تقترب مصر من محطة مهمة فى مسيرتها السياسية، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة . هذه الانتخابات ليست مجرد استحقاق دستورى روتينى، بل هى فرصة حقيقية لإعادة تشكيل مجلس النواب، وتعزيز مشاركة الشعب فى صنع القرار السياسى، وتحقيق آمال واسعة فى تحقيق تطلعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لكن مع ذلك، فإن هذه الانتخابات تأتى وسط تحديات كبيرة تواجه العملية الانتخابية، وهو ما يستوجب نقاشًا موضوعيًا حول مدى قدرة هذه الانتخابات على تحقيق المستقبل المنشود.
أولاً، من أبرز التحديات التى تواجه الانتخابات البرلمانية فى مصر هى قضية الشفافية والعدالة فى العملية الانتخابية. فالانتخابات الناجحة تتطلب توفير بيئة سياسية حرة تتيح لجميع المرشحين فرصة متساوية للتنافس.
ثانيًا، قضية المشاركة الشعبية تشكل تحديًا حقيقيًا. ففى ظل انشغالات المواطنين اليومية، والتحديات الاقتصادية التى تواجه البلاد، قد ينخفض حماس البعض للمشاركة الفاعلة فى الانتخابات، خاصة الشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان مصر. ومن هنا، تأتى أهمية الحملات التوعوية المستمرة لتشجيع المواطنين على الإدلاء بأصواتهم والتأكيد على أن مشاركتهم تمثل صوتهم فى البرلمان، وأنها أداة أساسية للمساهمة فى بناء مستقبل أفضل.
ثالثًا، التنافس السياسى بين الأحزاب والقوى المختلفة يظل عاملًا مؤثرًا فى شكل الانتخابات. ومع وجود أحزاب جديدة وتحالفات مختلفة، هناك توقعات بأن تشهد الانتخابات تنافسًا محتدمًا يسهم فى تنوع التمثيل البرلمانى، وهذا بدوره يمكن أن يعزز جودة التشريع ويخدم المصلحة العامة. لكن فى الوقت ذاته، يتطلب هذا التنافس الالتزام بالقواعد الديمقراطية واحترام المنافسين، حتى لا تتحول الانتخابات إلى ساحة للصراعات الحادة التى تضر بالعملية السياسية.
رابعًا، لا يمكن تجاهل دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى فى تشكيل الرأى العام خلال الانتخابات. فالإعلام الحر والموضوعى يساهم فى توعية الناخبين بمواقف المرشحين وبرامجهمة.. أما على الجانب الإيجابى، فإن الآمال المعقودة على هذه الانتخابات كبيرة. إذ يتطلع المواطنون إلى مجلس نواب قادر على تمثيلهم بصدق، وصياغة تشريعات تدعم التنمية الاقتصادية، وتحسن الخدمات الاجتماعية، وتعزز حقوق الإنسان والحريات العامة. كما يأمل الشباب تحديدًا فى أن تشكل هذه الانتخابات منصة لإشراكهم بشكل أوسع فى الحياة السياسية، بما يعكس طموحاتهم وأفكارهم المتجددة.
علاوة على ذلك، فإن الانتخابات تعد فرصة لتعزيز الاستقرار السياسى، وهو عامل ضرورى لجذب الاستثمارات وتنمية الاقتصاد. فوجود برلمان فعّال ومتوازن يعزز من قدرة الدولة على اتخاذ قرارات حاسمة تدعم مسيرة الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى التى تشهدها مصر حاليًا.
فى النهاية، يمكن القول إن الانتخابات البرلمانية المصرية لعام 2025 تمثل نقطة محورية فى المسار السياسى للبلاد. التحديات الموجودة تستوجب وعيًا ومشاركة فعالة من الجميع.