المسابقات والتنافس المرهون بالتقدير أيا كان هذا التقدير يمثل آلية مهمة من آليات التحفيز على الابداع وقبل ذلك اكتشاف المواهب والملكات الإبداعية التى يمنحها الله من يشاء من عباده كما أن المسابقات من شأنها أن تقدم حلولا لمعضلات وقف المتخصصون أمامها فى حيرة فتطرح فى مسابقة للحل فيأتى من يفك لغزها ويضع حدا لمعضلها ويفتح للناس أفقا جديدا من آفاق الرقى الحضارى.
كما أن المسابقات فرصة لمن لا فرصة له من الموهوبين الذين لا يعرفون كيف يقدمون موهبتهم الى الناس فتكون المسابقات والمشاركة فيها وسيلتهم الأيسر والأمثل لذلك.
وقد أشار القرآن الكريم إلى التسابق كأداة للفوز فى الآخرة فقال تعالى: «وفى ذلك فليتنافس المتنافسون» كما مر رسول الله بشباب يتسابقون فى الرمى فمدح فعلهم وشجعهم على هذا اللون.
أقول هذا وأنا أتابع جهود وزارة الأوقاف فى استعادة ريادة مصر فى دولة التلاوة على مدى سنوات آخرها وأكبرها المسابقة التى تقيمها الوزارة فى أيامنا هذه برعاية الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة لاكتشاف الأصوات الحسنة فى التلاوة والإنشاد وذلك لأن مصر كما قال عنها كبار العلماء «عش القرآن» كلما مر الإنسان بقوم قلوا أو كثروا وجد بينهم حفظة للقرآن الكريم مبدعين فى أدائه.
والحق أن الفكرة بدأها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق الذى جعل التسابق آلية الاختيار فى كل شىء كما ابتكر ألوانا جديدة من المسابقات فضلا عما طوره فى فروع وموضوعات المسابقة العالمية للقرآن الكريم بشكل استنهض به همم رجال أعمال كبار فشاركوا فى جوائزها حتى تجاوزت 11 مليون جنيه.
ومن الجدير بالذكر أن أول من أدخل المسابقات كأداة للاختيار والتنافس فى وزارة الأوقاف كان الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق الذى قرر أن يكون تعيين الائمة من خلال المسابقات بعد أن كانت القوى العاملة هى التى تقوم بذلك دون معرفــة لرغبــة الشــاب أو مدى قدرته على العمل.
والحقيقة أن الدفعة الأخيرة التى يقوم بها وزير الاوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة فى اختيار الأصوات الحسنة تستحق الإشادة وكذلك الإدلاء بالرأى والذى يتمثل فى ألا تتوقف المسابقة عند اكتشاف عباقرة التلاوة والكنوز الصوتية فقط وإنما يجب أن تستمر رعاية هؤلاء الموهوبين وتطوير أدائهم بالتدريب المطلوب وتذليل الصعوبات التى تعترض طريقهم وهم يسلكون طريقهم إلى سماء دولة التلاوة والإنشاد.
وأذكر أن الدكتور محمد مختار جمعة قد انشأ إدارة لرعاية المواهب لا ادرى ان كانت مازالت موجودة أم لا. الأمر الذى يجعلنا نقترح أيضا أن تكون الرعاية اللازمة للموهوبين رعاية مؤسسية وممنهجة لا تنتهى بموت حماس المسئول، والذى أتوقع من الشركة المتحدة التى تشارك الاوقاف هذا الجهد أن تتولى بحكم تخصصها رعاية الفائزين وتسويقهم، إن صح هذا التعبير، فهم قوة ناعمة لمصر نرى أثرها كلما سافرنا الى دول العالم .
أخيرا ندعو كل جهة من جهات الإبداع والعمل أن تجعل المسابقات ورعاية الموهوبين هما أول من همومها لنرتقى ببلدنا من خلال ابنائها الذين يستطيعون أن يحققوا المستحيل.