الحياة الإنسانية زاخرة بحقائق ووقائع لا تقبل لبسا أو تأويلا.. بالضبط مثلما هى تحتوى على أحداث مثار أخذ ورد وشد وجذب.. وأنا هنا عن الوحدة بين مصر والسودان أتحدث.
فمنذ الأزمنة السحيقة ومصر السودان كالجسد الواحد خاصة وأنهما تربطهما وشائج الأخوة والمحبة والتعاون.. علاوة على روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك.
وفى الحقب الملكية كان يطلق على حاكم مصر «ملك مصر والسودان» وظلت الأحوال تدور فى هذا الفلك ردحا كبيرا من الزمان.. حتى كانت الخمسينيات من القرن الماضى وبعد نجاح ثورة يوليو وإعلان الجمهورية.
بدت هناك رغبة لدى الأخوة السودانيين بإعلان انفصالهم لان لهم دولتهم وساعتها لم تقف مصر فى وجه هذه الرغبة للأخوة فى السودان بل أعلن عبدالناصر قراره التاريخى بالنسبة للسودان إما بالإبقاء على القائم أو الانفصال عن مصر.. وجاء الرد السودانى حاسما فى هذا الأمر من خلال الاستفتاء الذى تم فى هذه الفترة واختار السودانيون إقامة دولتهم.
>>>
مصر من جانبها ساندت السودان الجديد ودعمته فى كل المجالات لأنها اعتبرته ومازالت عمقها الإستراتيجى فى القارة السمراء، عبر مشروعات التكامل التى أقيمت فى مجالات كثيرة خاصة أن السودان أرض الفرص الواعدة فى مجالى الزراعة والثروة الحيوانية بما تضمه من ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة وتوافر مياه الري، ولعل مشروع قناة جونجلى الذى شرع البلدان فى تنفيذه خلال العقود الماضية أحد أبرز مشروعات الرى بين البلدان.. وللأسف المشروع متوقف للآن نظرا للظروف الأمنية التى يمر بها البلد الشقيق.
>>>
ثم.. ثم.. أجد فى الأفق ضوءا.. وشعاع أمل جديد فى أحياء مشروعات التكامل بين البلدين خاصة مع توافر الرغبة الصادقة بين قيادتى البلدين فى القاهرة والخرطوم.. ولكن يبقى أن تضع الحرب أوزارها فى البلد الشقيق ويثوب المتمردون إلى رشاد ليعود السودان فاعلا بين الدول العربية والافريقية.. كفى اقتتالا وضياعا لمقدرات السودانيين.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
سعت مصر دوما إلى مد يد العون لكل الأشقاء فى أحلك الظروف ومازالت تعطي.. وفى ظل قيادتها الشريفة الحالية فانها تسعى بكل السبل لإيقاف الاقتتال الأهلى بين أبناء البلد الواحد فى السودان وهذا ما تشير إليه دوما تصريحات الرئيس السيسى من سودان موحد ينعم بالسكينة والاستقرار.
>>>
..و..وشكراً