متغيرات كثيرة متسارعة تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ أحداث ما يسمى بطوفان الأقصى فى أكتوبر 2023.. وهذا العدوان الإسرائيلى الظالم على قطاع غزة والشعب الفلسطينى الصامد على أرضه، رغم مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية الذى تسعى إليه حكومة نتنياهو بكل صلف وغرور وغطرسة دون أدنى اهتمام بالعواقب الوخيمة التى يمكن أن يتعرض لها الكيان الصهيونى نتيجة هذا الاندفاع السياسى والعسكرى الذى يلقى معارضة حتى من بعض الداخل الإسرائيلى الذى يدرك العقلاء منهم أن التطورات السياسية التى أعادت دفة الحكم فى إسرائيل إلى اليمين المتطرف الذى يحرك الدولة الإسرائيلية نحو نصوص توراتية محرفة وتحويلها إلى واقع يسوده التجاوزات سواء فى القدس أو غيره يمكن أن يطيح بكل ما حققته الدولة الإسرائيلية من مكتسبات على أرض منتزعة من أصحابها الذين لن يستسلموا أو يرضخوا لهذا الاحتلال الذى سيكون مصيره شأن كل عدوان على أى شعب تعرض لهذا الظلم ونجح بمقاومته وكفاحه وصموده فى نيل حريته واستقلاله كما يشهد بذلك كفاح الشعوب على مر التاريخ والأزمان.
وفى الحقيقة لقد جاءت رسائل الرئيس السيسى لدى لقائه بطلاب الأكاديمية العسكرية والمشهد بكل تفاصيله معبراً عن الموقف المصرى الواضح والحاسم إزاء تلك التطورات غير الإيجابية التى صنعها الجانب الإسرائيلى منذ بداية الأزمة وتصاعد وتيرة الحرب واخراجها من مسمياتها لردع حركة حماس وتحرير الرهائن وتحويلها إلى حرب إبادة وحصار وتشريد وتجويع للشعب الفلسطينى بهدف ترسيخ الاحتلال الإسرائيلى غير الشرعى للأراضى الفلسطينية ومواصلة حرب الإبادة فى غزة والقضاء على كافة مقومات حياة الشعب الفلسطينى وتصفية القضية الفلسطينية فى انتهاك صارخ ومرفوض للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.
>>>
وكذلك جاء بيان وزارة الخارجية مديناً بأشد العبارات قرار المجلس الوزارى الإسرائيلى بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل بهدف ترسيخ الاحتلال.. ودعوته المجتمع الدولى ومجلس الأمن وجميع الأطراف المعنية إلى الاضطلاع بمسئولياتهم والتحرك العاجل لوقف سياسة العربدة وغطرسة القوة التى تنتهجها إسرائيل إلى أمر واقع بالقوة وتقويض فرص تحقيق السلام والقضاء على آفاق حل الدولتين.. ولكن من المهم فى الأمر أن نذكر أن الموقف المصرى الرسمى يواكب موقفاً لوجستياً على الأرض فى مساندة الأشقاء فى غزة ومساعدتهم على الصمود على أرضهم والتمسك بها وذلك من خلال جهودها المتواصلة منذ بداية الأزمة وحتى الآن فى ادخال المساعدات وإغاثة أهل غزة عبر مئات الشاحنات التى دخلت مؤخراً محملة بالأدوية والمواد الغذائية فى الوقت الذى تبذل فيه مصر جهودها لوقف إطلاق النار ودعم حقوق الشعب الفلسطينى ومساندة قضيته العادلة وحقه فى اقامة دولته رغم تعقيدات المشهد الإقليمى والدولى.
أما أعظم ما فى هذا المشهد ورسائل الرئيس الواضحة والقوية هو الجبهة الداخلية المصرية التى قوامها الأمن والاستقرار والوقوف على قلب رجل واحد تجاه سياسة مصر المعلنة الشريفة التى لم تتغير منذ بداية الأزمة رغم كل الضغوطات وأيضاً الإجراءات التى مورست لكى تغير من موقفها الثابت القائم على الحق والعدل.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التى ألقت بظلالها على حياة المصريين والتى حاول الأعداء والخونة استغلالها لتحريك المصريين لتنفيذ أحلام تلك الجماعة المتأسلمة المتحالفة مع المخطط الصهيو- أمريكى.. فإن هذا الأمر لم يزدهم إلا عناداً وصموداً بل ورغبة على المجابهة والتصدى لأى تصرف أحمق من جانب الكيان الإسرائيلى إذا ما فكر- مجرد تفكير- للتحرك صوب حدود مصر.. وقد جاءت تصريحات محافظ شمال سيناء القوية والحاسمة فى هذا الأمر على هوى ومزاج المصريين الذى أخرج من داخلهم ميراثاً عظيماً من الذود عن أرضهم ووطنهم عبر كل الحروب التى خاضوها وحتى نصر أكتوبر 73 الذى كسر أنوف الصلف والغرور التى عادت من جديد.. والتى لن يتردد المصريون فى كسرها مرة أخرى إذا ما تطورت الأمور لذلك.
ولكن تبقى مصر العروبة.. المساندة للحق دوماً.. تسعى للسلام وتعمل من أجله.. إلا إذا ما أراد الآخر غير ذلك..!!
