«مصر هبة النيل « العبارة الأشهر على مر التاريخ التى قالها هيرودوت..والتى ما زلنا نرددها جميعا حتى يومنا هذا..أتذكر هذه العبارة يوميا أثناء مرورى على كورنيش نيل القاهرة.. وكلما مررت فى منطقة وجدت فيها صفحة النيل الخالد مفتوحة أمام جميع المارين للاستمتاع بهذا النهر الخالد.. وأرى المراكب الشراعية..تقل المصريين والسائحين فى رحلات نيلية جميلة يستمتعون فيها بسحر وجمال النهر الخالد..و اشاهد أيضا المطاعم العائمة التى تتجول فى النهر بمئات السائحين والمصريين فى كل رحلة ليستمتعوا بتناول الغداء أو العشاء على ظهر هذه المطاعم العائمة.. ولا تغيب عن ذهنى وذاكرتى رحلات الفنادق العائمة التى كنت من سعداء الحظ عندما اتيحت لى الفرصة ان أستقلها بين الأقصر وأسوان.. أو تلك الرحلة النيلية التى استغرقت 11 يومياً قطعت فيها المسافة من القاهرة الى أسوان عبر أحد الفنادق العائمة.. توقفنا خلالها بكل المدن التى مررنا عليها.. وقمنا بزيارة المناطق الأثرية بهذه المدن.. رحلات لا يمكن أن تنسى.. وكلما تذكرتها ازداد اشتياقى لها من جديد.. وأتمنى ان اكررها وأستمتع بها مرة أخرى..
كل هذا واكثر اتذكره دائما عن استمتاعى بنهر النيل العظيم.. اضافة الى ذلك اننى من اعضاء احد النوادى التى لها فرع على كورنيش النيل.. وهو من أحب الاماكن المفضلة لدى.. ولكن لماذا اكتب عن النيل وان مصر هبة النيل..الاجابة ستكون لسببين..السبب الأول هو سعادتى بما تقوم الدولة بتنفيذه على كورنيش النيل..وهو مشروع ممشى أهل مصر..والذى يتم تنفيذه على مراحل.. تم افتتاح المرحلة الاولى منه منذ اكثر من عام..وهى المنطقة من امام ابراج اغاخان وصولا الى المنطقة امام مبنى وزارة الخارجية..وكذلك فى المنطقة المقابلة لها فى الزمالك..ومازالت مراحل المشروع مستمرة.. ويجرى الآن العمل فى المنطقة من امام مبنى التليفزيون المصرى وصولا الى منطقة جاردن سيتى.. وهذا المشروع بالطريقة التى تم بها خلق متنفس جديد للمصريين وزوار مصر للتنزه والاستمتاع بالنهر الخالد.. واضاف الكثير للقاهرة..واتمنى ان يستمر المشروع ليصل الى المعادى من ناحية..وان يصل الى شارع البحر الاعظم من الاتجاه الموازى..
أما السبب الثانى الذى اردت ان أتناوله اليوم.. فهو قيام العديد من النوادى المطلة على النيل باستبدال أسوارها التى لم يكن يتجاوز ارتفاعها مترا من خلال سور حديدى.. يستطيع من خلاله جميع المارة رؤية النيل العظيم والاستمتاع بجماله سواء ان كانوا مترجلين او داخل سياراتهم او اى وسيلة مواصلات.. بأسوار اسمنتية تحجب رؤية النهر العظيم وتشعرك كأنك تسير وبينك وبين النيل حائط عظيم لا يمكنك من رؤية جمال النيل والاستمتاع به..
ومن هنا أحببت أن أوجــه نداء لكل القائمــين على هذه النوادى بضــرورة العــودة لما كان عليه الوضــع من قبل.. وأن يسمحوا لنا بالاستمتاع بالنيل ولا يحرمونا من هذه المتعة التى وهبنا لنا الله سبحانه وتعالى.. اننى لست ضد اقامة نواد أو مطاعم على النهر الخالد.. ولكننى أتمنى ان نستمتع جميعا بالنيل.. من تسمح مقدرته المالية ان يكون أحد رواد هذه المطاعم أو النوادى.. أو من لم تسمح له ظروفه بهذه الفرصة..
اتمنى أن تعود صفحة النيل مفتوحة أمام جميع المارين.. ولا نجد أنفسنا قد حرمنا من الاستمتاع بنهرنا الخالد..
أعتقد أن ذكريات ملايين المصريين مرتبطة بنهر النيل من القاهرة الى أسوان..وإذا كانت الدولة حرصت على اقامة مشروع ممشى أهل مصر على نيل القاهرة.. لتتيح الفرصة للجميع للاستمتاع بنهرنا الخالد..فنتمنى من القائمين على ادارة هذه النوادى أن يعيدوا الشىء إلى أصله وأن يعود من جديد سور كورنيش النيل كما كان بارتفاع متر لا يحجب رؤية النيل..وتتاح لنا فرصة الاستمتاع بالنظر إليه.. وأن تختفى الأسوار الأسمنتية التى يتجاوز ارتفاع بعضها المترين..
وأتمنى أن تسلط الفضائيات المختلفة الأضواء على ممشى أهل مصر.. لإظهار هذا المشروع الضخم والجميل للشعب المصرى وضيوفنا من مختلف الجنسيات..وهو مشروع يضاف لمئات المشروعات التى عملت على تطوير وتجميل القاهرة الكبرى.. وتحيا مصر.