التحكيم مازال الحلقة الأضعف فى الدورى المصرى رغم حملة المساندة الشديدة التى قام بها كل أطراف المنظومة قبل انطلاق الدورى للحكام على أن يبدأوا صفحة جديدة مع الجميع شريطة أن تتحلى قراراتهم بالعدالة الكافية لعودة الهدوء للشارع الكروى بعد بضعة مواسم كان فيها التحكيم سببا فى عدم استقرار أحوال الكرة.
بداية أعاود الكتابة عن ضرورة المساندة الكاملة للحكام وعدم توقيع المزيد من الضغوط عليهم ونحن مازلنا فى بداية الطريق لأن هذا هو الحل الوحيد للارتقاء بمنظومة التحكيم فى الفترة القادمة ، وعلى الجماهير ألا تعتقد أن الحل فى الاستعانة بالحكام الأجانب، لأن هذا الحل أصبح مكلفا جدا فى ظل ارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وبالتالى فليس من الحكمة تفكير الجماهير بأن النادى يطلب حكاما أجانب فى كل مبارياته، لأن تكلفة هذا الأمر سيفوق بكثير سعر أغلى لاعب فى الكرة المصرية.
كما أن الاعتماد على الحكام الأجانب سيؤدى إلى عواقب وخيمة لأنه سيزيد حكامنا ابتعادا عن الساحة خاصة أن الأجانب يتم استقدامهم فى المباريات الكبيرة التى تتحلى بقدر كبير من الخبرات للحكام الذين يديرونها، وسبق أن قال الحكم الإيطالى السابق ورئيس لجنة الحكام بالفيفا إن الحكم المتميز يكتسب خبرات من المباريات الكبرى التى تتميز بقدر كبير من الضغوط، فكيف إذن نطالب بتميز حكم لم يدر فى حياته مباراة كبرى فى دورى بلده.
ولكننا طالبنا فى المقام الأول بالعدالة فى الحالات التحكيمية المتشابهة بحيث يكون القرار واحدا فى تلك الحالات وليس هنا كارت أحمر مثلا وهناك بدون كروت بالمرة.
والحقيقة أن الأسبوع الأول شهد عدالة تحكيمية كبرى وقرارات صارمة خاصة فى مباراة الافتتاح بين بيراميدز ووادى دجلة التى شهدت حالة طرد مستحقة لوليد الكرتى لم تكن تحتسب قبل ذلك وهو قرار منح محمد عباس قابيل لقب نجم الأسبوع الأول تحكيميا، كما أن التحكيم كان صارما فى باقى المباريات ولم يؤثر أى قرار على نتائج المباريات.
ولكن جاء أداء محمد معروف فى لقاء الأهلى وفاركو ليثير الجدل مرة أخرى بين الجماهير رغم تحقيق الأهلى لفوز كبير 1-4 ، بمعنى أن كل القرارات بما فيها إلغاء هدف للأهلى وطرد محمد هانى لم تؤثر على الفوز الكبير للأهلي.
وتلك هى الكلمة التى أقولها دائما بأن الحكم حتى لو أخطأ ، فلن يؤثر على أى فوز مستحق لأى فريق.
أتمنى من كل المسئولين أن يستمروا فى مساندة التحكيم بحيث يتم عودة الاستقرار للمنظومة التحكيمية تدريجيا ونتخلص من عنصر يفسد الأجواء ياستمرار فى الكرة المصرية وليس له أى تأثير مباشر على الدوريات الكبرى فى العالم.
وأتمنى من الحكم أن يحب نفسه أكثر من أى شيء آخر، لأن الحكم الذى يحب نفسه لن يؤثر عليه شيء ولن يتخذ أى قرار خاطئ يؤثر على شخصه ومهنته، وألا ينظر أبدا لأى ألوان وأن تكون نظرته الوحيدة لتطبيق قانون كرة القدم بعدالة!!