بعد نحو عام من التحقيقات وجلسات المحاكمة، وموافقة فضيلة المفتي، قضت محكمة جنايات الجيزة بإعدام متهمين شنقًا، بعد إدانتهما بقتل الشاب عمرو جلال بسيوني، نجل سفير سابق، داخل مسكنه بأحد الكمبوندات الراقية بمدينة الشيخ زايد، وذلك لسرقة سيارته ومتعلقاته الشخصية. كما عاقبت المتهم الثالث بالسجن المشدد 10 سنوات، بعد تورطه في إخفاء الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه عقب ارتكاب الجريمة.
الجريمة البشعة
تم الكشف عن الجريمة ببلاغ لقسم شرطة أول الشيخ زايد، من السفير السابق، يفيد بمقتل نجله، الموظف بإحدى الشركات في الخارج، والعثور عليه ممزقًا بالطعنات وغارقًا في الدماء داخل المسكن الذي حضر للإقامة فيه وحيدًا لقضاء إجازة الصيف منذ شهر. وأنه فوجئ بالحادث بعد حضوره للاطمئنان عليه لعدم رده على الهاتف، مشيرًا إلى عدم وجود خلافات أو مشاكل مع أحد، ومؤكدًا في نبرات حزينة أنه كان طوال عمره ملتزمًا وفي حاله دومًا، ولم يتوقع نهايته بهذه الطريقة المأساوية.
قتل وسرقة
بعد الفحص والتحري وخلال ساعات من عملية البحث وسماع الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة، تمكن فريق البحث الجنائي الذي قاده اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بإشراف اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام، من تحديد مرتكبي الجريمة وضبطهما. حيث تبين أنهما “يوسف ومارك”، طالبان من جيرانه بنفس الحي الراقي الذي يقيم به الضحية، وتربطه بأحدهما علاقة صداقة. وتم القبض عليهما بعد هروبهما لمحافظة البحيرة والاختباء لدى أحد الأصدقاء هناك، وأرشدا عن شريكهما الثالث “السايس”، الذي قام ببيع المسروقات، وتم ضبطه أيضًا.
تخطيط شيطاني
كشفت التحقيقات أن المتهمين خططا لارتكاب الجريمة في لحظة تهور شيطانية بهدف السرقة، بعد تأكدهما من إقامة المجني عليه وحيدًا. وأنهما تسللا إلى المسكن من سطح العقار المجاور، وقفزا إلى الداخل من الشرفة أثناء نومه ليلًا، ليسرعا في البداية بالتعدي عليه بـ”صاعق كهربائي” لشل حركته، ثم انهالا عليه بعدها طعنًا بسكين كان بحوزتهما و”خنجر” خاص بالمجني عليه، دون رحمة لتوسلاته ودموعه، حتى انتهت حياته ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال دون أن تهتز مشاعرهما، ظنًا منهما عدم افتضاح أمرهما.
اعترافات الجناة
بعدها، استولى المتهمان على متعلقات المجني عليه، ومنها هاتفه المحمول، وسيارته الحديثة، ثم فرا هاربين بعد أن تخلصا من السكين والخنجر المستخدمين في الجريمة، خوفًا من ضبطهما. واعترفا أمام رجال المباحث بدور كل منهما، وأرشد أحدهما عن “سايس” شاب بالمنطقة باع له الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه بعد أن روى له القصة وطلب مساعدته في التخلص من الجثة وآثار الجريمة، لكن القدر لم يمهلهما وانكشف المستور ليدفعا الثمن. وتمكن فريق البحث من ضبط المتهم الثالث وبحوزته الهاتف، كما عثر على السيارة المسروقة مخبأة بجراج داخل مركز تجاري شهير بدائرة القسم. وتحرر محضر بالواقعة وأحيلوا للنيابة التي قررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لهم في الميعاد لحين إحالتهم لمحكمة الجنايات التي أصدرت حكمها السابق.









