فوجئنا يوم 12 اغسطس بتصريحات غريبة وعجيبة من بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ، تؤكد أنه مريض وليس سويًا علي الاطلاق، والتي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يسمي بـ «إسرائيل الكبري «، فهي بالفعل أوهام وأكذوبة إسرائيل ، ويمكن القول هذه التصريحات جاءت نتيجة لعدم معاقبة المجتمع الدولي لإسرائيل لما تفعله في حربها علي غزة والضفة الغربية ، فهو الآن يضع نفسه في موقف صعب وأصبح عدم الاتزان هو السمة السائدة لديه ، وأري أن «تل أبيب» أصبحت الآن مكشوفة للجميع والدول التي كانت تدعمها أصبحت الآن موقفها واضح من دعمها وتأييدها واعترافها بدولة فلسطين وهو كان موقف يستحق الاشادة خلال الفترة الماضية وأبرزها فرنسا وبريطانيا وكندا وغيرها من الدول، فلا بديل عن تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وفقاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة لتحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وان استمرار إسرائيل في اتباع السياسات الرافضة لتبني خيار السلام بالمنطقة والإصرار علي تبني السياسات المتطرفة هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار بالمنطقة.
كانت مصر قد أكدت في بيان قوي وحاسم لوزارة الخارجية يوم 14 أغسطس الجاري ، تحذيرها لإسرائيل من الانسياق وراء معتقدات وهمية بتصفية القضية الفلسطينية وتجسيد ما يسمي «بإسرائيل الكبري»، وهو أمر لا يمكن القبول به أو السماح بحدوثه.
وجددت مصر التأكيد علي أن التوجهات الإسرائيلية التوسعية تتعارض تماما مع الجهود الإقليمية والدولية الحثيثة الرامية لإرساء السلام العادل والدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط بين جميع شعوب المنطقة، وان أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال مخطط التهجير ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات ستظل محاولات يائسة ومصيرها الفشل.
كما أدان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية والأمناء العامون لكل من جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بأشد العبارات التصريحات التي أدلي بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال»، والتي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يسمي بـ«إسرائيل الكبري»، والتي تمثل استهانة بالغة وافتئاتًا صارخًا وخطيرًا لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ازدواجية المعايير التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية هو أمر غريب ومريب فقد استطاعت منذ أيام في التوصل لاتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان، كما عملت وسعت من أجل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ، وعقد الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين قمة في ولاية الاسكا الامريكية من أجل وضع «النقاط علي الحروف» ومحاولة التوصل لوقف إطلاق النار ، وبالتالي فالرئيس الأمريكي يسعي من أجل أن يقال إنه رجل سلام يسعي لحل الأزمات والمشكلات ، وبالتالي فهل كانت الحرب الإسرائيلية علي غزة أمرًا صعبًا ان يتم وقف هذه الحرب أم أن الولايات المتحدة هي التي تعطي الضوء الأخضر لاستمرارها ، فكل المؤشرات تؤكد أن امريكا كان بإمكانها وقف الحرب علي غزة علي الفور وفي أي لحظة من خلال الضغط علي إسرائيل ، ولكن حتي الآن لا توجد لديها الإرادة من أجل ذلك، فهي من تعمل علي استخدام حق النقض «الفيتو» في حال أي قرار يتم ضد إسرائيل وفي صالح القضية الفلسطينية ، ألم يكن ذلك أمرًا عجيبًا ، نأمل إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية لديها نفس القدر من التوصل لحلول وسلام في العالم أن تعمل من أجل إنهاء الحرب علي غزة خلال الأيام المقبلة ، والا تزداد إسرائيل في دمويتها ، لأن الأمر أصبح الآن خارج التوقعات وإراقة الدماء الفلسطينية أصبحت هي عنوان ما يحدث في غزة من قبل إسرائيل.
عجز المجتمع الدولي وضعفه هو سبب رئيسي وأساسي لما يحدث من أزمات وبصفة خاصة الحرب الإسرائيلية علي غزة ، فإذا كانت اسرائيل ترى العقاب والردع لما كانت ان تفعل ما تقوم به من جرائم ضد الإنسانية وضد حقوق الإنسان بل وما تمارسه من المجاعة كسلاح في غزة وهو أمر غير مقبول ، كما أنها تقتل طالبي المساعدات وتستهدفهم ، وبالتالي فهي تفعل كل هذا الإجرام دون أن يتم معاقبتها فهي تزداد في جرائمها يوما بعد الآخر في ابشع جرائم للقتل في تاريخ البشرية ، فقد جاءت اللحظة الحاسمة الان لكي يؤكد المجتمع الدولي أنه مازال متواجدا ولم يصبه الصدي ، فهل نري المجتمع الدولي بشكل جديد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم سيظل كما هو دون أي جديد؟