مرة أخري، يثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى أن معركته ليست فقط من أجل بناء الطرق والمصانع والمدن، بل معركة الوعى أولاً وأخيرًا.. ففى لقائه الأخير مع رئيس الوزراء وقيادات الهيئات الإعلامية، رسم الرئيس بوضوح ملامح المستقبل، مؤكدًا أن الإعلام هو قلب الجمهورية الجديدة، وسلاحها الأمضى فى مواجهة كل ما يُحاك ضد الوطن. لقد وضع الرئيس النقاط فوق الحروف، معلنًا أن الدولة لا ترى الإعلام مجرد وسيلة نقل خبر، بل شريكًا فى حماية الأمن القومي، وركيزة أساسية لبناء وعى وطنى حصين، يقف سدًا منيعًا أمام الشائعات والمعلومات المضللة. وحين يوجه الرئيس بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام، فهو لا يطلق شعارًا، بل يفتح بابًا لعصر جديد من المهنية، يليق بمصر، وينطق بلسان المواطن، ويواكب طموحات الجمهورية الجديدة.. نحن أمام رؤية رئاسية تأتى فى لحظة فارقة، فى عالم يتغير بسرعة البرق، حيث تتبدل أدوات الإعلام وأساليبه كل يوم، ولا مكان فيه لمن يتأخر عن الركب. أن تركيز الرئيس على تمكين الشباب وتدريبهم ليس أمرًا عابرًا، بل رسالة بأن المستقبل ملك للعقول المبدعة التى تفهم لغة العصر.. شبابنا هم طاقة لا تنضب، والرئيس يريدهم فى الصفوف الأمامية، يحملون مشاعل الحقيقة، ويصنعون إعلامًا يليق بتاريخ مصر وحضارتها. التوجيهات الرئاسية بإتاحة المعلومات أمام الإعلام، خاصة فى أوقات الأزمات، تعنى أن الدولة تراهن على الحقيقة كسلاح أول فى مواجهة الأكاذيب.. فالإعلام القوى لا يبنى على الفراغ، بل على بيانات واضحة وحقائق راسخة، وهذا ما أراده الرئيس صراحة. أيضاً قرارات الرئيس بشأن صرف البدل النقدى للصحفيين، وحل أزمة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين فى ماسبيرو، هى أبلغ دليل على أن القيادة السياسية تقدر جهد الإعلاميين، وتعرف حجم تضحياتهم، وتحرص على رد الجميل لهم، رغم التحديات الاقتصادية. الحفاظ على تراث ماسبيرو كما جاءت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الصادرة خلال اجتماعه بشأن الحفاظ على تراث الإذاعة والتلفزيون المصرى وتحويله إلى وسائط رقمية، يمثل مشروعًا وطنيًا لاستعادة قوة الإعلام المصرى وتعزيز هويته الثقافية والتاريخية. فما طرحه الرئيس يعكس رؤية استراتيجية تدرك أهمية الذاكرة الإعلامية كركيزة من ركائز الأمن القومي، وفى الوقت نفسه تواكب التطور الرقمى العالمي، من خلال إنشاء منصة رقمية متكاملة تضم تراث الإذاعة والتلفزيون، بما يتيح للأجيال الحالية والقادمة الاطلاع على التاريخ الإعلامى لمصر. لاشك أن المشروع الذى وجه الرئيس بتنفيذه ليس مجرد خطوة تقنية، بل ملحمة وطنية هدفها صون ذاكرة مصر الإعلامية، عبر تحويل أرشيف يضم أكثر من مليون شريط إذاعى منذ عام 1934، ومليون شريط تليفزيونى منذ عام 1960، إلى صيغة رقمية متطورة، ليصبح بذلك أضخم مشروع لحماية التراث الإعلامى فى المنطقة العربية.
إن توجيه الرئيس بإعداد الموقع العالمى لإذاعة القرآن الكريم يجسد اهتمام الدولة بالحفاظ على التراث الدينى الوسطى وتقديمه للعالم بأسلوب عصري، بما يعزز مكانة مصر كمنارة للفكر والثقافة الدينية المعتدلة. إنها لحظة تاريخية وفرصة لا تتكرر لبناء إعلام عصرى يقف على أرض صلبة ويعبر عن المواطن كما هو ويخاطب العالم بلغة القوة والإنجاز.. دعوة الرئيس بل عهد على أن يكون إعلام مصر فى قلب معركة البناء، يدًا بيد مع مؤسسات الدولة، حتى تظل مصر دائمًا، وأبدًا، فوق الجميع.