أكد حمادة بكر، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حول فكرة “إسرائيل الكبرى” تعيد إلى الواجهة الفكر الاستعماري والطموحات التوسعية للصهيونية في المنطقة، والتي لطالما حلمت بالامتداد من النيل إلى الفرات.
وأوضح بكر أن هذه التصريحات الاستفزازية أثارت موجة من الغضب في العالم العربي والإسلامي، الذي يرى فيها محاولة لطمس الهوية وتغيير الحقائق التاريخية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي الإقليمي.
تكتيك للهروب من الفشل الداخلي
أشار بكر إلى أن الإعلام الإسرائيلي، كعادته، حاول تضخيم كلمات نتنياهو ووصفه بـ “مبعوث العناية الإلهية”. لكن هذه الصورة تخفي وراءها مأزقًا داخليًا كبيرًا، حيث يواجه نتنياهو أضعف أوقاته السياسية وسط اتهامات متزايدة من أهالي الأسرى والقتلى الذين يحمّلونه مسؤولية الفشل الذريع في إدارة حرب غزة.
وشدد بكر على أن هذا الفشل دفع نتنياهو إلى الاعتماد على الخطاب الديني لتبرير إخفاقاته أمام شعبه، وهو تكتيك قد ينجح في إرضاء بعض الأطراف، لكنه يزيد من أزمات إسرائيل الخارجية والداخلية.
المنطقة العربية عصية على الهيمنة
وأكد بكر أن الأحداث المتتالية أثبتت أن المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام لا يزالان عصيين على الهيمنة الإسرائيلية. وضرب مثالًا على ذلك بمشهد “عودة الأسرى” الإسرائيليين في حرب أكتوبر 1973 وهم يرتدون “بيجامات الكستور”، كرمز لهشاشة المشروع الاستعماري الصهيوني أمام الإرادة العربية. وأضاف أن هذه الرسالة تبقى مؤثرة، وتؤكد قدرة الشعوب العربية على مواجهة الأطماع الإسرائيلية.
واختتم بكر تصريحاته مؤكدًا أن نتنياهو، الذي بات رمزًا للدموية والسياسات المتهورة، أصبح عبئًا على إسرائيل نفسها، ليس فقط بسبب أزماته الداخلية ولكن أيضًا بسبب عزلته الدولية المتزايدة. وفي محاولته للهروب من مسؤولياته عبر افتعال الأزمات، يبدو أنه يسير نحو سيناريو كارثي قد يهدد استقرار الجميع.