من كل التبرعات التى جمعتها الجماعة الإرهابية باسم دعم غزة لم يصل منها إلى القطاع سوى أقل من 10 إلى 15 بالمائة فقط، بينما وجهت المبالغ الأخرى والتى تمثل الجزء الأكبر إلى دعم مخططات وإعلام الجماعة فى الدول التى يتم البث منها، سواء القنوات التليفزيونية أو الصفحات والميليشيات الإلكترونية والمنصات المختلفة التى تروج من خلالها أفكارها المسمومة.
الجماعة تعتبر أن أحداث غزة منحتها «قبلة الحياة» وأعادت لها الأمل من جديد في العودة وتقاتل من أجل ذلك بكل قوة، وتساندها بعض العواصم والجهات التي تدعمها منذ البداية الصالح أجندات مشتركة، سواء من خلال تمويلات بمئات الملايين من الدولارات، أو توفير التدريب المطلوب لعناصرها المختلفة على أساليب العمل الإعلامي وصناعة المحتوى ونسج الأكاذيب وبناء الحملات الدعائية وخطط التشويه للدولة المصرية الجماعة تعتبر الإعلام بوسائله الحديثة هو الطريق لاختراق المجتمع المصرى من جديد وخاصة من خلال مخاطبة الشباب الذين لا يعرفون تاريخ الجماعة الإرهابي الأسود، وتحقيقا لهذا الهدف تتولى قناة إقليمية تدريب عناصر الجماعة على هذه المهمة لضمان تنفيذ المستهدف بالشكل الاحترافي اللازم مع توفير دعم فنى كامل ومجالس تخطيط وتطوير للمحتوى، فكل برنامج أو رسالة توجهها الإرهابية عبر وسائلها الإعلامية المختلفة مدروسة سياسيا وفكريا ونفسيا لتحقيق هدفها وكل كذبة تطلقها الجماعة تتم عبر مجموعات من الموجهين السياسيين وبعد دراسة جيدة للوقت والطريقة والوسيلة التى سيتم استخدامها. ولديهم عدد ضخم من الوسائل الإعلامية بعضها فقط نعرفه والبعض الآخر يعمل بنظام «الخلايا النائمة» أو «الذباب الإلكتروني» المتواري تحت مسميات تخفى إخوانيتها، وتقدم محتويات مختلفة تماما لجذب المتابعين والسيطرة عليهم تمهيدا لضمهم إلى الجماعة عبر أساليب احترافية يتم تدريبهم عليها.

مخطئ من يظن أن الإرهابية تتحرك بعشوائية، فهناك مخطط وضع لها وتحركات مدروسة وأفكار مستمرة لتنفيذ أهدافها والإنفاق على هذا الأمر ضخم تقوم عليه أجهزة مخابرات ودول بجانب التمويل الذي يجمعه التنظيم بطرق مختلفة منها تبرعات غزة التقديرات أن الإنفاق على هذه الوسائل الإعلامية الإخوانية يقترب سنويا من مليار ونصف المليار دولار في ثلاث دول فقط، هذا غير الإنفاق غير المعروف على «الميليشيات الإلكترونية» في دول أخرى تروج لما تقدمه قنوات الإخوان.
هناك صفحات على الـ«سوشيال ميديا» تبدو للبسطاء أنها للنصائح الاجتماعية أو جمع التبرعات الإنسانية أو المعلومات الطبية أو لشرح المناهج الدراسية، لا تظهر إخوانيتها لكنها في توقيتات معينة تعلن عن نفسها بعد أن تكون قد جمعت ملايين المتابعين حسنى النية وسيطرت على عقولهم بشكل غير مباشر وأصبحت قادرة على توجيههم.
ليس هذا فحسب، بل هناك صفحات يديرها شباب لا توجد أى علامات على أنهم ينتمون للجماعة الإرهابية، لا مظهر ولا حديث ولا أي شيء، وتطلق حملات تحريضية لإثارة المصريين بهدف محاولة خلق حالة من الغضب ضد الحكومة وصناعة فجوة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
هذا كله يندرج تحت عنوان واحد هو النيولوك الجديد الذي لجأ إليه الإخوان «إخواني موديل 2025»، فهم ليسوا كما كانوا في 2013 وما بعدها، وإنما شكل ومضمون جديد لخداع المتابعين.
الجماعة تدرك تماما أن الشعب المصرى لفظها بلا رجعة ولن يقبلها مرة أخرى، ورسائل المصريين في هذا الاتجاه كانت واضحة، سواء رفضهم التام لأى حديث عن المصالحة، بل مجرد إعلان هذه الكلمة يمثل بالنسبة للمصريين حالة غضب شديدة، كما كان موقف المصريين من بعض الأسماء الإخوانية التى شملتها قرارات الرفع من قوائم الإرهاب لأسباب قانونية أكبر دليل على الرفض الشعبى للإخوان، وهذا ما تدركه جيدا الجماعة، ولهذا فهم يلجأون إلى صورة جديدة «إخوانى مودرن» عملية تغيير جلد مخططة، يقوم بها شباب إخوانى من الخارج بدل اللحية الإخوانية قصات على الموضة، وبدل الحديث عن الدين وحسن البنا يتحدثون عن العلاقات والصداقات ويطلقون حملات بحجة التوعية ودعم الشباب، ومن خلال هذه الحملات الإلكترونية يتم اصطياد من يثبت استعداده للانضمام أو من يسهل تسييره والسيطرة عليه.
بعض هذه الحملات قد يبدو عاديا ويجذب الشباب، لأنها تدعو لما يبدو وكأنه تصرفات إيجابية لحماية المجتمع، تحت شعارات جذابة كأن يعلن عن حملة ضد البلطجة أو ضد الفساد لكن العناصر الإخوانية تتدخل لتوجيهها إلى أشخاص بعينهم وبعضهم ضباط شرطة أو أشخاص ضد الإخوان، ومن خلال هذه الحملات يتم اصطياد بعض العناصر من الشباب المتفاعلين معها للسيطرة عليهم بل وتكليفهم بمهام ضد الدولة، رهانا على أحد أمرين:
- إما أن ينجح المخطط ويتم التنفيذ بما يحقق أهداف الجماعة دون تعريض عناصرها للخطر.
- وإما أن يتم القبض على الشاب ووقتها لن تخسر الجماعة أي شيء لأنه لا ينتمى إليها.
هكذا تتعامل الجماعة الإرهابية الآن تبحث عن مخدوعين جدد للعودة من خلالهم ولتوريطهم في تنفيذ مخططاتها الإرهابية الخبيثة، إما أن ينجحوا فينسب العمل الإجرامى، وإما أن يفشلوا فلا علاقة لها بهم ولا خسارة عليها، هذا هو منهج الإخوان، لا أخلاق فيه ولا مبادئ، تدمير الشباب وتعريض حياتهم للخطر من أجل مصلحة قادتها، وقناعتهم إن من مات فهذا أجله ومن سقط في قبضة الأمن فهو نصيبه، ولا مانع أن يتبرأوا منه لو تطلب الأمر.
وسائل الاصطياد الإخوانية عديدة وتجيدها الجماعة الإرهابية مثل كل التنظيمات السرية فى العالم، فهي صنيعة الصهيونية وتسير على منهجها، تعرف كيف تصل إلى العناصر الجديدة في الخفاء وتجنيدهم وتعليمهم كل فنون الإرهاب المسلح والإلكتروني.
تعتقد الجماعة أن هذا هو باب العودة، وخلق حالة من عدم الاستقرار فى البلد، من خلال إثارة الشباب والبسطاء، وتحريضهم ضد الدولة سواء باستغلال الظروف الاقتصادية، أو بحجة قضية فلسطين التى تعتبرها الجماعة ورقة رابحة تستخدمها ضد الدولة المصرية من خلال تشويه موقفها وترويج أكاذيب عن مشاركتها في حصار أهل غزة، مظاهرة إخوان تل أبيب أمام السفارة المصرية كانت جزءا من مخطط الجماعة الذي نفذته عبر وسائلها الإعلامية وميليشياتها الإلكترونية للهجوم على مصر وتشويه موقفها من غزة بالإضافة إلى دعم الضغوط الإسرائيلية على القاهرة للقبول بمخطط التهجير، وفي الوقت نفسه لا تتوقف محاولات الجماعة لتنفيذ عمليات إرهابية بهدف إنهاء حالة الاستقرار التي تنعم بها مصر، ومحاولات حسم الإرهابية لتنفيذ عمليات كانت بتكليف مباشر من قيادة التنظيم بتركيا، والقبض على 4 خلايا للحركة في ضربات استباقية لن يمنعهم من محاولة تنفيذ أى عملية، ويقينا هناك خلايا تحاول أن تتحرك لتنفيذ تكليفات إرهابية، لكن يقظة الأمن قادرة على إفشال أي محاولات الجماعة تراهن على الإفلات بعملية واحدة بأى طريقة وبأى ثمن الدم عندهم لا قيمة له، لكن بعون الله لن يتحقق لهم هذا الهدف.
في المقابل يمارسون «الإرهاب الإلكتروني والفضائي»، قنواتهم ومنصاتهم لا تتوقف عن افتعال الأزمات وترويج الكذب وإظهار حالة من عدم الاستقرار في مصر، هم يدركون بالطبع أن أكاذيبهم مكشوفة مصريا لكنهم يراهنون على أن يحققوا هدفهم بإرهاب السائحين، والمستثمرين من القدوم إلى مصر، حملاتهم فى هذا الاتجاه ستزيد خلال الفترة القادمة خاصة مع قرب افتتاح المتحف الكبير، فهذا ما يستهدفونه، تدمير الدولة والقضاء على أى إنجاز، لو استطاعوا لفجروا كل المشرعات القومية ومؤسسات الدولة، واغتالوا كل الرموز السياسية والثقافية والأمنية ولا يخجلون من إعلان ذلك، لكن الدولة الحاسمة تتصدى لهم بقوة وتحبط كل مخططاتهم، أجهزة الدولة لا تنام وتتعامل باحترافية وفهم لتوقف شرهم، لكن الدولة وحدها لن تحقق كل المطلوب علينا كمجتمع الحذر، وأن ندرك حيل الإخوان الجديدة ووجوههم المتلونة وطرقهم الخادعة، وأنهم يستهدفون الدولة بكاملها، البشر والحجر، يريدونها مدمرة وكمتخصصين علينا واجب التنبيه للخطر وكشف وفضح كل المحاولات الإخوانية الخبيثة لاختراق المجتمع من جديد.
نحن ما زلنا في حرب مع الجماعة التي تحصل من رعاتها على ما يكفى لتمويل حروب لا تتوقف ضد مصر، وعلينا أن نكون على جاهزية دائما وفهم لطبيعة هذه الجماعة وعلى كل منابر صناعة الوعى أن تمارس دورها في صناعة اليقظة والوعى بهذه الجماعة ومخططاتها لأن المواطن يتعامل غالبا بحسن نيه، ولذلك فمن السهل خداعه، وإذا لم نظل على يقظة لخطر هذه الجماعة ورغبتها الانتقامية وعمالتها الواضحة واستعدادها لتنفيذ أي مخطط ضد مصر فلن نسلم من شرورها.