إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة في مصر (2025-2032) ليس مجرد حدث رياضي، بل هو تأكيد على إيمان الحكومة المصرية بقوة الشباب وقدرتهم على دفع عجلة التنمية.
الاستراتيجية الجديدة تضع الشباب في صميم العمل الحكومي، وتعتبر الرياضة هي وسيلة قوية لتمكينهم وتوفير فرص متساوية لهم، مما يعكس رؤية الدولة المصرية للشباب ليس فقط كأمل للمستقبل، بل كشريك فاعل في الحاضر.
الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة، تستهدف الاستفادة من “العائد الديموغرافي” الهائل في البلاد، حيث يشكل الشباب دون سن الثلاثين حوالي 60% من السكان، فهي لا تهدف فقط إلى تطوير الرياضة، بل تهدف إلى توفير فرص متساوية للتعليم، والعمل، والازدهار لكل شاب وفتاة.
إن ما يميز هذه الاستراتيجية هو المنهجية التشاركية في إعدادها. فقد قادت وزارة الشباب والرياضة حوارًا وطنيًا شاملًا، استطلع آراء أكثر من 10,000 شاب وشابة في 11 مدينة مختلفة. هذه العملية تضمن أن السياسات لا تُصاغ من أجل الشباب فقط، بل بمشاركتهم الفعلية أيضًا.
إن إحدى الطرق القوية لإطلاق هذه الإمكانات هي من خلال الرياضة باعتبارها مصدرا للوحدة والهوية والطموح، وهو ما تجسده الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة.
وتستند الاستراتيجية الجديدة على أربع ركائز أساسية تمنح من خلالها الأولوية للتنمية الشاملة للشباب والمراهقين، وتعزيز ثقافة الرياضة كنمط حياة، وتطوير الرياضات التنافسية والإبداع، وتحسين الحوكمة في قطاعي الشباب والرياضة، وتغطي كافة جوانب حياة الشباب، وتمنحهم الأدوات اللازمة للنمو والنجاح في مختلف المجالات.
تُمثل الاستراتيجية الوطنية للشباب والرياضة ثمرة شراكة استراتيجية بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة. هذه الشراكة تركز على محاور حيوية مشتركة، مثل: تنمية المهارات، وتوفير فرص العمل اللائق، وتعزيز مشاركة الشباب في المجتمع، ودعم الابتكار الرقمي.
وقد بدأت هذه الشراكة في تحقيق نتائج ملموسة، ففي عام 2024 وحده، اكتسب أكثر من 364 ألف شخص، أغلبهم من الشباب، مهارات جديدة من خلال برامج مدعومة من الأمم المتحدة. كما نجحت المبادرات المشتركة في تمكين الشابات ليصبحن رائدات في مجالات الرياضة والابتكار، بالإضافة إلى دعم رواد الأعمال الشباب لقيادة مشروعات النمو الأخضر في أنحاء مصر.
ولضمان استدامة هذه النتائج، تُنفذ مبادرات مهمة مثل مبادرة “شباب بلد”، التي تُدمج مصر في مبادرة “جيل بلا حدود” العالمية التابعة للأمم المتحدة، بهدف ربط الشباب بالتعليم والعمل والتمكين. كما يعمل المجلس الاستشاري للشباب للأمم المتحدة في مصر على إشراك الشباب والشابات بشكل فعال في صياغة برامج الأمم المتحدة وقراراتها على جميع المستويات.