السياسة الأحادية غير المسئولة من الجانب الإثيوبى تمثل تهديدًا وجوديًا لدولتى المصب
«القاهرة» لم تتوقف لحظة عن جهود الوساطة لإنفاذ المساعدات إلى غزة برًا وجوًا
أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أن مصر مستعدة لاتخاذ أى إجراءات طبقاً للقانون الدولى للدفاع عن مصالحها المائية والحفاظ على مقدرات شعبها.
أشار فى مؤتمر صحفى مشترك عقده أمس ووزير خارجية كوت ديفوار ليون كاكو أدوم بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة دون حصول الشعب الفلسطينى على حقه الكامل فى إقامة دولته المستقلة.
قال الدكتور بدر عبدالعاطى إن العلاقات بين مصر وكوت ديفوار تشهد تطورًا كبيرًا مند زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة إلى أبيدجان.
أشار عبدالعاطى إلى أن المباحثات التى تأتى فى إطار الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين، والتى تعقد لأول مرة على المستوى الوزارى بعد ترفيع العلاقات، تناولت أوجه التعاون بين البلدين».
أشار إلى أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تنفيذ توجيهات الرئيسين السيسى وواتارا لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، معلنًا اعتزامه القيام بزيارة إلى كوت ديفوار، حيث سيرافقه وفد من رجال الأعمال المصريين.
أشار وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى إلى الزيارة الناجحة لوفد من اتحاد الصناعات إلى أبيدجان والتى سبقها زيارة وفد اقتصادى مصرى إلى كوت ديفوار فى أكتوبر الماضي.
أضاف أنه يعتزم زيارة أبيدجان خلال الأشهر المقبلة، حيث سيرافقه وفد من القطاع الخاص؛ لعقد الجولة الرابعة من المشاورات السياسية بين البلدين والعمل على مزيد من تعميق العلاقات الاقتصادية.
قال «إن المباحثات تركزت على التعاون فى قطاعات الزراعة والثروة السمكية والاستزراع السمكى والبنية التحتية، خاصة وأن هناك شركات مصرية تعمل بنشاط فى كوت ديفوار وخاصة فى قطاع التعدين والطرق والبنية التحتية وتوطن صناعة الدواء».
تابع: «أنه تم الاتفاق على التوسع فى البرامج الخاصة بالتدريب المهنى والتعاون الفنى، حيث تم التأكيد على استعداد مصر الكامل لتلبية الاحتياجات كوت ديفوار بمجالات التدريب وبناء القدرات».
أوضح أنه تم الحديث أيضًا عن التعاون بمجال مكافحة الإرهاب، مهنئًا كوت ديفوار على ما حققته فى مجال مكافحة الإرهاب.
أعرب الوزير عن استعداد الأزهر الشريف ووزارتى الدفاع والداخلية فى التوسع ببرامج التدريب للأشقاء فى كوت ديفوار، لافتًا إلى أنه تم الحديث كذلك عن تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية والعمل المشترك بين البلدين لإزالة كافة العقبات.
أعلن وزير الخارجية أنه جرى أمس التوقيع على اتفاقيتين، الأولى تتعلق بإعفاء جوازات السفر الدبلوماسية والمهمة بين البلدين، والثانية على بيان مشترك خاص بهذه الزيارة ويتضمن ترفيع مستوى المشاورات إلى المشاورات السياسية.
لفت إلى أنه ناقش ونظيره الإيفوارى الأوضاع بمنطقة الساحل الإفريقى والغرب الإفريقى، حيث أحاط نظيره الإيفوارى بنتائج جولته الأخيرة فى إفريقيا.
قال الدكتور بدر عبدالعاطى «إنه ناقش مع نظيره الإيفوارى الوضع الكارثى فى قطاع غزة وسياسة الإبادة والتجويع التى تنتهجها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل، والانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان وقواعد القانون الدولى، وفشل المجتمع الدولى فى وقف عملية الإبادة الجماعية، والرفض المصرى الكامل لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية».
أضاف «أن نظيره الإيفوارى أعرب عن تقديره للدور المصرى المحورى سواء فيما يخص إنفاذ المساعدات أو جهود الوساطة التى تقوم بها مصر مع قطر والولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة».
تابع «أن مصر لم تتوقف للحظة سواء فى جهود الوساطة أو إنفاذ المساعدات برًا وجوًا سواء من خلال منفذ رفح المفتوح دائمًا أو من كرم أبو سالم، ولكن هناك قيود تعترضنا وهى القيود التى تفرضها إسرائيل خاصة فى ظل سيطرتها العسكرية واحتلالها للجانب الفلسطينى من الحدود».
أوضح عبدالعاطى أنه تم خلال المباحثات أيضًا تبادل الرؤى حول أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة دون حصول الشعب الفلسطينى على حقه الكامل فى إقامة دولته المستقلة، وأيضًا الأوضاع فى السودان وضرورة وقف إطلاق النار ودفع العملية السياسية الشاملة، وكذا الشواغل المائية المصرية والتهديد الوجودى لمصر نتيجة للسياسات الأحادية غير المسئولة من الجانب الإثيوبى، منوهًا بأنه تم أيضًا تناول قضية أمن الملاحة فى البحر الأحمر والأوضاع بمنطقة البحيرات العظمي.
من جانبه قال وزير خارجية كوت ديفوار «إن مصر تمثل نموذجًا لدولة كبيرة تدعو للسلام، فهى حققت إنجازات هائلة بمجالات التنمية الاقتصادية، كما أنها محور التاريخ، حيث خرج منها العديد من العلماء».
تابع «أن مصر بلد الفراعنة وأهرامات الجيزة وقريبًا سيتم افتتاح المتحف الكبير، ونسعد بزيارته، وإننا على يقين من حضور الرئيس الحسن واتارا لافتتاح المتحف الكبير».
أوضح أن هناك انتخابات ستعقد فى كوت ديفوار أكتوبر القادم، وأننا على يقين من فوز الرئيس الحسن واتارا بها، حيث تحققت إنجازات كثيرة فى مختلف الميادين فى ظل رئاسته الحالية للبلاد.
أعرب عن فخره بالعلاقات الثنائية بين مصر وكوت ديفوار فى عهد الرئيس السيسى، لافتا إلى أنه شاهد منذ وصوله إلى مصر الكثير من الإنجازات والمشروعات التى تحققت فى عهد الرئيس السيسى.
وأشاد وزير الخارجية الإيفوارى بالمباحثات التى أجراها مع نظيره المصرى، حيث تمت فى أجواء ودية بما يعكس الرغبة المشتركة فى تعزيز التعاون، مؤكدا وجود تطابق بوجهات النظر، بجانب التفاهم فيما يتعلق بالقضايا المختلفة والحلول الممكنة لنعيش فى كوكب يتحقق فيه السلام والتنمية.
أضاف «أنه يمكننا أن نحقق التكامل فيما بيننا، وأن نمثل نموذجًا يحتذى به فى إفريقيا».
وقد وقع الدكتور بدر عبد العاطى، ووزير خارجية كوت ديفوار ليون كاكو أدوم، خلال الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين أمس على البيان المشترك الصادر عن الجانبين.
وأكد الجانبان أهمية بحث إمكانية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وترفيعها إلى مستوى الشراكة الشاملة، بما يتوافق مع توجيهات القيادة السياسية لكلا البلدين.
أوضح البيان أن الجانبين استعرضا فُرص التعاون المُختلفة بين البلدين فى مُختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، فضلًا عن بحث أوجه التعاون القائمة فى عدد من المجالات الحيوية للبلدين مثل الثروة الحيوانية والسمكية وتربية الأحياء المائية، والبنية التحتية، والتعدين، والزراعة، والصحة، والنقل، والتعليم وبناء القُدرات، والخدمات الجوية.
وأعادت مصر التأكيد على استعدادها تقديم الدعم للجانب الإيفوارى فى مشروع إنشاء معهد إيفوارى للدراسات الدبلوماسية.
أعاد الجانب الإيفوارى التأكيد على تأييد ترشح الدكتور خالد العنانى لمنصب مُدير عام اليونسكو. كما أكَّدت مصر على تأييدها للمُرشح الإيفوارى لمنصب نائب المدير العام للمكتب الدولى للاتحاد البريدى العالمي.
وخلال مباحثات الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين البلدين أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى، على ما توليه مصر من اهتمام بالغ لتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الساحل وغرب إفريقيا، بالنظر لتداعيات عدم الاستقرار فى المنطقة على دول الإقليم، وتأثيرها على الأمن القومى المصري.
شدد الوزير عبد العاطى على استعداد مصر لدعم الجانب الإيفوارى فى تأسيس معهد للدراسات الدبلوماسية، وتكثيف التعاون والتنسيق لدعم قدرات دول منطقة غرب إفريقيا فى مكافحة الإرهاب اتساقاً مع رؤية مصر للنهج المتكامل فى التصدى للإرهاب أمنيا وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، مشيرا إلى امتلاك مصر لخبرات ممتدة والأدوات اللازمة لذلك سواء من خلال توفير برامج للتدريب الميدانى للقوات المسلحة والشرطة، وإيفاد بعثات من الأزهر الشريف، وتنفيذ برامج لدعم السلم والتنمية من خلال مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
كما تم تناول تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقى والبحر الأحمر وسبل إرساء السلم والأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية.
من جانبه، أشاد وزير الخارجية الإيفوارى بالدور المصرى المحورى فى دعم وبناء قدرات دول منطقة غرب إفريقيا والساحل، وكذلك جهود مصر الحثيثة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار فى قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني.
