تطهير وسائل التواصل الاجتماعى ضرورة مجتمعية. وما قامت به وزارة الداخلية يصب فى مصلحة الجميع. المصريون لهم قيمهم التى يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها. وما حدث من تهييف وإسهال فى استخدام وسائل التواصل كان مفجعًا ومؤلمًا. بطبيعة الحال نحن مع حرية التعبير المسئولة، لكن ضد الإسفاف والتهييف. مصر دولة كبيرة على كل الأصعدة ومحاولة تقزيمها يجب أن تواجه بالحسم والحزم. فهؤلاء الذين ظنوا أنهم بتصرفاتهم الحمقاء يمكن أن تكون لهم مكانة واهمون، حتى وإن صدقهم السذج والبلهاء. مصر صاحبة التاريخ العريق أكبر من تصرفات غير مسئولة وهى أكبر من تزييف الوعي؛ فهى التى رسخت للعلم وصاحبة التاريخ العريق للترسيخ للقيم الأخلاقية وهى قبلة للحيارى عندما تضطرب العقول وتختل الموازين. التحية لرجال الداخلية على وقفتهم الشجاعة وحزمهم ضد التغريب والتغييب والتهييف، وهذا ما يجب أن يستمر لضبط إيقاع وسائل التواصل وتطهيرها من الهوي. الحرية يا سادة يجب أن تكون بحدودها المتعارف عليها، والتى تنتهى عندما يبدأ ضرر الآخرين. وقد تضرر الجميع من تصرفات غير سوية أدمنها البعض من باب تحقيق أرباح ومنافع زائلة على حساب قيمنا وأخلاقياتنا. موقف وزارة الداخلية يجب أن يقابل بمؤازرة مجتمعية واعية ونشطة حتى تحقق المبادرة أهدافها المنشودة؛ حفاظًا على شبابنا وبناتنا من هذه الموجة الإسفافية وثقافة التغريب التى لم نعهدها من قبل. السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته أمام طلاب الأكاديمية العسكرية قال: «إن مواقع التواصل الاجتماعى ليست شرًا فى حد ذاتها، وإنما يكمن الأثر فى كيفية استخدامها، وأنها أداة نافعة إذا أحسن توظيفها، لكن أن تستخدم لترويج الشائعات وهدم المعنويات وهدم القيم الراسخة للشعب، فهذا افتئات يصطدم مع السلوك القويم والفطرة السليمة، وهو ما يواجهه الشعب المصرى بوعى وإدراك متزايد». والمعنى أننا لسنا ضد وسائل التواصل، ولماذا لا تكون وسيلة للمنفعة التى تعود على الناس بالخير من خلال نشر ثقافة سوية وتبادل المعارف، لكن أن تكون وسيلة للتنافر، فلا وألف لا. ولو علم مخترع هذا الفضاء الإلكترونى أنه سيكون منصة للانحلال وهدم القيم، لفكر ألف مرة فى العودة إلى الزمن الماضي. ودعونا نصارح أنفسنا هل ما يحدث من إسفاف يتفق مع قيمنا؟ بالطبع لا، وأولى بنا أن نطهر ما نراه غثًا ويخالف مجموع القيم التى تربينا عليها، وإلا فسنجنى جميعًا ثمار تراخينا وتخاذلنا. وعلى الله قصد السبيل. حفظ الله مصر وحفظ شعبها من كل مكروه وسوء.