لم يكن شهر مايو من العام 48 هو الميلاد الحقيقى لدولة الكيان اللقيط فى فلسطين بل إن جذور إنشاء الدولة اليهودية أخذ عمقاً أكثر من ذلك بكثير فقبل مايو 48 كانت التحضيرات لإنشاء الدولة الصهيونية من خلال عدة مؤتمرات عقدت من أجل التمهيد لتدخل القوى المسلحة من عصابات الصهيونية العالمية أمثال الهاجاناه والارجون والاشترن وغير ذلك.. حيث نجحت تلك العصابات من خلال المذابح التى ارتكبت فى البلدات الفلسطينية من أن تجعل الأهالى يفرون هرباً من هذا العدوان السافر ويتركون الديار لتقوم عناصر من هذه العصابات باحتلال الأرض.
>>>
ظل الأمر على هذا النحو حتى كان الوعد المشئوم الذى صدر عن وزير خارجية بريطانيا بلفور والذى يقر فيه بوجوب إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
ومنذ هذا الوعد السفاح والقوى العالمية الكبرى تحالفت فيما بينها لإقامة إسرائيل ومازالت حتى اللحظة تدعمها بكل قوة باعتبارها الوريث الشرعى لقوى الاحتلال القديم.
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن التصريحات المهووسة التى قالها سفاح القرن بنيامين نتنياهو عن إسرائيل تعد طبيعية فى ظل مقدمات سبقتها قديمة وحديثة وحالية.. والدول التى أشار إليها سفاح القرن فى تصريحاته تدرك ما ذكره نتنياهو وتعلم تمام العلم أن اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق.. من هنا فلا مفر للعرب إن أرادوا النجاة بأنفسهم أن يتوحدوا ويعيدوا ذكرى حرب الكرامة فى رمضان – أكتوبر يوم كان قوة واحدة وكلمة واحدة ورأياً واحداً.. ساعتها خضعت لهم القوى الدولية ومنيت إسرائيل بهزيمة مذلة لم تشهد لها مثيلا حتى يومنا هذا.
>>>
..وفى النهاية تبقى كلمة
إسرائيل يبدو أن قادتها العسكريين والسياسيين على حد سواء لم يستوعبوا درس حرب أكتوبر حتى اللحظة لذا إن أرادوا عدوانا كما صرح المعتوه الكبير.. فعليهم أن يستعدوا لهزيمة أشد إيلاما له ولجيشه الهش.
وحذار.. ثم حذار من الاقتراب من حبة رمل واحدة من الأرض المقدسة فى سيناء.. وإلا سيقع جيش الحرب الإسرائيلى فى مأزق لن يستطيع منه فكاكاً.. واسألوا فى ذلك أسلافكم.
..و..وشكراً