> كان التعبير القرآنى غاية فى الدقة حين أشار إلى «المياه» بأنها أصل وأساس لكل الكائنات الحية على وجه الأرض.. وبالتالى لا يمكن بحال من الأحوال أن يُستغنى عن قطرة مياه «واحدة» وهذا ما أجمع عليه العالم منذ القدم..
ومن هنا كان حرص القيادة السياسية فى أم الدنيا على ألا تمس نقطة مياه واحدة من نهر النيل وأن تظل حصة مصر على ما هى عليه دونما إجراء أى تعديل عليها.. خاصة فى ظل الإجراءات الأحادية الجانب التى تقوم بها «إثيوبيا» منذ شروعها فى بناء السد الأثيوبي.. حيث جاءت التصريحات الصادرة من القاهرة متوازنة وتتوافق تمامًا مع مبادئ الشرعية الدولية فى عدم الإضرار بالغير أو المساس بالحقوق المقررة لدول حوض النيل.. ومن ثم فمصر لا تعارض التنمية فى كل القارة السمراء وخصوصًا دول حوض النيل بل إنها ومن خلال مركز الدعم الفنى بالخارجية تمد دول القارة بالدعم فى مختلف المجالات صناعية وزراعية ومائية وغيرها وغيرها.. ولعل الخبراء المصريين المتواجدين فى معظم دول القارة خير دليل على ذلك..
>>>
لذا فإن اللقاء الأخير بالقاهرة والذى تم بين القيادتين المصرية والأوغندية.. أوضح بما لا يدع مجالاً لشك ثبات الموقف المصرى من ضرورة التزام الجانب الإثيوبى بعدم الإضرار بمصالح دولتى المصب فى مصر والسودان خاصة بعد التصريحات الأخيرة التى خرجت من أديس أبابا بشأن المشروعات التى تنتوى حكومة إثيوبيا القيام بها على النيل الأزرق واتفق فى هذا الموقف الأوغندى وجاء ذلك على لسان الرئيس بورى موسيفيني..
>>>
بالتالى فإن خيارات القيادة المصرية مفتوحة لأجل حماية أمنها المائى من أية أضرار يمكن أن تصيبها، فمياه مصر «خط أحمر» ولن تسمح بالدولة المصرية بتجاوزه ومن ثم فمياه المصريين فى أيدٍ أمينة تتعامل مع كل المواقف بنوع من الكياسة والدبلوماسية التى لا يمكن أن تفرط فى الحق أيًا كان.. وفى ذات الوقت لا تتعامل بانفعال لحظى مع القضايا المثارة على الساحة.. وتلك سمة القيادة الوطنية الشريفة التى لا تسعى سوى لصالح الوطن والمواطن ولا تغامر بمستقبل الأوطان نتيجة استفزاز من هنا أو تصريح غير مسئول من هناك.. ومن هنا فإننا – كمصريين – نوقن تمامًا أن قضية السدالاثيوبي سعت فيها مصر سعيًا حثيثًا ولن يستطيع كائن من كان أن يفرض علينا الأمر الواقع أيًا كان.. وإن غدًا لناظره قريب.