السبت, أغسطس 16, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية فن و ثقافة

محفوظ عبدالرحمن.. «جبرتى» الدراما المصرية والعربية

بقلم ماهر عباس
16 أغسطس، 2025
في فن و ثقافة
محفوظ عبدالرحمن.. «جبرتى» الدراما المصرية والعربية
0
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

إنه حالة إبداعية، يمتلك رؤية وخلفية ثقافية جعلت منه موسوعة أدبية أشبه بأفلام تسجيلية وثائقية، اكتسب بعضها من قراءاته فى تخصص التاريخ بكلية الآداب التى تخرج فيها وعمل بدار الوثائق المصرية، فمزج بين القراءة النظرية والتجربة العملية.. فهو لم يكن مجرد مؤلف أو ناقل، بل معايش لمن يكتب عنه، إما أن يغوص فى تاريخه إذا كان لم يعرفه أو يحاوره، إذا كان من معاصريه.. لم تكن أعماله الفنية التى صنفها كمؤلف للدراما أو المسرح أو السينما للتسالي، بل كان يقدم رسائل تنوير وصناعة وعي، فهو رائد فى الأفكار التنويرية ابن مرحلته التى عاشها وشاهد على عصر حدوثها.. وحاز فى مسيرته الإبداعية على لقب «جبرتى الدراما» أفكاره الثقافية تحولت إلى أعمال وطنية أو درامية أو إنسانية.. علقت أعماله فى الذاكرة الحية وصار نموذجاً للمثقف المحايد النزيه والمدقق الواعى الذى لا يزيف التاريخ.. اعتبره الكثيرون فى عالمنا العربى ذاكرتهم المكتوبة وتعلق المشاهد بأعماله.. ليس فى مصر فقط، بل فى عالمنا العربي.

عايش الحقيقة ومزجها بسيناريو خيال المفكر القارئ للتاريخ والدارس للجغرافيا والعارف بتراثنا الإنسانى ومجدنا الوطني.. كان يقرأ بعينه ويكتب بقلب وطني، فلم ينسه القارئ والمشاهد والمستمع، ومعه تقلب صفحات التاريخ وهو يشدك إلى عمقه وكأنك تشم عبقاً حياً لم يمر عليه قرون كأنك تعيش معه.

من الصعب أن تطلق على الكاتب والسيناريست والأديب محفوظ عبدالرحمن لقباً معيناً، فهو المتعدد المواهب الذى احترم القارئ فى كتبه، والمشاهد فى أعماله المسرحية أو مسلسلاته أو أفلامه.. كان يعتبر المشاهد هو صانعه، فاحترم ذكائه.. وعندما كان يذهب بخياله تأليفاً يشده إلى القاعدة وعى القارئ والمشاهد، فعاشت أعماله.. ليس فى ذاكرته، بل فى ذاكرة الملايين عبر الشاشات أو الإذاعات أوالصفحات الورقية فى الصحافة أو المواقع الإلكترونية على «اليوتيوب».

هكذا عرفته عندما اقتربت منه ومن زوجته الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز رفيقة دربه.. سيرته يانعة بالحياة والتدفق، منذ التحاقه بالعمل فى الصحافة عبر «دار الهلال» التى فتحت له الباب ليدخل إلى عالم صاحبة الجلالة الواسع ومنها إلى مجلات السينما والمسرح المصرية والعربية.. من يقف على شاطئ محفوظ عبدالرحمن ابن ضابط الشرطة يجده أمام اللبنة الأولى لإبداعه، بينما كان طالباً فى مجموعاته القصصية «البحث عن المجهول، أربعة فصول الشتاء، رواية اليوم الثامن»، وهى مرحلة الصقل والبحث عن الذات لينطلق إلى عالمية محفوظ عبدالرحمن الكاتب فى فيلمه «القادسية» إخراج صلاح أبوسيف رائد الواقعية و«ناصر 56» مع محمد فاضل.. ليس هذا فقط يشد هذه الأجيال فى العقود الخمسة الأخيرة إليه، لكنه أسر المشاهد فى 20 مسلسلاً أو أكثر مع عبدالله النديم «خطيب الثورة العرابية» وسليمان الحلبى «البطل السورى» فى اغتيال كليبر قائد الحملة الفرنسية مع نابليون بونابرت.. ومعه تقوم بزيارة إلى التاريخ، حيث مرابط عبس و«ذبيان» وعيون الجوى فى وسط السعودية فى «عنترة» وقصته مع «عبلة» وأمه أمية «الامة»، ويعرج فى احدى محطاته فى تاريخ الفن المصرى الخالد والرائد فى «ليلة سقوط غرناطة» والكتابة على لحم يحترق ومصرع المتنبي.. وأستطيع القول إننى ابـن الجيل الذى جعل الشارع يخلو من المارة وقت إذاعة مسلسله الرائع «بوابة الحلواني»، وأيضا فى مسلسله عن أيقونة الفن المصرى والعربى «أم كلثوم» مع الفنانة صابرين، وجعل من عاشوا فى هذه المرحلة يدخلون فى القصور الملكية وطماى الزهايرة والحلوات مع حليم وقصة حياة واحدة من رموز الفن العربى الأصيل.

لماذا تحب أعمال محفوظ عبدالرحمن حتى لو اختلفنا معها؟، لأنه كتب برؤية فنان يحمل مشاعر وطنية صادقة وشفافة.. تفوقه منذ البداية قاده إلى القراءة.. فمنذ صغره كان مدمناً لقراءة كل شيء، ومع تنقل والده أكسبه خبرة الحياة فى أكثر من محافظة، وكانت بالنسبة له تغذية ثقافية بالعادات والتقاليد المصرية.. صحيح الثوابت واحدة، لكن العادات تختلف أحياناً.. فكان الكتاب رفيقه لا تليفزيون ولا راديو، فكان جليساً للكتب والصحف.. وبات اشبه بماجلان الفضاء سابحاً فى المحروسة

الفيوم كانت المدينة الأولى التى تعرف فيها بينما عمره «4 سنوات» على أطفال يقرأ عليهم ومعهم قصص الطفولة البريئة وأكسبته ملكته أن يكون «حكاء».. قرأ مبكراً فى مكتبة والده، مجلى وأبوالعذارى عنترة.. هذا الطفل القارئ عندما وصل والده إلى المنيا مع عمله بالشرطة، تعرف فى مغاغة على مكتبة تؤجر الكتب فذهب إليها وصار صديقاً صغيراً لمالكها.

النشأة والميلاد

ولد محفوظ محمد عبدالرحمن عرفات فى 11 يونيو 1942 فى مدينة التوفيقية بمحافظة البحيرة وفيها عاش أوقات النقاء.. والده كان يعمل ضابط شرطة، ونظراً لعمله اضطرت ظروف والده للتنقل من موقع لموقع بحكم تغير مكان الخدمة.. كانت بداية الرحلة للوالد إلى الفيوم وبالقرب من بحيرتها.. عاش سنواته الأولى الدراسية بالابتدائي.. وما أن استقر، انتقل الأب إلى المنيا فى رحلة هجرة من مكان إلى آخر وراء رب الأسرة وهو أكبر اخوته ثلاثة بنين وثلاث بنات.

أول مدرسة أو تجمع وهو طفل كان لدى جار للأسرة فى الفيوم يجمع الأطفال ويقص عليهم حكايات، وهنا تحرك عقل محفوظ، فقد كانت هذه القصص تشكل وجدانه ومتعته فى آن، وتعرف على بائع كتب يؤجر منه الكتاب بقرشين، وعندما يرده يعيد له قرش «صاغ».. كان سعيداً واحترم ذكائه أحد المزارعين وبدأ يشرب من عيون ثقافة أحد المزارعين مع كتبه، ومرت رحلته فى التعليم متنقلاً حتى حاز على الثانوية العامة التى قادته إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة.

أثناء الدراسة التحق بالجمعية الثقافية التى يديرها الأديب الراحل يوسف السباعي، ومنها بدأت ملكات الحوار تتشكل. ومع من ليس أقرانه، بل مع يوسف السباعى نفسه الذى أثنى عليه.. تخرج فى كلية الآداب قسم التاريخ قبل أن يعمل بعد التخرج فى وزارة الثقافة وعرف طريقه إلى الصحف لنشر مجموعاته القصصية، حتى بدأ اسمه ينتشر قاصاً وكاتباً فى «دار الهلال» و«روزاليوسف» و«الجمهورية» و«المساء»، وتسلل إلى التليفزيون والمسرح فى رحلة نجوميته التى بدأت تظهر مع التليفزيون فى سهراته ومسلسلاته، ومع زواجه من الفنانة سميرة عبدالعزيز استقرت العواطف وأنجبا ولداً وبنتاً، وذاع بريق صيته مع «بوابة الحلواني» و«ناصر 56» و«أم كلثوم» و«حليم» والقادسية وعشق أعماله الفنانون الكبار لإحساسهم بأنه يكتب ميلاده من جديد.

عالم الصحافة

حياتـــه العمليـة فى الصحافة بدأت «دار الهلال» عام 1963، واستقال منها قبل أن يلتقطه سعد الدين وهبة للعمل فى مجلة «السينما»، ومن سعد الدين وهبة إلى يحيى  حقى الذى شجعه على مواصلة الكتابة حيث يعتز بفترة عمله فى وزارة الثقافة بقسم الوثائق التاريخية، التى أيضا استقال منها، لكنه استمر بالعمل فى مراسلة الصحف والمجلات، واستطاع أن يقدم للمسرح 12 عملاً مسرحياً،

يعتبر «بوابة الحلواني» أول عمل متكامل عن مأساة الفلاحين فى حفر قناة السويس، ويعتبرها مع «أم كلثوم» أهم الأعمال القريبة إلى نفسه مع «ناصر 56» يعتبر جائزة النيل أهم جوائزه مع ارتباط المشاهدين بأعماله.

الزواج

تمثل المرأة أشياء كثيرة فى حياته- بحسب حديثه لمجلة «نصف الدنيا» نشر فى 7 ابريل 2017- فهى أمه وأخته وزوجته وابنته وجارته.. أمه لها تأثير كبير فى حياته كسيدة لم تكن متعلمة لكنها مثقفة ثقافة الحياة واكتسبت ثقافة واسعة بتنقلها مع زوجها والده الضابط، فهى حازمة ومايسترو حياته وجمعت بين الرقة والشدة فى تعاملها معه كأكبر اخواته ثلاث بنات وثلاثة بنين، كانت تدلله بشكل لافت وتلعب معه «الكوتشينة» وعاشت معه طفولته، وبعد وفاة والده حاولت ملء فراغ غياب الأب، مع صدمة الزوجة بالوفاة كانت قبل وفاته أصابتها صدمة وفاة ابنتها الصغري، وكانت مرتبطة بوالده ولذلك رفضت العيش فى القاهرة، وعندما ماتت والدته التى سافر معها إلى الأراضى المقدسة للحج حزن كثيرا لارتباطه بها، وفى احدى المرات سحب هاتفه وطلبها على هاتفها وأثناء الطلب تذكر انها ماتت، فقد علمته أن الحياة تبتسم للمتسامح وورث عنها الحنية والأحاسيس النبيلة.

التعرف على سميرة

يعتبرها «جبرتى الدراما» لوحة موزابيك وقد اكتشفا بعضهما خارج مصر بينما يشاركان فى عمل مسرحى «حفلة على الخازوق» بالكويت، فى سبعينيات القرن الماضي.. بدأ التعارف بالإعجاب بها وبموهبتها عن بُعد عندما رشحها لأحد أعماله دون أن يلقاها إلا على الورق، وخلال عملها فى العمل دقت القلوب وتقاربت المشاعر، وعندما سألها عن الزواج منه وتم القبول، فقد أحب هدوئها وبها كل الصفات التى يحبها، أما الرؤية الأولى لها كان فى المسرح عبر مسرحية لعبدالرحمن الشرقاوى وبعدها رشحها لعمل فى الكويت، ومع زيادة التقارب والإحساس بالحب وافقت ودخلا معاً فى رومانسية الحب والزواج وساهمت الفنانة سميرة التى امتدت علاقاتها أكثر من 30 عاماً فى أن تكون ساعده الأيمن وأنجبا عدداً من الأبناء باسم فى الإخراج بالتليفزيون وابنتهما مها الأستاذة بجامعة كامبريدج، وكان زواجه من سميرة قد جاء بعد تجربة مراهقة صغيرة عندما كان عمره «15 عاما» وعاش فيها الحب العفوى مع بنت الجيران وكان يعامل ابنه باسم وابنته مها كأصدقاء واستقلال الرأى ولم يتدخل فى شئونهما.

حياته الزوجية مع الفنانة سميرة كانت هادئة، فهى فنانة تخرج للتصوير نهار وهو كاتب يجلس فى المنزل فى «صومعته» ويذكر أنها استأجرت له شقة ببورسعيد لتوفر له الهدوء لكتابة «بوابة الحلواني» بأجزائها وكذلك «حليم»، وكان لديه اعتقاد راسخ أن الدراما المملوءة بالإسفاف تشوه الشخصية المصرية، وكان له وجهة نظر مفادها رفض الوصايا الدينية على الإبداع، وأن رجال الدين لهم الحق فى تصحيح الأخطاء الدينية.

بين الإسكندرية وبورسعيد والأزبكية

رغم أنه كتب رائعته «بوابة الحلواني» ببورسعيد وعاش فيها حتى أتم أجزاءها، لكنه يعشق الإسكندرية ويرى انها مدينة عبقرية تتمتع بالموقع الفريد والمتميز وفيها تقرأ وتشاهد عبق التاريخ، وقد أعطاه الريف من روحه الخلابة.. ويقول إن القاهرة التى عاش فيها منذ 1955 للالتحاق بكلية الآداب وهى المرة الأولى التى ابتعد فيها عن الأسرة، مدينة جميلة كان يغذى وقته بها وقته بسور الأزبكية وكتبه، حيث كتب الأزبكية القديمة وكان وقتها يكتب فى «المساء» ومجلة «الهدف».

جائزة النيل

كرر فى أكثر من حديث أن أعماله الثلاثة «حليم، ناصر 56، أم كلثوم» من أفكاره لشغفه بالكتابة عن الشخصيات التاريخية، والتى تترك بصمة فى وجدان الجماهير.

يوم تكريمه بجائزة النيل، دمعت عيونه لأنه لم يقو على الصعود على المسرح ونزل إليه المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت وقتها لتسليمه جائزته.

فى احتفالية ثقافية أقيمت يوم 16 فبراير 2014 بإتيليه الزمالك لتكريمه بحضور فنى وفكرى حاشد، وقفت الفنانة سميرة عبدالعزيز تتحدث عن زوجها الإنسان وبثت كثيراً من الكلام الجميل حول رقة مشاعره وحبه للناس، وأنه فنان وكاتب صارم لا يجامل حتى مع زوجته ولفتت الانتباه وسط حديثها عندما التقت به وقالت: «بحبك قوى يا محفوظ» أمام العدد الكبير من الآدباء ومعهم الإعلامية سميرة أبوطالب التى تصدرت لكتابة السيرة الذاتية عن محفوظ عبدالرحمن.

الإخوان عدوانيون

وسياسياً، لمحفوظ عبدالرحمن آراء مهمة فى الإخوان، بأنهم عدوانيون بطبيعتهم سواء وهم فى السلطة أو بعيدين عنها، لأن العدوان- كما يقول فى حديث لمجلة «الإذاعة والتليفزيون» نشر فى 28 سبتمبر عام 2013- العدوان جزء من عقيدتهم ومنهجهم وأضروا بمصالح الدولة ضرراً بالغاً، مما يدل على عدم وطنيتهم ولم أتصور أنهم حمقى إلى هذه الدرجة، كانوا يكرهون الثقافة بكل أنواعها وكانت قضية الثقافة تسبب لهم استفزازاً، فهم لا  يعرفون أن الفكر والإبداع قوة مصر الناعمة لأن مشروع التمكين من مقدساتهم.

حبه للصحافة كان شديداً ويعتبرها حلمه الذى لم يتحقق، لأنه لم ينضم إلى نقابة الصحفيين لعدم عضويته بالاتحاد الاشتراكي، لكنه يعتز بمشاركاته الصحفية سواء عبر قسم الوثائق فى وزارة الثقافة أو «مجلة السينما»، ويرى أن الأفضل أن يبقى الكاتب هاوياً وأن يكتب عن اللحظات الفارقة فى عمر الشخصيات التاريخية.

طقوس الكتابة

له طقوس ربما لا تكون غريبة بعد نجاح أعماله والكثيرين يعرفون مقر سكنه، لذلك كان يهرب من المنــزل إلى أماكــــن لا يعرفه فيها أحد، لأنه كان لا يحب الضوضاء.

أما فى مسلسل «أم كلثوم»، فقد كتبه ما بين القاهرة والاسكندرية وفندق سياج، وشهدت عدة مقاه فى الاسكندرية كتابته لمسلسل «أم كلثوم» ومنها مقهى القمر عند دار القضاء القريب من سينما ريفولى القاهرة وهى نفس المقهى الذى كان يجلس عليه مصطفى حسنى رسام الكاريكاتير وحسن حاكم كما كان يقيم فى فندق شبرد وكان مشروبه على المقاهى المفضل القهوة السادة، وحول طقوس الكتابة للتليفزيون أيضا لا تختلف، وأعلى أجر حصل عليه كانت سهرة «ليس غداً» للتليفزيون، فهو رجل كان مغرماً بكتب التاريخ، دراسته واهتمامه وكانت تأثره الأعمال التاريخية ويتذكرها، قال له الأديب رجاء النقاش عندما سأله «أنت مش زينا من الطبقة الوسطي، لماذا تكتب عن الملوك بهذا الشكل؟

فكرة «بوابة الحلوانى»

جاءته فكرة «بوابة الحلواني» عندما كان فى زيارة لدار الكتب قسم الوثائق الذى يعمل به، وكان قد لمح صندوقاً وسط صناديق مهملة يسقط منه أوراق تحكى قصة يوميات عمال قناة السويس أثناء الحفر وماذا يأكلون ويشربون، وهنا جاءت فكرة «بوابة الحلواني»، فهو عاش يقرأ ويقول «القراءة بالنسبة له ضرورة زى الحياة»، وهى أكثر الأشياء متعة.

السياسة والتاريخ فى مسرحه

كان مولعاً بالتاريخ وقاده إلى دهاليز السياسة وعمقها، عرف محفوظ المسرح السياسى بتجربة عملية مع فرقة الكويت «مسرح الخليج العربي» التى عرضت «حفلة على الخازوق» ثم قدم بعد ذلك «عريس لبنت السلطان» التى أخرجها صقر الرشود عام 1978 ومع المسرح استحق جائزة أحسن مؤلف مسرحى عام 1983 من الثقافة الجماهيرية بعد فوزه بجائزة الدولة التشجيعية عام 1972 والتقديرية عام 2002 فى الفنون، وأصدرت عنه الهيئة العامة للكتاب كتاباً بعنوان «الأداء السياسى فى مسرح محفوظ عبدالرحمن» للكاتب عبدالغنى داود، تناول أعماله «محاكمة السيد ميم، حفلة على الخازوق، الحامى والحرامي، الجوهرة المكنونة»، وفى عام 2012 صدر كتاب بعنوان «عاشق المسرح والتاريخ» أعده له سميرة أبوطالب، وحاز خلال حياته على جائزة العقد لأفضل مبدع خلال 10 سنوات فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون من عام 2017.

الأثر الكبير لوفاة والده

بعد وفاة والده، رأى والدته التى كانت تحبه بين اخوته ويعتبرها مايسترو حياته، ومع وفاة والدها وجدها صورة أخري، فقد كان حملها ثقيلاً، ووضعت للأسرة قواعد التعامل وكانت معه حازمة وحاسمة ورفضت ترك المكان الذى توفى فيه والده وقالت «مش هسيب أبوك».

إدمان القراءة

فى المدرسة كان بينه وبين مدرس اللغة العربية صراع وتمرد عليه، فالمدرس يحب الجمل التقليدية القوية ومحفوظ يحب الجمل التعبيرية الجديدة، وعندما كان يقرأ موضوع الإنشاء كان التلاميذ يصفقون له، وكان المدرس يقول له: لا أريد رؤيتك فى هذا الفصل، ومع نهاية العام أثناء جلوسه فى مكتبة المدرسة مر عليه مدرسه وقال له: لقد حصلت على 49.5 من 50 فى اللغة، فقال له محفوظ «بس؟!»، فقد كان واثقاً أن المدرس سيحترم ذكاءه اللغوى وبراعته فى التعبير.

قصته مع الكتابة

من لسان الكاتب محفوظ عبدالرحمن يقول فى حديث لمجلة «نص الدنيا» المنشور فى 25 أغسطس 2017 قبل 8 سنوات تقريباً: لقد بدأت فى المرحلة الثانوية وأرسلت قصصاً من تأليفه إلى مجلة «روزاليوسف» و»القصة»، ومع دخول الجامعة اهتم بالنشاط الثقافى وتعرف على ضياء الدين بيبرس وقدم إنتاجه فأشار إليه نشرها فى جريدة «القاهرة» وكان ذلك عام 1955 وبالفعل ونشرت فى جريدة «المساء» عام 56 مع بداية صدورها، لكنه مع انطلاقته الهادئة لفت الأنظار فى عام الحسم فى عهد الرئيس السادات عندما كتب سليمان الحلبى وكان ثانى مسلسل يكتبه وأحدث صخباً واسعاً عندما عرضه خارج مصر لأنه لم يعرض فى مصر، فيما كان مسلسله الأول «العودة إلى المنفي» عن قصة عبدالله النديم.

وبعدها كتب مسرحيته «حفل على خازوق» التى لم تعرض فى مصر وقتها وعرضت خارج مصر فى وقت كانت الهجرة المصرية للعمال إلى الخارج فى الخليج وليبيا وتمت مشاهدتها خارج مصر، وتناولها النقاد فى صحف الخليج ولبنان ولندن.

علاقته بأم كلثوم

ارتبط بأم كلثوم صوتاً وكان يعرف دورها الوطنى بعد حرب 67 فى النكسة ولديه أمل بتوثيق سيرتها كسيدة عظيمة تجسد قوة مصر الناعمة فى الفن ولها أثرها فى وجدان الشارع المصرى متذكراً حفل الخميس الأول من كل شهر الذى تأثر به جيل الستينيات وجزء من جيل السبعينيات ومن شغف محفوظ بأم كلثوم كان يبحث عن لقاءاتها الإذاعية فى ذلك الوقت، أثناء تقديم سامية صادق الإذاعية اللامعة المصرية لها، فزار الإذاعة وتحدث مع الإعلامية سامية صادق برغبته فى لقائها وبالصدفة وكانت تتحدث على الهاتف بأم كلثوم، فقالت له: اتفضل «الست» على الخط قل لها هذا الكلام.. كــان كأنه فى حلم غير مصــدق وظـــن أنه «مقــــلب» له، ولكن كان حقيـــقة، أم كلثوم على الخط وكانت سعيدة بالمكالمة، لكن سعادته كانت تفوق الوصف ووقتها تمسك بكتابة مسلسل «أم كلثوم» فى الوقت الذى كان سعد الدين وهبة ويوسف شاهين يقومان بعمل فيلم عنها.

رفض المسلسل من المنتجين

فى البداية عرض المسلسل على منتجين رفضوه، رغم أن هناك مسلسلات تتكلف أكثر منه، وبالمصادفة فوجئ بالراحل القدير ممدوح الليثى يناديه فى ماسبيرو ويعرض عليه إنتاج المسلسل وكان عبدالرحمن يريده 15 حلقة لكن الليثى طلب منه عدد حلقات «24» على الأقل، وكان قد أعد 35 حلقة، وكان واحداً من أنجح أعماله.. وبعد ذلك دخل فى «بوابة الحلواني» و«المتنبي» بحكم أنه كان يعمل فى دار الوثائق المصرية وجاءت له فكرة مسلسل حفر قناة السويس.

«ناصر 56» من سهرة إلى فيلم

فى «ناصر 56» كثيرون شجعوه وآخرون هربوا منه وبقى محفوظ والفنان أحمد زكى متحمسين لأداء دور «ناصر» وكانت الفكرة سهرة عن عبدالناصر وحاز على الموافقة من ممدوح الليثي، لكن أحمد زكى بعد قراءته قال: ده فيلم مش سهرة، وذهب مرة ثانية إلى الليثى وتمت الموافقة.

أما المسرح بالنسبة لمحفوظ عبدالرحمن، فهو قصة أخري.. كتب أولى مسرحياته عام 63 بعد تخرجه وبدأ التجربة فى وجود الرواد توفيق الحكيم ويوسف إدريس وسعد الدين وهبة، وقدم تجربة إلى هيئة المسرح ورماها بجواره من استلمها منه بلا اكتراث، وفجأة جاءه هاتف من دار الوثائق حيث يعمل بالموافقة على مسرحيته «اللبلاب» التى منعت من العرض بسبب الرقابة قبل يومين من عرضها، واقترح عليه المخرج ابراهيم الصحن أن يكتب للتليفزيون، فكتب سهرة «ليس غداً» ولاقت صدى فتح له أبواب كثيرة كانت مغلقة لجبرتى الدراما الذى يعمل بدار الوثائق.

تأييد ترشيح الرئيس السيسى

شاءت الظروف أن يمد الله فى عمره إلى لحظة ترشح الرئيس السيسى للرئاسة فى المرة الأولي، وقال: أؤيـــده لأنه وطنـــى بمعنى الكلمة- بحسب حديثه لجريــدة «الدستور» فى 18 فبراير 2014- وله مقولة معروفـــة فى نفس الحديـــــث: إن الترشح أمام الرئيس السيسي، انتحار سياسي، وأن 30 يونيو الثورة أنقذت الإبداع، وقال إن انهيار تجربة الإخوان سببها غباؤهم السياسي، ولم يكن أمام الشعب حل إلا إبعادهم، وأن 30 يونيو أنقذت مصر، فقد كان أملهم البقاء للأبد وفشلوا لأنهم لا يقبلون رأياً آخر واتباعهم، فالإخوانى لا يسمع إلا رأى مرشده زعيمه أو شيخه الاخواني، وانفضح أمرهم وكسبوا كراهية الشعب، وأثبتوا أنهم غير قادرين على الحكم، وجاءوا إلى السلطة ليس لأنهم الأصلح، لكن لأنهم الأكثر تنظيماً وتمويلاً من الداخل والخارج.

الوفاة

فى المستشفى بينما الكاتب الكبير ممداً على سريره فى انتظار طبيبه، كان يفكر فى رواية جديدة ويبحث عن فكرة جديدة، رغم أنه كان يردد قبل وفاته «الموت قادم لا محالة» ويتذكر دوماً جائزة نجيب محفوظ فى الدراما التى فاز بها والجائزة الذهبية فى مهرجان الإذاعة عن مسلسل «أم كلثوم»، والذى اعتز بها من بين الجوائز الكثيرة التى حاز عليها، وكان قد تعرض لوعكة صحية شديدة، وتم علاجه من فيروس له تأثير على الأعصاب وعولج فى باريس وعاش بعدها سنوات.

وفى يوم السبت 19 أغسطس 2017، ودعت مصر جبرتى الدراما المصرية الذى أسهم فى تكوين وجدان أجيال متعاقبة، مات وعمره «76 عاما» جل اهتمامه بالهوية المصرية وتاريخ النضال الوطني، مزج بين الأدب والتاريخ أرخت أعماله للحظات الانتصار والانكسار للوطن، أعماله شكلت بانوراما درامية للمجتمع المصري، هاجمته الجلطة الدماغية لم تمهله طويلاً بعد شهر من المعاناة.

وفى وداع رسمي، حيث لف جثمانه بالعلم المصرى وفى مسجد الشرطة بالشيخ زايد بعد صلاة الظهر بحضور حاشد من محبيه وكانت زوجته الفنانة سميرة عبدالعزيز ووزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم وعدد كبير من الكتاب والفنانين ونقيب المهن السينمائية ونجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، نقل جثمانه إلى طريق الواحات، حيث مقابر الأسرة ليوارى الثرى لكاتب مصرى كان الكاتب الواعى الملم والمدرك لقضايا وطنه وافق أجيالاً كثيرة ساهم فى تشكيل وجدانها بأعمال فنية شكلت الضمير المصرى والعربي، كان صاحب فكر ومبدأ، نقل التاريخ بأمانة كاتب ورؤية مفكر مؤرخاً بعد أن امتدت مسيرته الإبداعية أكثر من نصف قرن وهو المولود فى 11 يونيو 1942 بعد عامين من اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبوفاته خسرت مصر كاتباً ومؤرخاً صعب تعويضه بضميره الوطني، فى العزاء بنفس المسجد الذى شيعت الجنازة منه، كانت أشبه بمسيرة حب لكاتب راحل استطاع أن يأسر محبيه بدماثة أخلاقه وأعماله الدرامية والمسرحية والثقافية، مات والجميع يردد «اللى بنى مصر كان فى الأصل حلواني» كلمات على الحجار فى مسلسله «بوابة الحلواني».

عشقه المصريون على اختلاف توجهاتهم لأنه واحد من المعدودين استطاعوا أن يقدموا أعمالاً تعيد تقييم أحداث تاريخية لتكون وثيقة فنية درامية، وقد برع فى «بوابة الحلواني» بأجزائها الأربعة التى مازال المصريون يذكرون تتر الحلقات بصوت الحجار «اللى بنى مصر»، ومن خلال مسار أسرة القرية التى صارت بورسعيد فيما بعد حفرت القناة وصار محفوظ أيقونة فنية لدراما التاريخ مازالت أعماله باقية فى الذاكرة مثل «سقوط غرناطة»، فهو من المؤلفين المميزين فى تصوير الواقع المصرى بإبداعه، مازال يبنى عليه لأحفادنا.. هنا مر محفوظ عبدالرحمن الذى جسد الشخصية المصرية بحب، فأحبته، فهو الفنان الذى عاش بين ثورتين يوليو 1952 و30 يونيو 2013.

متعلق مقالات

بيت السناري يستضيف معرض وفعاليات «المدينة كذاكرة على الشاشة»
فن و ثقافة

بيت السناري يستضيف معرض وفعاليات «المدينة كذاكرة على الشاشة»

14 أغسطس، 2025
نور الشريف.. عاش يتيمًا.. ومات شهيرًا
فن و ثقافة

نور الشريف.. عاش يتيمًا.. ومات شهيرًا

13 أغسطس، 2025
انطلاق مهرجان القاهرة الدولي لمسرح العرائس أكتوبر المقبل بمشاركات عربية ودولية
فن و ثقافة

انطلاق مهرجان القاهرة الدولي لمسرح العرائس أكتوبر المقبل بمشاركات عربية ودولية

13 أغسطس، 2025
المقالة التالية
سمير الجمل - جريدة الجمهورية

أغسطس.. شهر «الحب والموت»: أحلام العالمى «محمد جابر»من السيدة زينب.. إلى روسيا وإيطاليا والمغرب والهند

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • جامعة سفنكس: صرح تعليمي عالمي يفتح آفاقًا جديدة في صعيد مصر

    جامعة سفنكس: صرح تعليمي عالمي يفتح آفاقًا جديدة في صعيد مصر

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • مشاجرة بالطوب والعصي فى «تلال الساحل»

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • تهنئة خاصة للدكتورة شيماء حسن ببداية مشوارها القيادي في التعليم

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • الاستثمار فى المشروعات القومية… متى يشعر المواطن بعائدها؟

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©