على غرار فيلم “الكتعة”، كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية عن “مافيا” لاستغلال أطفال الشوارع والهاربين من أسرهم، وإجبارهم على التسول بحيل وأساليب شيطانية في الأحياء الراقية، لنهب أموالهم بالقوة مقابل إيوائهم. وقد تم القبض على 20 متهمًا، من بينهم 11 من أرباب السوابق، وعُثر بحوزتهم على 18 طفلًا. تجري الآن إعادة هؤلاء الأطفال إلى ذويهم وإنقاذهم من التشرد والضياع، بعد أخذ تعهد على الأسر بحسن رعايتهم. وقد حُرر محضر بالواقعة.
ضربات أمنية
تأتي هذه الضربات والمواجهات الأمنية الحاسمة لعناصر الشر إيمانًا من وزارة الداخلية بدورها المجتمعي تجاه المواطنين وحماية النشء. وتستهدف هذه الحملات “عديمي الضمير” الذين يستغلون أطفال الشوارع الصغار الهاربين من ذويهم بسبب مشاكل أسرية، فيقومون بإيوائهم وتدريبهم على التسول والتشرد لجلب المال لهم بالقوة، بل ويعتدون بالضرب والإيذاء البدني على من يعترض من الضحايا الأبرياء.
المتهمون يعترفون
أمام خطورة ظاهرة التسول على المجتمع، قامت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بحملات أمنية مكثفة على بؤر المتهمين بعد تحديد أماكن تواجدهم. وتمكنت من ضبط 20 شخصًا، من بينهم 11 متهمًا من أرباب السوابق، اعترفوا باستغلال الأطفال الذين يقومون باصطيادهم في أعمال التسول واستجداء المارة وجمع القمامة، ثم الاستيلاء على أموالهم في نهاية كل يوم بالقوة، ويتوعدون من يرفض أو يقصر في دوره المحدد.
ضحايا الجريمة
عثر رجال المباحث بحوزة المتهمين على 18 طفلًا معرضًا للخطر، كانوا يمارسون تلك الأعمال المدمرة في مناطق العجوزة والدقي بمحافظة الجيزة. وبعد سماع أقوال الأطفال المجني عليهم ورواية كل منهم بدموع، تم تسليمهم إلى ذويهم بعد أخذ تعهد بحسن رعايتهم. كما تم التنسيق مع الجهات المعنية لإيداع من تعذر الوصول إلى أهليتهم في دور رعاية مناسبة، حماية لهم من التشرد.
وقد اتُخذت الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين، وأُحيلوا إلى النيابات المختصة للتحقيق.
استغلال الأطفال
تجدر الإشارة إلى أن رجال المباحث تمكنوا خلال الساعات الماضية أيضًا من ضبط عدد آخر من “بلطجية الشوارع” لقيامهم بإجبار ثمانية أطفال على التسول بنفس الطريقة تحت تهديد السلاح الأبيض في عدد من الأحياء الراقية والشعبية بالقاهرة، مستغلين ظروفهم الصعبة وحياة التفكك الأسري التي هربوا منها ليقعوا في هذا الجحيم. وتم إنقاذ الضحايا من جبروتهم وإعادتهم إلى أهلهم حماية لهم من الضياع، مع أخذ تعهد على ذويهم بحسن رعايتهم.


