كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية عن جريمة تشكيل عصابي يضم مجموعة من “معدومي الضمير”، تخصصوا في استغلال أطفال الشوارع والهاربين من أسرهم في التسول بالميادين وإشارات المرور، باستخدام حيل وأساليب شيطانية لنهب حصيلتهم بالإكراه مقابل إيوائهم. تم القبض على المتهمين وبحوزتهم عدد من الضحايا، وإعادتهم إلى ذويهم لإنقاذهم من الضياع، وتحرر محضر بالواقعة.
تفاصيل الجريمة المؤسفة
كُشِفَت الجريمة بمعلومات سرية وردت لرجال الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بقطاع الشرطة المتخصصة، تؤكد قيام أربعة عاطلين “لهم معلومات جنائية” باستغلال الأطفال الأحداث في أعمال التسول واستجداء المارة، والاستيلاء على أموالهم بالإكراه.
واتخذ المتهمون من أقسام شرطة “السلام أول والمطرية بالقاهرة”، و”إمبابة وبولاق الدكرور بالجيزة” مسرحًا لنشاطهم الإجرامي، معرضين حياة الأطفال للخطر والتشرد.
حماية الصغار وضبط الجناة

تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بمكافحة الجريمة بشتى صورها وحماية هؤلاء الصغار من الانزلاق في عالم الجريمة، تابع رجال المباحث تحركات المتهمين ورصدوا تصرفاتهم الإجرامية التي تتنافى مع قيم المجتمع.
وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام، تم تحديد أماكن تواجد الجناة وأوكارهم، والقبض عليهم في أحد الأكمنة. ضُبِط بحوزتهم ثلاثة أسلحة بيضاء، وبصحبتهم ثمانية أطفال أحداث كانوا في حالة فزع وانهيار.
اعترافات صادمة وتسول بالإكراه

روى الأطفال قصصهم بدموع، موضحين كيفية استدراج المتهمين لهم، ورحلة العذاب التي عاشوها، وطريقة تعاملهم العنيف معهم بلا رحمة لإجبارهم على التسول.
وأكدوا أن المتهمين أجبروهم على أعمال التسول، وحددوا لكل منهم مكانًا لجمع المال من المارة بعد استعطافهم، والعودة إليهم في نهاية اليوم لتسليم الحصيلة أو التعرض للإيذاء والتعذيب البدني. وبمواجهة أفراد العصابة، اعترفوا بتفاصيل الجريمة ودور كل منهم مع الضحايا الذين كانوا يستجيبون لأوامرهم.
إنقاذ الضحايا وإيداعهم دور الرعاية
بعد الفحص والتحري، توصل الضباط إلى أسر الضحايا المجني عليهم، وسلموهم لذويهم بعد أخذ التعهد اللازم بحسن رعايتهم. وتم التنسيق مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإيداع من تعذر الوصول إلى أهليته في إحدى دور الرعاية. وجارٍ استكمال مناقشة المتهمين لبيان ما ارتكبوه من جرائم مماثلة، وإحالتهم إلى النيابة التي تولت التحقيق.