لست من هواة الخوض بشكل كبير فى تفاصيل مباريات الدورى فى تلك المساحة الصغيرة من العمود الذى أحب أن أركز فيه على أهم القضايا التى تواجه رياضتنا والمساهمة فى إيجاد أفضل الحلول لها .
لكن دورى هذا الموسم يفرض على ذلك بعد تمتعه بإثارة عجيبة فى أول أسبوعين أجبرتنى على التطرق لها ولو بشكل سريع حتى نعطى كل ذى حق حقه ونحذر البعض خاصة أصحاب التاريخ الطيب مع المسابقة الأم من السقوط فى بئر الحرمان .
فأبرز شئ كشف عنه الأسبوع الثانى هو تألق فريق المصرى البورسعيدى واعتلاؤه صدارة جدول المسابقة بالعلامة الكاملة عبر فوزين مستحقين وهذا نجاح يحسب لإدارة النادى البورسعيدى الذى منح الفريق وجهازه الفنى الاستقرار الذى يؤدى إلى النجاح لكن نقول الشيء الأهم والذى يتمثل فى ضرورة المحافظة على الصدارة والمنافسة بقوة إذا أراد المصرى أن يثبت للجميع أنه رقم صعب فى دورى هذا الموسم يستطيع من خلاله تحقيق حلم معانقة الدرع لأول مرة فى تاريخه .
أما الشيء المؤلم فيتمثل فى تخلى زعيم الثغر نادى الاتحاد السكندرى عن هيبته وتاريخه العريق ليخرج فى أول أسبوعين خال الوفاض بدون نقاط ليتذيل جدول المسابقة .
لكن عزاءنا الوحيد يكمن فى أن البطولة لاتزال فى بدايتها والفرصة مواتية لتدارك ذلك الموقف بل والمنافسة على اللقب إذا وضع أبناء الإتحاد ذلك الأمر فى أذهانهم وعملوا له .
والأمر الأخر الجيد أراه يتمثل فى تعلم نادى المقاولون من درس الهبوط القاسى الذى مر به وسعيه إلى عدم تكراره بعد أن فرض التعادل على الزمالك وابعده إلى المركز الرابع وأصاب مدربه البلجيكى بآلام فى المعدة استدعى معها الأمر فى نقله إلى المستشفى .
وعلى الجانب الآخر يفرض زيزو نجم الأهلى المنتقل حديثاً من الزمالك نجوميته على المسابقة ويسجل أول أهدافه بالقميص الأحمر مع الفريق الأهلى وينتزع لقب أفضل لاعب فى الأسبوع الثانى للدورى الأمر الذى يدفع به لإخراج الشيئ الكثير الموجود فى جعبته كأحد أبرز النجوم المصرية .
ولأن الأبطال فى دوريات الهواة غالبا ما يعانون بعد تحقيق حلم بطولة كبرى فهذا ما حدث مع فريق بيراميدز بطل دورى أبطال أفريقيا الأخير بعد أن تعادل فى الأسبوع الأول وفاز فى الثانى بشق الأنفس على الإسماعيلى بهدف وحيد.
ويبقى الأمر الأكثر إيجابية فى مباريات الدورى بعد مرور أسبوعين فقط على البداية يكمن فى قوة المباريات والمنافسة بين جميع الفرق لدرجة أنه يصعب عليك التنبؤ بالنتائج مع الإرتفاع فى المستوى بشكل جيد الأمر الذى يصب فى صالح المنتخبات الوطنية .
وفى المقابل يأتى الشيئ السلبى الذى يحدث لأول مرة فى تاريخ المسابقة منذ بدايتها عام 1948 وهو حصول 8 حالات طرد وزيادة نسبة الخشونة بشكل كبير استعدى معها الوضع إلى إخراج الكارت الأحمر فى 7 حالات بينما كانت حالة طرد محمد هانى ظهير الأهلى الأيمن بسبب حصوله على الكارت الأصفر الثانى بعدما تحدث مع الحكم بأسلوب غير لائق كما قيل رغم الخلق الجيد الذى يتمتع به هاني.
عموما نرجو ألا يكون ارتفاع حرارة الدورى قد جاء تزامنا مع ارتفاع حرارة الجو ونتمنى ألا يعود ويهبط مع تحسن الحالة الجوية خلال الأسابيع القادمة .
والله من وراء القصد .