< ظلت مصر علي مدار تاريخها تعرف بأنها بلد زراعي بل الأكثر من ذلك أنها كانت في يوم من الأيام سلة غذاء العالم يوم أن جف الزرع والضرع في الكثير من البلدان حينها لم يجدوا سوي مصر للجوء إليها طلباً للمعونة والغذاء وكانت القوافل من كل صوب وحدب تأتي إلي أم الدنيا من أجل «الميرة» إحياء للأبدان.
<<<
< وعلي هذا مثل مياه النهر العظيم أهمية ما بعدها أهمية ليس لدي المصريين فحسب بل امتدت إلي غيرهم للدرجة التي جعلت النيل نهراً مقدساً لديهم وهو ما رفع من شأنه حيث ارتبطت حياة المصريين بنيلهم العظيم الذي هو الأساس في معايشهم وبالتالي فإن الإضرار بمصالح دولتي المصب مصر والسودان أمر لا يمكن السكوت عليه وهو ما كان من القيادة المصرية أمر واضح وحاسم حيث كانت تصريحات السيد الرئيس واضحة قاطعة في عدم السكوت علي هذه الإجراءات الأحادية الجانب التي تريد إثيوبيا القيام بها دونما الرجوع إلي دولتي المصب.. وقد كانت المواقف المصرية إزاء ما يحدث من الجانب الاثيوبي محل تقدير واحترام من جانب دول حوض النيل ولعل اللقاء الأخير الذي تم بين الرئيسين السيسي وموسيفيني رئيس أوغندا يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر محل تقدير الدول الافريقية عموماً ودول حوض النيل علي وجه الخصوص.. وبالتالي فكل الاجراءات التي قامت بها اثيوبيا أو تنوي القيام بها علي النيل الأزرق سوف يتم التصدي لها بشتي الطرق والوسائل فخيارات مصر مفتوحة في هذا الشأن لأنها تمتلك القوة الرشيدة التي تدافع عن مصالحها ولا تعتدي علي أحد ولكن حين يحاول البعض مجرد محاولة الاعتداء علي مقدرات «أم الدنيا» فهنا تكون الوقفة الحاسمة التي تردع كل من تسول له نفسه أن يكون سبباً في العدوان والإضرار..
<<<
أيضا مصر الكبيرة لا يمكن أن يتم الضغط عليها من خلال ورقة مياه النيل حتي ترضخ لإملاءات قوي البغي والعدوان الذين يريدون أن يمرروا صفقة تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير أهالي غزة إلي سيناء وبالتالي تنتهي القضية إلي غير عودة ولكن مصر الدرع والسند للقضية منذ تفجرها لن تترك الأمور تسير وفقاً لأهواء هؤلاء المتربصين بمصالح أمة العرب.. فمصر التي خاضت الحروب من أجل فلسطين لهي قادرة الآن أكثر من أي وقت مضي علي الدفاع والصمود والتصدي لمن يعتقد أن بإمكانه تصفية القضية ومحوها من سجلات التاريخ وأن أوهام إسرائيل الكبري لن تري النور طالما كانت في مصر قيادة شريفة وقوة رشيدة تدافع ولا تعتدي..
ومع هذه القوة فإن «مصر بخير».