انتهى ماراثون الثانوية العامة وسط أفراح وأحزان ورضا أبنائنا الطلاب.. لكنها لن تكون نهاية المطاف إنما البداية لمن يرغب فى النجاح.
الوصول للقمة و المعيار الحقيقى لمستقبل باهر هو النجاح والاجتهاد فيما اختاره الله لك وليس مرتبطا بكلية أو مجال معين.
الثانوية العامة دائما ما تؤرق الاسرة المصرية كل عام.. وتنصب آمالهم فى كليات بعينها.. وكم من طالب يشعر بالاحباط عند عدم التحاقه بالكلية التى يرغب فيها.. وعليهم الا ينغمسوا فى الإحباط.. ولتعلموا انه بالاجتهاد والنجاح فى مجال تخصصكم وعملكم ستصلون الى القمة الحقيقية التى تحلمون بها.. وعليكم بغلق ملف الثانوية العامة وما ترتب عليها من نتائج وان تبدا طموحاتك من جديد فيما قدره الله لك واثبات نفسك.. وبالتأكيد اختيار الله هو الافضل.
فى الدول الأوروبية والمتقدمة لا ترتبط القمة بكليات محددة.. وإنما غالبا ما يكون بطلها التعليم الفنى.. وألمانيا على سبيل المثال تعتمد فى تنميتها وتقدمها الاقتصادى والصناعى على خريجى التعليــم الفنى.. بل تقوم الشركات الكبرى مثل الطاقة والسيارات وغيرها بإنشاء أكاديميات داخلها وتعتمد بشكل أساسى على التعليم العملى أكثر من النظرى.. ويعمل الطالب فى مرحلة مبكرة وتكون الدراسة النظرية مساعدا للعمل.
الثقافة الخاصة بالتعليم فى مصر فى حاجة ماسة للتطوير.. ولتبدأ من المسئولين عن التعليم الفنى أولاً من خلال دراسة التجارب فى الدول المتقدمة.. وتطوير التعليم الفنى والاهتمام به ليقدم خريجا يناسب سوق العمل فى مصر.
الأفكار الخاطئة التى أرهقت أبناءنا والاسرة المصرية.. ومنها عدم قدرة الطلاب على معرفة مهاراتهم وقدراتهم لأنهم يتبعون التقاليد حتى فى تحديد مستقبلهم وحياتهم المهنية .. مما تسبب فى تراجع أعداد الموهوبين.. فمن الممكن أن تجد بين الأطباء كاتبا عظيما دفنت كتاباته بين سطور عالم الطب أو أن تجد مبدعاً فى مجال ما دفنت ابداعاته مع أول مواجهة بينه وبين امتحان الهندسة.
فى أى مجال تستطيع ان تكونوا فى القمة ما دام متوافقاً مع ميولك ورغبتك.. ولنا فى العديد من التجارب.. فليس كل طبيب أو مهندس ناجحا.. وعلى الدولة تغيير السياسات والأفكار ومساعدة أبنائها على الإبداع وتنمية قدراتهم.