«ألاسكا» هى الولاية الـ 49 ضمن الولايات المتحدة الامريكية التى اختارها الرئيس ترامب لاول قمة يعقدها مع الرئيس الروسى فلادمير بوتين.. طرح اختيار هذه الولاية عدة اسئلة فى ذهن المتابع فهى الولاية التى تاريخيا اشترتها امريكا من الامبراطورية الروسية فى عام 1867.. فى عهد الرئيس اندرو جونسون وتم بيعها بمبلغ 7.2مليون دولار.. وجغرافيا توضح ان روسيا جارة لامريكا فى الجغرافيا السياسية والجيوجرافيا على ارض الواقع.. والقمة اعادت للذهن معارك الحرب العالمية الثانية التى كانت «ستالينجراد» احد اشهرمعاركها التى غزاها الالمان.. من هنا اراد ترامب ان يذكر بوتين بالماضى القريب اما الماضى البعيد فكان يخفيه جبل الجليد فى ألاسكا قبل نشوء القطبين الاتحاد السوفيتى السابق بعد الثورة الروسية عام 1917 والولايات المتحدة بعد الحرب العالمية وخروج المانيا التى قسمت من المعركة قبل الوحدة الاخيرة وهذا يذكرنا بحديث له مناسبته هنا وهو لقاء الزعيم الحديدى الروسى ستالين «المعجب به بوتين» والذى كان والده يعمل فى دائرته وعندما برزت مشكلة جزيرة القرم اجتمع الثلاثى ستالين وبحضور اشهر الوزراء فى تاريخ بريطانيا اسقطته حرب السويس، تشرشل وتيودورروز فلت الذى التقى مؤسس المملكة العربية السعودية المغفور له الملك عبدالعزيز فى لقاء شهير باربعينيات القرن الماضى ببحيرة التمساح بقناة السويس.. وبعد ان وضعت الحرب العالمية اوزارها تم صياغة خريطة التقسيم العالمى بحلفى «وارسو» والناتو والمعسكرين الشرقى والغربى بقيادة الاتحاد السوفيتى السابق والولايات المتحدة الامريكية قبل «الاسكا».. لكن هنا اوكرانيا التى عرفها العالم فى حرب المفاعلات لـ «تشرنوبل» المفاعل الذرى الاشهر وبعد الثورة الصفراء وسط متغيرات كثيرة انتهى فيها الاتحاد السوفيتى الذى كان الرجل المريض بعد قياداته التاريخية «برجنيف» واليكس كوسيجين واندرى جروميركو اشهر وزراء خارجية روسيا فى القرن الماضى المولود 1909 وتوفى 1989 وخرج التقسيم بالجمهوريات المستقلة التى تمرد بعضها على الاتحاد السوفيتى والتى عاشت تحت علمه عدة عقود ومنها اوكرانيا.. لا اعتقد ان بوتين الصامت كثيرا والمتحدث قليلا بحساب ووزن «زعامته» والذى يحمل كاريزما الامبراطوريات السوفيتية القديمة والباحث عن قدم لروسيا الاتحادية لكى يكون هناك قدمان فى العالم بدلاً من قدم واحدة هى امريكا.. وهواى بوتين القاريء جيدا للتاريخ والذى جعله يدخل حرب اوكرانيا التى ظن بعض الخبراء عام 22 انها ستقف بعد 3 اشهر لكن لم يحدث رغم قرارات اوروبا ودعمها لاوكرانيا زيلنسكى الا ان ضم الاراضى التى اقتطعت منها -لن تعود- مهما كان ذكاء مهندس الصفقة.. بوتين لم يذهب إلى «الاسكا» دون ان يكون معه مفتاح الحل بشروطه التى وضعها قبل نحو 3 سنوات «قمة 2025» التى ستحمل تاريخيا لفترة طويلة قمة «الاسكا» التى تأتى على نفس قمم سابقة مثل «يالطا».. هى قمة البحث عن نوبل وهى فى الحقيقة بين صديقين بوتين- ترامب اما حليف ترامب فهو زيلنسكى الذى لن تنسى مقابلة ترامب «الشهيرة» الاخيرة بينهما.. ترامب الباحث عن «نوبل السلام» امامه طابور طويل من الشهداء فى غزة وهو يرأس الدولة الداعم الرئيس لتدمير القطاع باسلحة امريكية.. وستظل قضية فلسطين هى العقيدة الاساسية امام ترامب فى الحصول على نوبل.. هل يعقل ان يكون السفاح نتنياهو هو الذى يرشح ترامب لـ «نوبل» للسلام.. ان الجائزة لن تطل على البيت مرة ثانية الا مع حل القضية الفلسطينية حلا شاملا هنا نتحدث عن سلام حقيقى فى اقدم قضية احتلال فى العالم حتى الآن.. اما تصفية القضية فى عرف «ترامب» تبعده عن السلام.. وهى القضية التى فجرت قبل ايام بربرية اسرائيل الجديدة فى استهداف شهداء الحقيقة المصورين الصحفيين وقد بلغ عدد الاعلاميين الذين استشهدوا من 7 اكتوبر 2023 إلى اليوم 248 شهيدا.. وبالسلاح الامريكى والتنفيذ لنتنياهو عبر حكومة الكابينت التى لايهمه اليوم تحرير الاسرى بل استمرار نتنياهو الذى تنتظره المحاكمة اذا وقفت الحرب.
هل ستذهب نوبل إلى ترامب؟ والعالم يشاهد مصائد الجوعى الفلسطينيين فى حى الشجاعية وغيره وفى رفح وانتهاك حرق الاونروا التى اسست اساسا تحت بند حق العودة عام 1949 لتنتهى مع ترامب فى 2025 بتأسيس منظمة مشكوك فى انسانيتها «مؤسسة غزة» اى سلام واى نوبل يبحث عنه ترامب من قمة الاسكا دون حل للقضية الفلسطينية.. اى سلام واغلاق المعابر امام الباحثين عن الغذاء والدواء.. ايسلام ومن يدافع عن ارضه ارهابى ومن يحتل ويعتدى ويغير الجغرافيا والتاريخ دفاع عن النفس.. كل شيء وارد ولا نستبق الاحداث ان الطريق إلى نوبل مرة ثانية لتذهب إلى البيت الابيض والتى فاز بها كارتر قبل اكثر من 55 عاما تحتاج قراراً حاسم بتحقيق السلام فى الشرق الاوسط.. و»تسييس نوبل» لن يغسل وجه ترامب او نتنياهو.. وكل «نوبل» وانتم طيبون سلام «الاسكا» ليس هو الجسر للحصول عليها وللحديث بقية.