الأهلى اخطأ مرتين فى فترة زمنية قصيرة.. كل خطأ سيدفع ثمنه كثيراً لأنه يتعلق بصلب الفريق وأهدافه وطموحاته وعدم اتساق هذه الأخطاء بقدرات الفريق وإمكاناته.
هذا الكلام ليس مرتبطاً بالتعادل فى الأسبوع الأول لدورى هذا الموسم لكنه يجنح إلى الأفكار التى أراها دخيلة على البيت الأهلاوي.
فالخطأ الأول يتمثل فى التعاقد مع المدرب غير المناسب وفى التوقيت غير الصحيح حيث لا تشفع إمكانات المدرب الإسبانى ريبيرو لقيادة القلعة الحمراء ليس لضعف السيرة الذاتية له فقط بل لعدم تقديم أى بصمة حقيقية ظهرت على الفريق الأحمر منذ توليه المسئولية وربما الاستعجال فى إنهاء عقد السويسرى كولر كان وراء هذه السقطة الكبيرة التى ربما يعانى منها الفريق الأهلاوى هذا الموسم داخليا وخارجيا إن لم ينتفض اللاعبون ويحولون هذه الخسارة فى التعاقد مع مدرب متواضع المستوى وأفرغوا كل طاقاتهم وزيادة فى خوض المباريات.
الخطأ الثانى يتعلق بنشوة التعاقدات الكثيرة التى أجراها الفريق هذا الموسم والتى لا يحتاج الفريق إلى بعضها يقابلها الاستغناء عن بعض اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق للاستمرار معه بالفعل.
ولا أدرى كيف يسلك الأهلى الطريق الذى سلكه الزمالك فى الثمانينات وأكد فشلا ذريعا وهو ما يتعلق بفريق الأحلام..فالزمالك عندما استقطب النجوم من كل حدب وصوب وتصور مسؤولوه أنهم سيحققون كل البطولات راح يترنح فى الدورى ويعانى من دوار المسابقات المحلية حتى أكدت التجربة فشلها فقاموا بحل الفريق رويدا رويدا حتى انتهت أحلام اليقظة التى أصبحت كابوسا مؤرقا !!
يعود الأهلى بعد خمسة عقود تقريبا ليكرر تجربة الزمالك بدافع مشاركته فى مونديال الأندية والحلم الغريب الذى راود الجميع بأن الأهلى يستطيع الاقتراب من اللقب أو تحقيقه متجاهلا ارتفاع عدد الفرق ووجود فرق لديها من الخبرات والإمكانات ما هى أكثر منه فى مثل هذه البطولات وغيرها من المباريات العالمية.
فجمع الأهلى الشامى والمغربى من كل مكان ولعب على وتر الأسماء أكثر من المراكز التى يحتاجها الفريق وصادفه سوء حظ عاثر فى خروج وسام أبو على المهاجم الممتاز للإحتراف فى أمريكا وكاد يستغنى عن خدمات إليو دانج لولا إدراكهم لحاجته فى اللحظات الأخيرة !!
نسى مسؤولو الأهلى أن الملعب لا يستوعب فريقا كله نجوم لأن هناك عرقا لابد أن يسيل على المستطيل الأخضر لا يكترث به النجوم الذين يميلون إلى اللعب بطريق (التيك اواي) حيث يجهز لهم الوجبة على طبق من ذهب لأكلها .. وكرة القدم لا تعرف ذلك ولا تحبه.
وعالمياً تكررت التجربة مع فرق بحجم ريال مدريد الإسبانى و اليوفينتوس الإيطالى وخرجوا بخفى حنين من هذه التجربة واستوعبوا الدروس القاسية لفريق الأحلام الذى تحول إلى كابوس بعد أن انفرط عقد الفريق وبات يترنح بشكل عجيب.
إن كرة القدم لا تقدم جنونها من فراغ بل هو نتاج بواقعية حقيقية يستطيع إدراكها كل من يحلل الأمور والأسلوب العلمى بعيدا عن الهوى والعشوائية.
فالساحرة المستديرة تصاب بالجنون عندما يخوض فريق كبير مباراة حتى ولو كانت نهائية لإحدى البطولات ويلعب بتكبر واستهتار بالفريق المنافس فتصفعه بكل رضا دون ندم لأنها تعشق من يبذل الغالى والنفيس من أجلها وأجل الجماهير المسكينة التى تبكى عند الخسارة وتدفع كل ما لديها لمساندة فريقها.
فالأمر فى حقيقته ياسادة يكمن فى العطاء الحقيقى غير المبطن بمكاسب وشهرة غير حقيقية.
لذلك أتمنى أن يستوعب الأهلى هذا الدرس جيدا وتنظر إليه بعين الاعتبار كل الأندية والكرة المصرية بشكل عام حتى نستطيع قراءة أفكار الساحرة المستديرة واتخاذ الأسلوب العلمى منهجا لنا عند التعاقد مع المدربين واللاعبين وأيضا إدارة المنظومة.
والله من وراء القصد.