إعلام إسرئيلى: ضغط أمريكى وراء قرار دخول المساعدات .. ونتنياهو يهدد بالسيطرة الكاملة على القطاع
أكسيوس: فانس تراجع عن زيارة «تل أبيب» بسبب توسيع العملية العسكرية

بينما تستمر جهود الوسطاء المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى أجواء مضطربة، يكثف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من عدوانه على القطاع مهددا بالسيطرة عليه بشكل كامل، رغم إعلانه السماح بدخول المساعدات المتوقفة منذ شهر مارس الماضي، ليس رحمة بالفلسطينيين الجوعي، ولكن استجابة لضغوط أمريكية فرضت عليه بعدم حصول مجاعة قبل الإبادة.
قال نتنياهو أمس إن الضغط على إسرائيل يقترب من الخط الأحمر، ويستلزم استئناف إدخال المساعدات إلى غزة لمواصلة هجومها العسكري، وذلك رغم أن مراكز التوزيع -التى تحرسها قوات الاحتلال لإبعاد المساعدات عن أيدى حماس- ليست جاهزة بعد.
وأضاف نتنياهو فى مقطع فيديو نشره مكتبه، أن إسرائيل «ستسيطر على قطاع غزة بأكمله»، موضحا أن أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الداعمين لإسرائيل أبلغوه أنهم لم يعودوا قادرين على دعم استمرار الحرب إذا بُثّت صور مجاعة جماعية فى الأراضى الفلسطينية.
كانت إسرائيل قد اعتمدت بالتنسيق مع الولايات المتحدة طريقة توزيع جديدة تتضمن مراكز مؤمنة من قبل جيش الاحتلال، تهدف إلى منع حماس من الوصول إلى الإمدادات، مع السماح لمتعاقدين أمريكيين بالإشراف على التوزيع، على حد قول رئيس الوزراء.
وفى نفس السياق أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أمس عن إدخال 9 شاحنات محملة بالمساعدات إلى قطاع غزة. وكانت وزارة خارجية إسرائيل أعلنت أنها ستسمح بدخول شاحنات محملة بطعام الأطفال إلى قطاع غزة.
وقال المدير العام للخارجية الإسرائيلية، عيدان بار تال، فى مؤتمر صحفى فى القدس: «اليوم، تسهل إسرائيل دخول شاحنات محملة بطعام الأطفال إلى غزة، وفى الأيام المقبلة ستسهل دخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات».
ودعت الخارجية الإسرائيلية مؤسسات المجتمع الدولى إلى دعم الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات فى غزة.
فى الوقت نفسه، نقل موقع «أكسيوس» عن مسئول أمريكى أن جيه دى فانس نائب الرئيس الأمريكى كان يفكر فى السفر إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، لكنه تراجع عن الخطوة بسبب توسيع العملية العسكرية فى غزة. وأوضح المسئول الأمريكى أن مخاوف برزت من أن الزيارة فى هذا التوقيت قد تُفسر دعما أمريكيا للعملية العسكرية.
جاء ذلك بينما طالب الاحتلال أمس سكان مناطق واسعة فى خان يونس وبنى سهيلا وعبسان باخلاء المنطقة والنزوح غرباً إلى المواصى مهددا أنه سيشن هجوما غير مسبوق، بادعاء تدمير قدرات فصائل المقاومة فى هذه المنطقة. وأعلن جيش الاحتلال أنه «من هذه اللحظة، ستعتبر محافظة خان يونس منطقة قتال خطيرة».
كانت قوة إسرائيلية خاصة قد دخلت وسط خان يونس متنكرة فى ملابس نسائية، لتنفيذ ما وصفته أنه مهمة إخراج أسرى إسرائيليين إلا أن العملية باءت بالفشل ورفض نتنياهو التعليق عليها.
لكن مصادر فلسطينية قالت إن الجيش الإسرائيلى نفذ أمس عملية خاصة فى مدينة خان يونس أسفرت عن مقتل القيادى العسكرى فى القطاع أحمد سرحان واعتقال عدد من أفراد عائلته.
أعقب العملية الإسرائيلية سلسلة من الغارات المكثفة استهدفت مناطق عدة فى خان يونس تزامنت مع غارة جوية ضربت مدرسة إيواء بجوار مستشفى ناصر جنوب غزة.
يذكر أن جيش الاحتلال كان قد أعلن قبل يومين أن قواته البرية بدأت عملياتها فى مناطق متعددة شمال وجنوب غزة، ضمن عملية «عربات جدعون». وأفاد مسئولون فى الجيش الإسرائيلى أن خمس فرق مشاة ومدرعات تشارك فى العملية، التى تشمل إعادة احتلال أجزاء من القطاع الفلسطينى بالكامل وتسويته بالأرض.
وخلال الساعات الماضية أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ أكثر من 160 غارة على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، فى إطار ما يسمى بعملية «عربات جدعون»، أسفرت عن وقوع عدد من المجازر واستشهاد أكثر من 150 فلسطينيا وإصابة 364 آخرين.
وعلى صعيد المفاوضات، أكدت مصادر مطلعة أن النقاشات الأخيرة التى تجرى فى الدوحة، لم تسفر عن أى تقدم فى هذه المرحلة، بعد أن رفضت إسرائيل الموافقة على شرط لضمان وقف العدوان فى غزة. ووفقا لقناة كان العبرية نقلا عن مصادر أجنبية وإسرائيلية فإن تل أبيب تدرس إعادة الوفد من قطر- إلا إذا حدث تطور استثنائي.
جاء ذلك بعد أن أكدت تقارير صحفية إسرائيلية إن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قدم مؤخرا مقترحا محدّثا لإسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين وتطبيق وقف إطلاق النار فى غزة، بينما تتمسك الحركة الفلسطينية بضرورة إنهاء الحرب تماما.
وقالت صحيفة «جيروسالم بوست» نقلا عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى ومصدر مطلع على التفاصيل، أن ويتكوف يضغط على الطرفين لقبول المقترح الأمريكي، ورغم وجود فرق تفاوضية لإسرائيل وحماس فى الدوحة، فإن المحادثات بشأن مقترح ويتكوف تجرى حاليا عبر قنوات أخري.
ويتشابه المقترح الذى تحدثت عنه «جيروسالم بوست» جزئيا مع مقترحات سابقة، إذ ينص على إطلاق سراح 10 رهائن وحوالى 15 جثة لرهائن متوفين مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يوما والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن المقترح يختلف عن الخطط السابقة فى إضافة عدة صيغ جديدة إليه، توضح أن وقف إطلاق النار واتفاق الأسرى «سيكونان بداية لعملية أوسع قد تفضى إلى إنهاء الحرب». وتهدف الصياغة الجديدة إلى تقديم ضمانات لحماس بأن نتنياهو لن يتمكن من اتخاذ قرار أحادى الجانب، بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف القتال.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات: «يحاول الاقتراح الجديد إقناع حماس بجدوى المضى قدما فى اتفاق جزئى الآن، لأنه قد يؤدى إلى إنهاء الحرب فى المستقبل».
فى المقابل، نفى القيادى بحماس سامى أبو زهرى الأنباء المتداولة بشأن موافقة الحركة على صفقة تشمل الإفراج عن 9 رهائن إسرائيليين مقابل هدنة مؤقتة لمدة شهرين، مؤكدا رفض الحركة أى اتفاق لا يشمل وقفا شاملا ودائما للحرب وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.