وزارة الصحة الفلسطينية: ضحايا المجاعة251 شهيدًا من بينهم 108 أطفال
استمراراً لسياسة الأرض المحروقه.. وعمليات الإبادة الجماعية الممنهجة لتدمير أى أمل فى العيش داخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل انتهاج هذا المخطط أمام أعين العالم دون اتخاذ موقف رادع ضد الحكومة الصهيونية اليمينية التى ترتكب هذه الجرائم منذ عامين.
شن الجيش الإسرائيلي، أمس، سلسلة من الغارات على مناطق متفرقة فى القطاع، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى فى صفوف المدنيين الفلسطينيين.
كشف مستشفى العودة فى مخيم النصيرات باستقباله 9 قتلي، بينهم 6 أطفال جراء قصف الجيش الإسرائيلى تجمعات مدنية عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادى غزة فى وسط القطاع.
تكثف المدفعية الإسرائيلية من عمليات القصف على حى الصبرة بمدينة غزة ومخيمى البريج والنصيرات وسط القطاع بالتزامن مع استمرار نسف مبانٍ سكنية شرق مدينة غزة.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت الأسبوع الماضى خطة لتوسيع الحرب واحتلال كامل مدينة غزة، علماً بأن القوات الإسرائيلية تسيطر على نحو 75 %من القطاع، فى حين تصاعدت التنديدات والتحذيرات الدولية والأممية من خطورة توسيع الحرب على المدنيين الفلسطينيين المحاصرين فى القطاع المدمر.
فى نفس السياق، تحاصر دبابات الاحتلال مئات المواطنين داخل مراكز المساعدات الأمريكية شمال رفح والمعروف بمركز «الشاكوش»، حيث قام جنود الاحتلال باطلاق النار بشكل عشوائي، ما ادى لاستشهاد مواطن واصابة آخرين قبل محاصرة المواطنين واعتقال عدد منهم.
من زاوية أخري، قال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلى تقوم منذ ستة أيام بتسوية حى الزيتون جنوب شرقى مدينة غزة بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية، ضمن هجوم عسكرى واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى فى محافظات رفح، وخانونس، وشمال القطاع.
أضاف المصدر إن الاحتلال يواصل القضاء على السكان، وتهجيرمن ينجو منهم قسرًا، فى إطار جريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها ضد الفلسطينيين فى القطاع.
كما أوضح فى بيان صحفى أمس أنّ الهجوم على حى الزيتون، الذى بدأ فى 11 أغسطس الجاري، يأتى فى إطار خطة معلنة من إسرائيل لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبى القطاع.
أشار إلى أنّ قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع «كوادكوبتر» لحصار المربعات السكنية فى حى الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء نارى كثيف.
ووثق المرصد هذه العمليات من خلال فريقه الميداني، الذى كشف استهداف قوات الاحتلال منازل لعائلات فلسطينية، وكذلك قصف الطائرات الحربية منازل فى محيط مسجد بلال بن رباح مما أدى إلى استهاد عشرات المصابين.
أفاد المرصد الأورومتوسطى أنّ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى فجّرت عشرات المنازل فى شارع 8 وبداية منطقة «حسن البنا»، واستهدفت خيام نازحين من عائلة «حنيدق»، ما أسفر عن مقتل 7 مواطنين. كما قصف عدة منازل فى محيط «الكلية الجامعية»، ومدرستى «الفلاح» و»عين جالوت»، ومركز إيواء تابع للأوقاف، ما أدى إلى استشهاد 20 شخصًا.
ولا يزال القصف المدفعى والجوى مستمرًا على مناطق «حسن البنا» و»المصلّبة» و»الكلية الجامعية» و»النديم» وشارع المدارس، حيث تتناثر جثامين لمدنيين قتلوا فى غارات إسرائيلية فى الطرقات، يتعذر انتشالهم بسبب استمرار القصف.
أوضح المرصد الأورومتوسطى أنّ تدمير نحو نصف منازل حى الزيتون لم يُبرَّر بأى ضرورة عسكرية، إذ لم تُسجَّل اشتباكات مسلحة فى المنطقة خلال الفترة الأخيرة، فيما جرى استخدام وسائل تفجير آلية وروبوتات مفخخة بشكل واسع ومنهجى بعد إخلاء المنازل من سكانها، ما يؤكد أن الغاية من العملية ليست تحقيق هدف عسكرى مشروع، بل استهداف مقومات الحياة الفلسطينية ودفع السكان نحو التهجير القسري.
شدّد المرصد الأورومتوسطى على أنّ ما يجرى فى حى الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة مساحة، يندرج ضمن سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى استكمال جريمة الإبادة الجماعية ومحو المدن الفلسطينية من خلال التدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية وإزالة مقومات الحياة الأساسية.
حذّر المرصد الأورومتوسطى من أنّ استكمال الاحتلال عدوانه وتوسعه لإحكام السيطرة العسكرية التامة على محافظة غزة، ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضى نهائيًا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلاً، مؤكدًا أن هذا التصعيد، فى حال تنفيذه، سيكرّس فصلاً غير مسبوق من الإبادة الجماعية الإسرائيلية تُرتكب على مرأى من المجتمع الدولى الذى يواصل توفير الغطاء السياسى والمالى والعسكرى لمرتكبيها.
دعا المرصد الأورومتوسطى المجتمع الدولي، بما فى ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات إنفاذ القانون الدولي، إلى التدخل العاجل لوقف المجازر، وضمان حماية المدنيين، ومساءلة قادة الاحتلال عن الجرائم المروعة المرتكبة بحق السكان.
كما حثّ المرصد الأورومتوسطى الدول والمنظمات العالمية على ممارسة جميع الضغوط الممكنة على إسرائيل لاجبارها على التوقف عن تنفيذ جريمة التجويع، والدفع فورًا باتجاه استعادة الوصول الإنسانى ورفع الحصار الإسرائيلى غير القانونى عن قطاع غزة، باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بوقف التدهور الإنسانى المتسارع وضمان دخول المساعدات الإنسانية والبضائع.
فى هذا الصدد، سجّلت وزارة الصحة فى قطاع غزة، 11 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم طفل، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك العدد الإجمالى لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 251 شهيدًا، من بينهم 108 أطفال.
من جانبه حذر برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من أن «ثلث سكان غزة «من أصل نحو 2.4 مليون فلسطيني» لم يأكلوا منذ أيام عدة».
ومع عودة المشاورات والمباحثات فى مصر والدوحة من أجل الدفع نحو التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، اجتمعت عدة فصائل فلسطينية حماس وحركة الجهاد، والجبهة الشعبية، وتيار الإصلاح الديمقراطيعلى مدى اليومين الماضيين فى القاهرة.
