لا تصدق ما تراه بعينك فقط.. العالم ملىء بالحكايات والأسرار
مع تصاعد الاهتمام بالدراما القصيرة فى مصر والعالم العربي، يطلّ مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» على شاشة DMC ومنصة «واتش إت» كأحد أبرز تجارب هذا الموسم، عبر سبع حكايات مستقلة، لكل منها أبطالها وصناعها وفريقه الخاص فى الإخراج والكتابة والتمثيل.
نجحت الحكاية الأولى «فلاش باك»، التى تصدرت مواقع التواصل بأحداثها المليئة بالمشاعر المتشابكة وافتتحت حكايات المسلسل بقوة، مقدمة مزيجاً من الدراما الإنسانية والمشاعر المتشابكة، وبأداء لافت من أبطالها، وعلى رأسهم مريم الجندى التى جسدت شخصية مركبة تحمل بين طياتها الرقة والجرح، الفن والحب، الرقص واللوحات، فى آن واحد.
هذا العمل ليس مجرد قصة قصيرة على الشاشة، بل هو تجربة بصرية ووجدانية تسعى لكسر النمط التقليدى للدراما المطولة، لتمنح المشاهد جرعة مكثفة من الأحداث والعاطفة، تجعل كل مشهد بمثابة قطعة من لوحة متكاملة.
حلقات «فلاش باك» ليس مجرد افتتاحية لمسلسل حكايات، بل هو إعلان عن ولادة صيغة درامية جديدة تستثمر التكثيف البصرى والسردى فى خدمة المعني.
نجاح هذه الحكاية يضع مريم الجندى فى دائرة الضوء كممثلة قادرة على ملامسة مساحات إنسانية مركبة، ويؤكد أن المشاهد اليوم يبحث عن العمق حتى فى زمن الإيقاع السريع.
كشفت مريم الجندى كواليس اختيارها وتجربتها مع فريق العمل، ورؤيتها لهذا النوع من الدراما.
> بداية، كيف جاء ترشيحك للمشاركة فى «فلاش باك»؟
>> الترشيح جاء عن طريق المخرج جمال خزيم، وكنت أتمنى العمل معه منذ فترة، عندما قرأت فكرة المسلسل وعنوانه، شعرت فوراً أن المشروع مختلف تماماً، مجرد اسم «ما تراه ليس كما يبدو» شدني، لأنه يعبر عن قناعة شخصية عندى «لا شيء فى الحياة يظهر على حقيقته الكاملة»، هذا الإحساس كان كافياً لأقرر أننى أريد المشاركة.
> كيف تتعاملى مع شخصية «مريم»؟
>> كل التفاصيل، «مريم» شخصية مليئة بالطبقات الإنسانية، فهى راقصة وفنانة تشكيلية وزوجة، تمتلك رقة وشغفاً وقوة، لكنها تحمل أيضاً وجعاً داخلياً.. الشخصية كانت تحدياً كبيراً بالنسبة لي، لأنها تمزج بين التعبير الجسدى كراقصة والحس الفنى كرسامة، مع حياة عاطفية معقدة.. مشهد واحد فى السيناريو كان كافياً لأشعر أن الدور سيمنحنى فرصة لاكتشاف مساحات جديدة بداخلى كممثلة وإنسانة.
> كيف استعددتِ لأداء الدور؟
>> بدأت بفهم عالم «مريم» ودوافعها، لماذا ترقص؟ ولماذا ترسم؟ عملت مع مدرب حركة لضبط لغة الجسد، لأن الرقص هنا ليس مجرد أداء، بل ترجمة لمشاعر داخلية.. كذلك قضيت وقتاً مع فنانين تشكيليين لفهم علاقتهم بالألوان واللوحات، حتى أعيش إحساس أن الرسم وسيلة للتعبير عن الذات.
> ماذا عن التعاون الأول مع أحمد خالد صالح؟
>> أحمد ممثل موهوب وملتزم، ويمنح من أمامه إحساساً بالأمان فى الأداء.. كنا نتبادل الأفكار ونشتغل على التفاصيل معاً، مما جعل المشاهد بيننا أكثر صدقاً وقوة.. وجوده أمامى ساعدنى على إخراج أفضل ما لدي.
> المسلسل يقدم حكايات قصيرة.. كيف تقيمين هذه التجربة؟
>> الدراما القصيرة تناسب إيقاع العصر، حيث يبحث الجمهور عن أعمال مكثفة ومدروسة بعيداً عن التكرار.. فى هذا النوع لا مجال للمشاهد الزائدة، فكل لقطة تخدم الحبكة.. «فلاش باك» كانت تجربة غنية، بسرد غير خطى وتصاعد مشاعرى مدروس.
> كيف كانت أجواء التصوير؟
>> الأجواء كانت رائعة، والشركة المنتجة وفرت كل ما نحتاجه.. التحدى الأكبر كان ضغط الوقت، فكل حكاية لا تتجاوز خمس حلقات، لكن بفضل التنسيق والعمل الجماعي، أنجزنا العمل دون فقدان الجودة.
> تنوع الحكايات.. هل يخلق منافسة بين الفرق؟
>> على العكس، هو إثراء بصرى وفنى للمسلسل.. كل حكاية لها طابعها وفريقها، ولا مجال للمقارنة، بل أشعر بالفضول لمشاهدة باقى الحكايات كأعمال مستقلة.
وأتمنى من الجمهور أن يروا «مريم» كما رأيتها أنا، إنسانة غير مثالية لكنها تحاول.. إذا شعر المشاهد بصدقها ووجد جزءاً من نفسه فى تفاصيلها، فسأكون قد نجحت.. كما أتمنى أن تبقى رسالة المسلسل معهم «الحياة أعمق مما يبدو على السطح».