مصر تواصل سعيها للحصول على نصيب عادل من حجم حركة السياحة العالمية.. نظرا لما تمتلكه من مقومات سياحية متميزة ومتنوعة.. حيث تتمتع بكل الانماط السياحية تقريباً.
ومع بداية فصل الصيف بدأت السياحة الشاطئية على البحر المتوسط فى الانتعاش خاصة بعد ان نجحت مصر اخيرا فى ابراز منتجها السياحى المتميز على ساحل البحر المتوسط.. الذى ظل لسنوات طويلة مقصدا للسياحة الداخلية.. ولكن خلال السنوات الماضية نجحت مصر فى وضع منطقة الساحل الشمالى بأكملها على خريطة السياحة العالمية وليست العلمين الجديدة فقط.. اصبحت العلمين موضة عالمية من موضات السياحة.. الكل يرغب فى زيارة العلمين صيفا.. والاستمتاع بدفء البحر الأحمر وجنوب سيناء فى الشتاء.
والجميل فى الأمر ان العائلات المصرية المغتربة أصبحت لديها الرغبة سنويا فى قضاء إجازة الصيف فى مصر.. وأنا اكتب هنا عن عشرات العائلات التى أعرفها عن قرب.. والمهاجرة من عشرات السنين وأبناؤهم ولدوا فى البلاد التى هاجروا إليها.. ولكن أبناءهم قرروا للعام الثالث على التوالى قضاء إجازتهم الصيفية فى مصر على الرغم من ان الأبناء يعتبرون من الجيل الثانى.. وتتاح امامهم فرص كثيرة لقضاء الإجازة فى مقاصد سياحية عالمية كثيرة فى أوروبا وآسيا وأمريكا.. ولكنهم قرروا قضاء الاجازة فى مصر هم وأبناؤهـم.. لما يشعرون به من سعادة على أرض مصر.. لتنجح مصر ومقاصدها السياحية المختلفة فى جذب الجيل الثالث أيضا من أبنائنا فى الخارج لقضاء إجازة الصيف بمصر.. ومع نهاية رحلتهم وإجازتهم فى مصر لايرغبون فى مغادرتها.. ويتمنون لو امتدت الإجازة أسابيع أخرى.. ومنهم من كان سعيدا بقضاء إجازته فى الساحل الشمالى والعلمين الجديدة وما بعدها.. ومنهم أمضى إجازته متنقلا بين الغردقة ومرسى علم والجونة وسهل حشيش.. ومنهم من أمضى اجازته فى جنوب سيناء.. وأماكن ومقاصد سياحية اخرى كانت محط اعجاب وانبهار الجيل الثالث من أبناء وأحفاد المصريين فى الخارج.. واعتقد أن هؤلاء سيكونون خير سفراء لمصر عند عودتهم الى الدول التى يعيشون فيها.. وربما نجدهم فى السنوات القادمة يتواعدون مع اصدقائهم وجيرانهم على قضاء اجازة الصيف فى مصر.
وعلى الجانب الثانى لابد أن كل المتابعين لحركة السياحة العربية القادمة الى مصر يلاحظون ويتابعون رحلات الطيران المباشر التى تصل الى مطارى برج العرب والعلمين من مختلف الدول العربية خاصة دول الخليج التى حرصت العديد من شركات الطيران فيها على تنظيم رحلات يومية الى مطار العلمين.. ولم تكتف برحلاتها الى مطار برج العرب.. أو إلى مختلف المطارات المصرية بداية من مطار القاهرة مرورا بمطارات سفنكس والغردقة وشرم الشيخ.
حقا نجحت مصر ونجح تخطيطها فى تحويل العلمين الى مدينة سياحية عالمية.. ومع اكتمال المشروعات المختلفة الجارى تنفيذها على طول الساحل الشمالى.. والتى انطلقت من العلمين.. ستتغير الخريطة السياحية على البحر المتوسط.
ان الدولة تعمل حاليا على توسعة مطار العلمين وزيادة طاقته الاستيعابية.. ومن المتوقع الانتهاء من مشروعات التطوير قريبا.. بالإضافة الى قرب الافتتاح الرسمى لمبنى الركاب الجديد ببرج العرب.. والذى يستوعب حوالى خمسة ملايين راكب سنويا.. بالاضافة الى ان المخطط العام لمشروع رأس الحكمة يتضمن إنشاء مطار.. وهذا يتماشى مع حركة التنمية السياحية والعمرانية التى تشهدها المنطقة..
نعم نجحت مصر فى تغيير خريطة الساحل الشمالى وأصبحت منطقة جذب كبيرة لحركة السياحة العالمية.. ومحط انظار العديد من المستثمرين.. والترويج للمنطقة يتزايد يوما بعد يوم.. خاصة أن المنطقة تتميز بطبيعتها الخلابة ورمالها البيضاء ومياه بحرها الفيروزية.. ومع استمرار العمل وخروج المشروعات المختلفة إلى النور بعد تنفيذها.. فإن الساحل الشمالى سيصبح فى مقدمة شواطئ المتوسط سياحيا.
ان مصر تواصل تنفيذ خطتها الكبرى فى الوصول بأعداد السائحين التى تستقبلهم الى 30 مليون سائح عام 2031 وفقا للاستراتيجية القومية للسياحة.. ولكنها تستحق ان تصل الى ضعف هذا الرقم وفقا لمقوماتها السياحية المتميزة والفريدة.
وإلى جانب الساحل الشمالى والترويج السياحى له فإن مصر تعمل الآن على الترويج لسياحة اليخوت.. خاصة مع الانتهاء من تنفيذ عدد من المراين على البحرين المتوسط والأحمر.. وهو نمط سياحى عالمى يدر مليارات الدولارات سنويا على مختلف المراسى التى يقف فيها.. وتعد سياحة اليخوت من السياحة عالية الانفاق.
وفى النهاية نأمل أن تتسارع خطوات التنمية السياحية فى الساحل الشمالى وان يزداد عدد الغرف الفندقية على امتداد الساحل سنويا لاستيعاب الأعداد الكبيرة الراغبة فى قضاء الإجازة بالساحل الشمالى.. وتحيا مصر.