مؤسسة «الحكماء» تؤكد :
إعاقة متعمدة من إسرائيل لدخول المساعدات إلى القطاع
يواصل الهلال الأحمر المصري، لليوم الـ 13 على التوالي، إطلاق قوافل «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، حيث دفع أمس، بعدد من شاحنات من المساعدات الغذائية والطبية فى اتجاه جنوب القطاع، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك فى إطار جهوده المتواصلة كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى غزة.
حملت القافلة الـ 13 من «زاد العزة»، نحو 3450 طناً من المساعدات الإغاثية العاجلة إلى غزة، والتى ضمت ما يزيد عن 3400 طن سلال غذائية ودقيق، إضافة إلى مستلزمات طبية متنوعة يحتاجها القطاع، ويأتى ذلك فى إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائى لأهالى القطاع.
وأن قافلة «زاد العزة.. من مصر إلى غزة»، التى أطلقها الهلال الأحمر المصــري، انطلقــت فى 27 يوليو، حاملة آلاف الأطنان من المساعدات التى تنوعت بين: سلاسل الإمداد الغذائية، دقيق، ألبان أطفال، مستلزمات طبية، أدوية علاجية، مستلزمات عناية شخصية، وأطنان من الوقود.
من ناحية اخرى وفى إطار الرد على حملات التشويه المستمرة التى تتعرض لها مصر بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة الذى يعانى من أسوأ أزمة إنسانية نتيجة حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ أكتوبر 2023، تأتى الحقائق واضحة يوما تلو الآخر لتخرس ألسنة المتآمرين والخونة.
أعربت مؤسسة «الحكماء» من أمام معبر رفح عن صدمتها وغضبها من الإعاقة المتعمدة التى تمارسها إسرائيل لمنع دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة، مما يتسبب فى التجويع الجماعي، كما رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء من أمام المعبر الجهود المصرية فى إدخال المساعدات إلى القطاع.
دعت عضوا مؤسسة «الحكماء»، مارى روبنسون وهيلين كلارك، فى ختام زيارتهما إلى مصر إلى ضرورة اتخاذ إجراءات دولية فورية وحاسمة لإنهاء أزمة الجوع والمجاعة فى قطاع غزة، مؤكدتين على أن ما شاهدتاه وسمعتاه خلال الأيام الأربعة الماضية يرقى إلى مستوى الكارثة الإنسانية التى تتطلب تحركاً لا يحتمل التأخير.
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقدته عضوا المؤسسة بالقاهرة، بعد زيارة شملت لقاءات رفيعة المستوى وزيارة ميدانية إلى مدينة العريش للاطلاع على الأوضاع عن كثب عند معبر رفح، حيث أعربتا عن صدمتهما وغضبهما من الإعاقة المتعمدة التى تمارسها إسرائيل لمنع دخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى غزة، مما يتسبب فى التجويع الجماعي، كما وجهتا اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية فى القطاع، مطالبتين المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ما وصفتاه بـ»الجرائم الفظيعة».
وقالت هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة: «ما رأيناه وسمعناه خلال زيارتنا يؤكد قناعتنا الشخصية بأن ما يحدث ليس مجرد مجاعة من صنع الإنسان، بل هو إبادة جماعية تتكشف فصولها .»
وأضافت: «لمسنا الجهود المصرية الحثيثة لتسهيل دخول المساعدات عبر معبر رفح، لكن حجم الاحتياجات يفوق بكثير ما يسمح بدخوله حالياً، يجب فتح جميع المعابر البرية بشكل كامل ودون عوائق لضمان تدفق المساعدات بالحجم والسرعة المطلوبين».
وأضافت كلارك أن لديهما أدلة على منع دخول الغذاء والدواء، وشهادات عن قتل مدنيين، بينهم أطفال، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، مشيرة إلى أن التدمير المتعمد للمرافق الصحية أدى إلى موت ما لا يقل عن 36 طفلاً جوعاً فى يوليو وحده دون أن يجدوا علاجاً لسوء التغذية الحاد الذى أصابهم.
من جانبها، اتهمت مارى روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، مؤكدة أن الاتفاقية، التى وضعت لمنع تكرار فظائع التاريخ، يتم انتهاكها قولاً وفعلاً من قبل إسرائيل فى غزة، وبصمت من دول قوية لا تحاسب القيادة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنه لم تدخل أى مواد إيواء إلى القطاع منذ مارس الماضي، بينما شاهدوا بأنفسهم كميات كبيرة من الخيام ومواد الإيواء المكدسة فى العريش، لم تدخل أى من هذه المواد إلى غزة، تاركة العائلات بلا حماية، كما تواجه 96 ٪ من الأسر انعداماً للأمن المائي.
ووجهت روبنسون رسالة مباشرة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مؤكدة أنه لديه النفوذ لإجبار إسرائيل على تغيير المسار، ويجب أن يستخدمه الآن.
فى الوقت نفسه، نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء سلسلة فيديوهات حصرية من أمام معبر رفح البرى بشمال سيناء، لعملية دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وانطلاق القافلة الـ 11 للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لإغاثة الشعب الفلسطيني، وجهود الدولة المصرية لدعم قطاع غزة.
قال اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، للمركز إن مصر لا تحتاج إلى حديث عن دورها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ودورها مقدَّر من جميع دول العالم، مشدداً على أن الشعب المصرى رد بقوة على هذه الحملات الممنهجة.
وأضاف اللواء مجاور أن مصر نجحت فى الأيام الأخيرة فى إدخال المساعدات بتنسيق وجهد سياسى مصري، موضحاً أن المساعدات تتدفق إلى قطاع غزة رغم العراقيل التى تضعها إسرائيل فى عمليات التفتيش وإعادة عدد كبير من الشاحنات المحملة بالمساعدات دون أسباب واضحة.
وشدد على أن دخول المساعدات بعد 7 أكتوبر 2023 كان باتفاق بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تحت رعاية مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، لكن دخول المساعدات الآن يتم بتنسيق مصرى مباشر، مؤكداً أن مصر لم تقف مكتوفة الأيدي، ولها كلمة يحترمها العالم باعتبارها القاسم المشترك فى أى مشكلة أمنية فى الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية.
وأشار مجاور إلى أن قطاع غزة يعانى من مجاعة وتجويع ممنهج، وهناك أشخاص كثيرون فقدوا حياتهم بسبب الجوع، ما دفع مصر لتكثيف جهودها لإدخال المساعدات، موضحاً أن مصر تجدد تأكيدها أيضاً على أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر لأنه تصفية للقضية الفلسطينية.
