لا أحد ينكر أن الأوضاع الاقتصادية باتت معادلة صعبة فى كل بيت مصرى وهو الأمر الذى يمتد للعديد من الدول العربية منها والأجنبية بسبب الأوضاع والتداعيات التى يشهدها العالم على مدار سنوات ومازالت آثارها ممتدة حتى الآن وأمام هذه الظروف يأتى تفكير البعض خارج الحيز الضيق أو المسار الطبيعى لاستلهام واستحضار أفكار من شأنها تحسين الظروف.
ومع الأزمات تأتى مجموعة من الأفكار بمثابة طوق النجاة للخروج من عنق الزجاجة مثل الاعتماد على الإنتاج المحلى ومحاولة تحقيق الإكتفاء الذاتى فى محاولة لسد العجز فى ميزان المدفوعات بجانب تنشيط مصادر النقد الأجنبى لإنعاش الاقتصاد وتجاوز الأزمات الاقتصادية من قبل الحكومات والدول.
وعلى مستوى الأفراد فإن الأوضاع تكون أكثر صعوبة بسبب سياسة التقشف التى يلجأ لها القطاع الخاص بصفة عامة والعام بشكل محدود وهو ما يتسبب فى الاستغناء عن نسبة كبيرة من العمالة إلى جانب خفض أجور البعض فى الوقت الذى قد تؤدى الأزمات الاقتصادية إلى غلق تمام لبعض المنشآت بعد تحقيقها لخسائر يصعب معها الاستمرار.
وفى ظل التداعيات الاقتصادية يظهر ما يسمى باقتصاد الأزمات حيث يلجأ البعض لممارسة أنشطة احترافية من شأنها تعويض الخسائر المادية التى لحقت بهم وهو الأمر الذى يتجاوز الأزمات الاقتصادية ويمتد إلى الأمور الإنسانية حيث يتخذ البعض من هذه الأنشطة وسيلة لتجاوز صعاب الحياة بشكل عام.
مصطلح اقتصاد الأزمات نجح فى تقديم مجموعة من النماذج النسائية هن أبطال الحياة اللاتى يجب أن نحتفى بهن ونكرمهن لصبرهن على الابتلاء ونجاحهن فى تقديم نموذج ملهم فى تجاوز الأزمات والشدائد فها هى مادلين جرجس إمرأة محبة للحياة لكن بلا سابقة إنذار أصيبت فى حادث إنقلاب سيارة أصابها بالعجز والبقاء على كرسى متحرك لكنها لم تستسلم وبدأت مشروعها لتصنيع عرائس الاميجرومى لترسم بهجة الحياة رغم قسوة القدر.
وليس أشد قسوة فى الحياة مما تعرضت له السيدة منى شبانة عندما فقدت ابنتها وقبل أن تتجاوز الصدمة كانت وفاة الابن بمرض نادر لتجعل من قطع القماش وسيلة للحياة وتبدأ مشروعها فى تصنيع المفروشات التى كانت سلاحها فى تجاوز الوجع مثلها مثل هاجر حامد التى ظنت فى الزواج بداية لطريق مفروش بالورود لكنها لم تلبس كثيراً حتى وجدت نفسها وسط رياح الحياة بصحبة ثلاثة من الأطفال بعد تجربة زواج مريرة فاتخذت من حبها للفنون طريقاً لتأسيس مشروع صغيرة يجنبها الحاجة للغير.
والحكايات لا تنتهى لنماذج واجهت من الصعاب الكثير والكثير لكنها نجحت فى تحويلهم المحن لمنح واستطاعت أن تغرد خارج السرب فلا تشكو حالك وكن بطلاً مثل مادلين ومنى وهاجر وأبدأ فى صياغة قصة نجاح بتفاصيل ملهمة بعيداً عن الوقوف فى دائرة الشــكوى من سوء الأوضاع وضيق الحال وغلاء المعيشة فكلها أمور لا تقارن بأحداث القصص الثلاث.