ترامب يقيِّم لقاءه ببوتين بالناجح للغاية.. وزيلنيسكى فى واشنطن غدًا
على الرغم من أن القمة التى عقدت فى ولاية ألاسكا الأمريكية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، تمت وسط أجواء إيجابية إلا أنها لم تخرج بنتائج رسمية توقف الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.
اعتبر الرئيس ترامب، أمس، أن الكرة الآن فى ملعب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، من أجل ضمان التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً، بين موسكو وكييف، معلقاً أن القمة كانت ناجحة للغاية.
كتب ترامب على موقع «تروث سوشال»: « كان يوما رائعاً وناجحاً للغاية فى ألاسكا! سار اللقاء مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على ما يرام، وكذلك المكالمة الهاتفية التى أجريتها فى وقت متأخر من الليل مع الرئيس الأوكرانى فولاديمير زيلينسكى وعدداً من القادة الأوروبيين. اتفق الجميع على أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا التوجه مباشرة نحو اتفاقية للسلام تنهى الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف اطلاق النار.
كما وصف البيت الأبيض، أمس، القمة بـ»التاريخية» ناشراً عبارة: «السعى من أجل تحقيق السلام»، بحسب الحساب الرسمى للبيت الأبيض على منصة «إكس».
قالت شبكة «سى إن بى سي» الأمريكية إن اختيار هذا الشعار، يعكس رغبة واشنطن فى تسويق القمة باعتبارها محطة مفصلية لاطلاق مسار جديد من التفاهمات بين القوتين العظميين.
حول تفاصيل السلام بين الدولتين المتحاربتين، قال ترامب فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» بعد الاجتماع مع بوتين فى ألاسكا «الآن، الأمر متروك للرئيس زيلينسكى لإنجاز ذلك. وأود أن أقول أيضًا إن على الدول الأوروبية أن تتدخل قليلا.
كشفت وسائل إعلام أجنبية أن الرئيس الروسى طالب بانسحاب أوكرانيا من دونيتسك شرقاً، على أن يقوم بتجميد بقية جبهات القتال فى منطقتى خيرسون وزابوريجيا، حيث تسيطر قواته على مساحات واسعة هناك.
وعد بوتين أنه لن يشن هجمات جديدة للاستيلاء على مزيد من الأراضي.
شدد بوتين على أنه لن يتراجع عن مطالبه الجوهرية، التى يعتبرها الاسباب الجذرية للصراع، والتى تعنى فعلياً إنهاء سيادة أوكرانيا بصيغتها الحالية، ووقف توسع حلف شمال الأطلسى شرقاً.
بعد ساعات قليلة على انتهاء القمة، أبلغ ترامب عدداً من قادة دول الاتحاد الأوروبي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للناتو مارك روته، بنتائج الاجتماع، بحسب ما ذكر المكتب الصحفى للمفوضية الأوروبية.
وكشف ترامب أنه من المتوقع أن يقوم الأوروبيون بإعداد اجتماع بين الرئيسين زيلينسكى وبوتين وبينه، لكنه لم يشر إلى تفاصيل ذلك.
من جهته، كشف زيلينسكى عن ـأن الاتصال مع ترامب ناقش «إشارات إيجابية» من أمريكا بشأن ضمانات أمنية، كما أعلن أنه سيتوجه إلى واشنطن غداً، لكنه شدد على ضرورة أن تكون أوروبا جزءاً من المحادثات فى جميع المراحل.
وفى ذلك الصدد، قال زيلينسكى إن بلاده تدعم عقد قمة ثلاثية برعاية أمريكية بين بلاده و روسيا، مشيراً فى منشور على إكس:» ندعم اقتراح الرئيس ترامب بعقد اجتماع ثلاثى بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا. ونؤكد أن القضايا الرئيسية يمكن مناقشتها على مستوى القادة، وأن القمة الثلاثية مناسبة لذلك، فيما أشارت تقارير بإمكانية مشاركة قادة أوروبيين فى القمة.
على النقيض من ذلك، أعلن يورى أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، فى وقت سابق أمس أن الجانبين الروسى والأمريكي، لم يبحثا بعد عقد اجتماع ثلاثى بين بوتين، و ترامب، و زيلينسكي.
وقال أوشاكوف للقناة الأولى الروسية، ردًا على سؤال حول إمكانية عقد اجتماع ثلاثي: «لم يتم التطرق إلى الموضوع بعد»، ولك وفق ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأضاف أوشاكوف أنه لا يعرف حتى الآن متى سيُعقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين الروسى والأمريكي.
بعد الاجتماع الذى استمر نحو 3 ساعات فى قاعدة «إلمندورف – ريتشاردسون» العسكرية، أكد الرئيسان أنه كان بناءاً وإيجابياً، إلا أنهما لم يفصحا عن أى تفاصيل.
كما أشار ترامب إلى أنه لم يتم التوصل لاتفاق حول وقف اطلاق النار فى أوكرانيا، رغم التوافق على العديد من النقاط المهمة مشيراً إلى إمكانية عقد لقاء ثان ربما يكون فى موسكو.
وفى الداخل الروسي، احتفى العديد من أنصار بوتين بهذا «النصر» واصفين القمة بأنها باب مهم لعودة العلاقات الروسية الأمريكية.
فى هذا السياق، قال أندريه جوروليوف، الجنرال المتقاعد والنائب فى البرلمان الروسى حاليًا، إن تصريحات بوتين أظهرت أن موقف الكرملين ثابت فيما يخص السلام مع أوكرانيا.
ورأى جوروليوف ، فى منشور عبر قناته على تيليجرام، أن الاجتماع يُمكن اعتباره إنجازاً، لأن بوتين استطاع أن يشرح لترامب «وجهًا لوجه» أسباب الحرب.
من جهته، رأى ألكسندر دوجين، الفيلسوف والباحث السياسى الروسي، الذى يوصف بعقل بوتين أن اللقاء كان ممتازًا. وكتب فى تغريدة على حسابه بمنصة «إكس» أمس: «أفضل نتيجة يمكننا توقعها!».
قال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس، إنه يتوقع أن ترفع الولايات المتحدة بعض العقوبات المفروضة على روسيا عقب اجتماع ألاسكا.
أضاف «لافروف»، ردًا على سؤال لأحد الصحفيين عن مدى احتمالية رفع العقوبات الأمريكية: «سيرفعونها بالتأكيد ، هذا أمر مؤكد»، بحسب وكالة الأنباء الروسية «تاس».
وفقًا لوكالة «رويترز»، لا تزال روسيا مُعرَّضة لعقوبات أمريكية إضافية، إذ هدَّد ترامب خلال الأيام الماضية برسوم جمركية على مشترى النفط الخام الروسي، وخاصة الصين والهند.
فى المقابل، لم تكن أجواء الفرح طاغية فى أوكرانيا التى لم يكن رئيسها حاضراً فى القمة، حيث اعتبر أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى البرلمان الأوكراني، أن الاجتماع كان بمثابة انتصار فى العلاقات العامة لبوتين، الذى ظهر نداً لترامب، و»استغله ليُظهر أنه ليس معزولاً».
فى وقت سابق قبل القمة، نشر زيلينسكى مقطع فيديو قال فيه إن روسيا مستمرة فى أعمال القتل حتى فى يوم المفاوضات، محذراً أن بوتين لا يريد السلام وسيحاول «خداع أمريكا.
يشار إلى أن لقاء أمس فى ألاسكا، كان الاجتماع السابع على الأقل وجهاً لوجه بين الرئيسين الأمريكى والروسي، والأول فى فترة ولاية ترامب الثانية، كما كانت أول زيارة لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عقد من الزمن.
حول الرد الأوروبي، بدا على الحكومة الألمانية أنها بدأت تتخذ نهجا حذرا فى أعقاب قمة ألاسكا، حيث كشفت مصادر حكومية فى برلين أنه يتم إطلاع المستشار فريدريش ميرتس على التطورات، بينما يحافظ فريقه على اتصال نشط مع الحلفاء الدوليين، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
فى الوقت نفسه، رحَّب بعض القادة الأوروبيين، أمس، بجهود الرئيس ترامب لوقف الحرب فى أوكرانيا وتحقيق السلام العادل والدائم.
أكد الأوروبيون أنّ موسكو «لا يمكن أن تتمتّع» بحق النقض بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبى أو حلف شمال الأطلسي، مؤكدين أنه يجب أن تتمتع أوكرانيا بضمانات أمنية قوية للدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها
وأضافوا، فى بيانٍ وقّعته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى فريدريش ميرتس، وقادة أوروبيون آخرون: أنه «سيكون على أوكرانيا اتخاذ القرارات المتعلّقة بأراضيها»، مؤكدين أن دعمهم لأوكرانيا سيستمر.
