يتحمل القدر والخطأ جانباً كبيراً من مسئولية حوادث الطرق وما ينتج عنها من ضحايا، قتلى ومصابين، جعلتنا نطلق على الملف «نزيف الأسفلت».
ومما لا شك فيه أن المجتمع يحتاج ثقافات سلوكية متعددة يتصدرها ما يتعلق بالسلامة والأمان، لأن الطرق الحديثة الفسيحة متعددة الحارات، تحتاج عناية أكثر والتزاماً أكثر عند قيادة المركبات، فالطريق يتسع لأنواع متعددة من سيارات صغيرة وميكروباص وأتوبيسات وأخرى النقل الثقيل، حدد لها مواعيد خاصة لتسير، بالإضافة إلى تحمل المنظومة لعبء متزايد فى الاستخدام مع ما يتحقق من مشروعات وإنجازات ومواقع للإنتاج تحتاج أيدى عاملة معظمها من الشباب.
تتضمن جهود الأمان، ما تقوم به إدارات المرور من رقابة على الطريق 24 ساعة يومياً، ومراقبة السرعة بالرادار، وحملات فحص السائقين للتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات، أو التزامهم باستخدام حزام الأمان والانتباه أثناء القيادة حتى الوصول بسلام.
ورغم كل هذه الإجراءات، فإن الحوادث مع السرعة والاندفاع وربما عدم الخبرة أو لحظة سرحان تكبد خسائر فى الأرواح وتزايد فى المصابين، وما ينتج عنه من قصص إنسانية تستحق التوقف والاهتمام.
بالطبع الحرص واجب، لذلك أعطت الدولة مشكورة كل الاهتمام لهذا الملف، ووضعت شعاراً إيجابياً صحح مفاهيمك، ومع الاستمرار فى تحديث منظومة الطرق إلى المستوى العالمى الملموس، الذى لا يمكن مقارنته بما كان الحال زمان ينشط الدور التوعوى والأخلاقى المأمول، بتوقيع بروتوكول تفاهم بين وزارتى النقل والأوقاف يدعم بشكل ملحوظ الأنشطة لترسيخ جناحى المعالجة، حسن استخدام الطريق والتعامل الإيجابى للحفاظ على وسائل المواصلات العامة للحفاظ على أرواح المواطنين وحماية الممتلكات، بالاعتماد على تعزيز القيم الدينية والاجتماعية واستخدام الوسائل المتاحة فى ندوات ومحاضرات وفيديوهات على القنوات والمنصات، بتعاون النقل والأوقاف تنظيم برامج تدريبية وتوعوية وورش عمل تحت مظلة الخطاب الدينى المستنير.
قامت النقل والأوقاف مشكورة بتحديد السلبيات، سواء لمستخدمى الطرق والسائقين، وكذلك ما يحدث مثل العبور فى غير الأماكن المخصصة للمشاه، أو المزلقانات العشوائية والتسطيح فوق القطارات، إلخ.. وأعتقد أننا أمام منظومة تحمل الحل الجذرى لهذه الظاهرة السلبية، ولعلها مناسبة لإشراك الجهات المعنية بأفكارها ورصيدها مثل التربية والتعليم، حيث المدرسة الأساس القوى لترسيخ ثقافة استخدام الطريق.. والسلامة للجميع