكيان الإسرائيلى بالهيمنة على المنطقة، لذا نجد هناك علاقة وثيقة بين الإخوان وإسرائيل، وبالتالى إحكام السيطرة على هذه الدول حتى وإن لم تحصل على ثرواتها، علاوة على الاستخدام المسيس لمنظمات حقوق الإنسان التى تدعم التعددية والحرية، لأنهم يرون أن التيارات السياسية المختلفة ومنها الإخوان هم الأقرب للسلطة عكس التيارات المدنية، لذا يتم دعمهم وتبنيهم حتى يكونوا أداة تنفيذية لنهب الثروات بالمنطقة وتحقيق مخططهم الصيهوني، وكما أن الغرب يخشى من الإسلام الجهادى المتطرف وفى اعتقادهم أن الإخوان تيار معتدل، وأنهم قادرون على التصدى لأى تطرف تقوم به تيارات التشدد، وهم فى ذلك يغالطون أنفسهم لأنهم على يقين أن منبع العنف والإرهاب هم الإخوان.
وبسبب موقف مصر الحاسم ضد الجماعة الإرهابية تمارس ضدها ضغوط لعودة الإخوان بأى شكل لكن الدولة المصرية حاسمة فى هذا الرفض.
مشروع الهيمنة
يقول طارق البشبيشى الباحث السياسى إن علاقة الغرب بالإخوان قديمة، لأن مشروع الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، له أدواته حيث إنها قلب العالم ومليئة بالثروات والطاقة والممرات، وحقبة الاستعمار العسكرى انتهت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، فكان لابد أن تكون هناك أدوات أخرى تحمى مصالح الغرب الاستعمارى دون احتلال عسكرى مباشر، فكما حرصوا على زرع إسرائيل كذلك فإنهم زرعوا تيارات الإسلام السياسى التى تقوم بعرقلة أى نهضة أو تحرك للمستقبل، ويقوم الغرب بحمايتها ليضمن السيطرة على المنطقة العربية المليئة بالثروة البشرية والميزات الجغرافية، فكان لابد من إحداث فتن وصراعات داخلية لكى لا تنهض هذه المنطقة.
مضيفًا أن الجماعة «خزينة بنك مصالح الغرب» ومن المستحيل الاستغناء عنها حيث كان الاحتلال العسكرى المباشر يكلف الغرب فاتورة باهظة، أما الآن فهو يرى انه يمكن أن يحتل هذه المنطقة عن طريق إسرائيل وعن طريق الإخوان بصورة غير مباشرة بهدف تحقيق مصالحه، مشيرًا إلى أن تلك الأسباب هى الدوافع الحقيقية وراء دعم الغرب للإخوان، رغم أنهم يدعون أسبابًا أخرى مثل ادعائهم حماية الحريات وهذا كذب وتدليس، بدليل أن تنظيم القاعدة وهو تيار تكفيرى لا يؤمن بالحرية والديموقراطية وتبادل السلطة والانتقال السلمى للسلطة ولا يؤمن بالآخر، وليس فقط على المستوى السياسى لكنه لا يؤمن بالآخر فى الوجود، حيث يقتله ولا يريده حيًا ولا يرى إلا نفسه، ومع ذلك الغرب يدعمهم فى سوريا بل أوصله إلى سدة الحكم فى دمشق وهذا أكبر دليل على خداع وزيف الشعارات التى يقدمها لنا الغرب يخدعنا ويخدع العالم بها فأمر سوريا كان كاشفًا لنفاق الغرببل إنه كلما أصر النواب بمشروع لوصف الجماعة بأنها إرهابية وجد من يتصدون له ويعطلونه أو يرفضونه، كاللوبى المساند للإخوان فى الغرب قوى لأنه يمثل القوة المؤثرة التى تنفذ أجندة الفوضى والسيطرة على المنطقة وفى مقدمتها مصر.
فيما يؤكد أحمد سلطان – الباحث فى الأمن الاقليمى والإرهاب ـ أن علاقة الغرب بالإخوان قديمة وممتدة، حيث حرص الغرب على التعامل مع جماعة الإخوان لخدمة مصالحه، وقامت العديد من الدول الغربية بإبرام اتفاقيات بينها وبين الإخوان تتضمن أن يترك الغرب للإخوان إدارة الشئون الدينية فى الدول الإسلامية، كما يمنحها حرية إنشاء جمعيات ومراكز إسلامية، مما ساعد جماعة الإخوان على الانتشار فى عديد من دول الغرب وفى الوقت نفسه الالتزام بالتعامل مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية مع هذه الدول على أن يكون هناك تبادل للمعلومات وتنسيق فيما بينها.
جماعات وظيفية
أشار سلطان إلى أن الإخوان تستخدم ورقة الغرب للضغط على الدول العربية وخاصة مصر، وكثيرًا ما كانت الجماعة تحرص على القرب من مراكز صناعة القرار والدوائر الرسمية فى الغرب، مما جعل جماعة الإخوان بمثابة ورقة تؤدى دور الجماعات الوظيفية وغيرها من الجماعات، وتحقق أهداف الغرب فى الضغط على بعض الأنظمة السياسية لتحقيق أهداف معينة، وإذا تأزم الموقف التفاوضى نجد الجماعات تنشط سواء بالهدم أو العمل بشكل مباشر فى خدمة الأغراض المرتبطة بالدول الغربية لذا كيف لا تقوم بحمايتها ودعمها باستمرار وهى الأداة المنفذة لكل مخططاتها.
خوارج هذا الزمان
الدكتور أحمد كريمة ـ أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ـ أوضح أن هناك كراهية متأصلة لدى هؤلاء القوم، لأنهم لا يحملون أى مودة لمصر والمنطقة العربية، والغرب له مؤامراته منذ زمن بعيد، ويمدون جماعات العنف الفكرى ومنهم الإخوان بكل ما لا يتصوره إنسان من دعم وأموال لإحداث فوضى وتخريب، كما أن الإخوان يعتبرون من الخوارج يريدون إحداث فتن مجتمعية فى مصر، وغيرها من الدول، فنجد إدارة شركة قناة السويس التى كانت خاضعة للاحتلال البريطانى منحت حسن البنا القيادى الإخوانى مبلغ 500 جنيه ذهب لدعمه وتأسيس جماعة الإخوان المسلمين،
وطالب كريمة بوضع استراتيجية واضحة لمعالجة فكر الخوارج، إضافة إلى عقوبات تعزيرية بتجريم إنشاء أى جماعات فى المجتمع، وينبه إلى أن جرائم العنف الفكرى من تكفير المجتمعلن تتوقف، وكتاب معالم فى الطريق لسيد قطب، يعد لغماً ينسف الأمن المجتمعى ويؤدى لإراقة الدماء، ولذلك نجد سجل الإخوان بداية من «التنظيم الخاص» سجلاً دموياً، والآن نجد الإخوان والسلفيين والجهاديين، وهم وجهان لعملة واحدة يتسللون لإنشاء جمعيات وتجنيد أفرادلترويج أفكارهم، داعيا المولى عز وجل أن ينصر بلادنا على هذا الوباء لأنهم خوارج لقول رسولنا الكريم «سيخرج فى أواخر الزمان حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، وقراءتكم للقرآن إلى قراءتهم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وقال حذيفة بن اليمان «راوى الحديث» رضى الله عنه يا رسول الله ما اصنع إن أدركنى ذلك، قال عليك بإمام المؤمنين وجماعتهم «أى بالنظام العام للدولة»، قلت فإن لم يكن للمسلمين إمام ولا جماعة، قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» اعتزل تلك الفرق، ولأن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على هذا، وهذا حديث شريف يؤكد على الخوارج آخر الزمان وهم فيهم الإخوان.