ست الدار.. أم الخير.. بهية.. خضرة أسماء عديدة اطلقت على المرأة الريفية منذ الزمن البعيد.. نساء فاعلات وزوجات مخلصات وأمهات وفيات.. يدعمن ويساندن المصرى الفلاح.. عاشق الأرض الطيبة.. وفاهم أسرارها وسبل التعامل معها.. يسهر لخدمتها يشقى وينتج ويغنى على نغمات الناى.. لحن الرضا والقناعة.. ويقطع بها الوقت للانتظار.. مراقباً وراعياً النبت منذ البذرة.. حتى الحصاد منظومة فاعلة.. طرفها الآخر ست البيت.. نسيج فريد فى الدعم والمساندة.. شراكة تقوى على مر الأيام والسنين.
ومع تعاقب الحضارات والابتكارات.. بقى الريف المصرى.. أساس الاقتصاد.. موفر الغذاء.. رمزاً للجمال والشهامة والبساطة والوفاء فاتحاً ذراعيه مرحباً بكل الأبناء الذين تركوه للمدينة والصحراء وعبروا البحار والمحيطات بحثاً عن الرزق والتعليم وفرص العمل فى أرض الله الواسعة.
بينما ظلت المرأة الريفية ست الدار السند المعين لرجلها.. شراكة لا تنفصم عراها.. جاهزة دائماً لواجبات إضافية.. تؤديها باتقان وبراعة إذا وجدت التوجيه السليم.
واليوم فى حوار موصول مع الأستاذ د. عمر الطنوبى الأستاذ الخبير بكلية زراعة الإسكندرية، ورائد العمل التطوعى فى الأنشطة الزراعية.. مستخدماً الأرقام والاحصائيات التى تحمل البشرى لما فيه خير الوطن الغالى، ومحور الأفكار يدور حول أنشطة اقتصادية مضافة.. استثماراً رشيداً لمحتويات ملف المخلفات العضوية وغير العضوية.. بعد نجاح ملحوظ فى التصدى لسحابة قش الأرز السوداء.. يحدثنا عن احصائيات الاستراتيجية الوطنية للقطاع الزراعى.. يؤكد استطاعة ست الدار الاسهام الملحوظ فى ضخ المزيد من اللحوم الحمراء والبيضاء على قاعدة الاستراتيجية الوطنية التى قدرت حجم المخلفات الزراعية بحوالى 72 مليون طن سنوياً.. غير مستثمر حالياً.. يلقى معظمها فى المجارى المائية ويفسدها.. والحل تشجيع الريفيات على تربية الماعز والأغنام فى صورة مشاريع صغيرة تساند الحالية مثل «القومى للبتلو» ويساهم فى سد الطلب المتزايد على اللحوم كما يؤدى لخفض أسعارها وفقاً لآليات السوق.
ويقدم د. عمر معادلة عن الانتاج المتوقع بمعدل 30 كيلو لحم صافى لكل منها فى عام.. وبما ان عدد الحائزين من الفلاحين حسب احصائيات وزارة الزراعة 7 ملايين.. يكون الناتج الاستثمارى بالملايين.. تضيف دخلاً للفلاح.. بعد تلبية احتياجات أسرته.. وتمتد الفكرة إلى تربية الأرانب والطيور تحت مظلة المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال وكلها أفكار ناجحة.. ذات عائد متوقع كبير.. وبالتأكيد فإنها ستكون محلاً لترحيب ست الدار.. أم الخير.