شاعر مصر الكبير محمد التهامى أحد أبناء مؤسسة دار التحرير.. عرفته شاعرا شغوفا محبا لوطنه ومنتمياً إليه بكل الجوارح.. كان الراحل عاشقا للنيل وضفافه كتب فيه الشعر ولعل من أبرز ما كتب قوله:
طف بالرمال واحيها يا نيل
ما أنت يا سر الحياة بخيل
وانثر بها القبل العذاب على الثري
يبعث مواتا فوقها التقبيل..
>>>
من هنا وجدتنى أربط بين شاعرنا وما كتبه عن النيل ومياهه وما يدور الآن من أحداث والإجراءات الإثيوبية أحادية الجانب بشأن المشروعات التى تنوى إقامتها على النيل الأزرق مما يؤدى بدوره إلى الإضرار بدولتى المصب مصر والسودان.
من هنا كان الموقف المصرى حاسما فى هذا الجانب وهو ما بدا واضحا للعالمين خلال الأسبوع الماضى إذ استقبلت القاهرة ضيوفها الأفارقة حيث زارها الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى ووزير خا رجية كوت ديفوار.. وخلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى برئيس أوغندا كانت التصريحات المصرية قاطعة بعدم السماح بالإضرار بدولتى المصب وأن مصر تمتلك كل الخيارات للحفاظ على حصتها من مياه النهر.
>>>
ثم..ثم.. فإن مصر طوال تاريخها وقفت إلى جوار الشقيقات الإفريقيات حتى نالت استقلالها ناهيك عن المساندات التى قدمتها مصر لدعم الأشقاء فى كل أنحاء القارة ومن كل أنواع الدعم ونحن فى هذا المقام لا نمن على أحد بل ما قامت به« القاهرة» آنذاك اعتبره واجبا عليها وحقاً لأشقائها وقت الحاجة.
واستنادا إلى هذا التاريخ فإن مصر لا تمانع بأى صورة من الصور من أن تسعى دول القارة ومنها إثيوبيا بطبيعة الحال بأن تقوم بمشروعات تنموية فوق أراضيها شريطة ألا يؤدى ذلك إلى الإضرار بالغير.. فهنا وهنا فقط لا ينبغى أن نصمت على هذه الإجراءات الأحادية الجانب بل ستكون خياراتنا مفتوحة لمنع هذا الضرر والخطر، فى آن واحد وهو ما أكد عليه الرئيس السيسى وأيده فيه الرئيس الأوغندى فى لقائهما الأخير وكذا كان موقف كوت ديفوار على لسان وزير خارجيتها خلال زيارته الأخيرة ولقائه الوزير عبدالعاطي.
>>>
إذن نحن دولة سلام تعمل من أجل أن يعم أرجاء الأرض ولم ولن تسعى أم الدنيا طيلة تاريخها للعدوان على أحد وما الحروب التى خاضتها طوال تاريخها إلا دفاع عن النفس والأرض والعرض..وأحداث التاريخ خير شاهد على ذلك..
الآن الكرة فى ملعب الاثيوبيين الذين يُستخدمون من قبل أعدائنا كورقة ضغط لم ولن نقبل بها مهما كان.
>>>
وفى النهاية تبقى كلمة
مياه النيل لن يستطيع أحد المساس بها أيا كان.. فمصر تمتلك من القوة الرشيدة ما يجعل غيرها يفكر ألف مرة قبل الإقدام على ما يضر أمن مصر المائي.
. >>>
..و..وشكراً.