تناسى “مدرس” رسالته التعليمية وانساق وراء إدمان المخدرات، فكانت نهايته المأساوية على يد زوجته وبناته في جريمة حزينة دمرت الأسرة بأكملها.. ألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمات، وتم إخطار اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتولت النيابة التحقيق.
تفاصيل المأساة
وقعت الجريمة المروعة في مركز المراغة بمحافظة سوهاج، عندما اشتعلت الخلافات الأسرية بين سيدة وزوجها، “مربي الأجيال” الذي سقط في دوامة الإدمان بسبب مصادقته لرفاق السوء، ليهمل عمله ويعيش أسيرًا للمخدرات. أصبحت سيرته على كل لسان وجلب لأهله الفضيحة والعار بتهوره في عالم الضياع، دون مراعاة لحقوق “شريكة العمر” وبناته اللواتي أصبحن “على وش جواز”، ضاربًا بكل شيء عرض الحائط. كانت وسيلته في التفاهم معهن هي الضرب والإهانة، رافضًا تحمل أي مسؤولية.
أحزان لا تنتهي
تحملت الزوجة حياتها المأساوية كثيرًا لعدة سنوات، أملًا في أن يتحسن حاله ويوفي بوعوده الكاذبة بالتوبة من أجل حياة آمنة ومستقرة وحفاظًا على سمعة الأسرة، لكن دون جدوى. ازدادت الأمور تعقيدًا بمرور الوقت، وعاشوا في مرارة وأحزان وهموم لا تنتهي ليلًا ونهارًا، بعدما أصبح أسيرًا لجرعات المخدرات التي أذهبت عقله، ليعيش في غيبوبة “كالمساطيل”. لم تكن تصرفاته المتهورة كافية، بل امتدت يده لبيع أثاث المنزل وكل شيء لتوفير ثمن المخدرات القاتلة، والويل لمن يعترض طريقه.
ضرب حتى الموت
هكذا مرت الحياة وظلت الزوجة في صراع لا ينتهي مع رب الأسرة “الجاحد” الذي فشل الجميع في تقويمه، إلى أن فقدت الزوجة أخيرًا أعصابها واتزانها، لتنهال عليه بالضرب، بعدما فاض بها الكيل، بمساعدة بناتها وهن في حالة هياج وغضب، حيث قيدوا من يُفترض فيه القدوة الحسنة وتعدوا عليه بالضرب حتى سقط جثة هامدة، ليرحل من شروره وجبروته الذي استمر لسنوات، وتصبحن أخيرًا في “ورطة” وتهديد لمستقبلهن بالسجن ما تبقى من العمر.
فحص وتحري
فور وقوع الحادث واكتشاف الجريمة، تم إبلاغ مركز الشرطة، وانتقل رجال المباحث، وتبين بعد التحري أن المجني عليه “مدرس” للمرحلة الابتدائية في العقد الخامس من العمر، وأن وراء الحادث المأساوي زوجته وأولاده الذين ضاقوا ذرعًا من تصرفاته لإدمانه ومشكلاته التي لا تنتهي. وبعد الانتهاء من الفحص والمعاينة للجثمان الذي عُثر عليه مكبلًا وبه آثار تعذيب وضرب، تم نقله بسيارة الإسعاف إلى ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة.
حبس الجناة
تم القبض على الزوجة وبناتها، واعترفن بتفاصيل الحادث وهن في حالة انهيار شديد، بعد سماع أقوالهن التي تابعها اللواء حسن عبد العزيز، مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج، لتحديد دور كل منهن في الجريمة التي دمرت حياتهن. حُرر محضر بالواقعة وأُحلن إلى النيابة التي قررت حبسهن على ذمة التحقيق. كما أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن.