موانئ «ويبكو وسوميد وسونكر» لاعبون أساسيون.. كمراسى وأرصفة استقبال للمنتجات البترولية وشحنات الغاز المسال المستورد
< خطط لإنشاء وتوسيع مستودعات التخزين بالموانئ
< مجمعا «دمياط وإدكو» للإسالة.. دعامة أساسية لمشروع مصر القومى
تعزيز دور مصر كمركز إقليمى للطاقة أحد المحاور الاساسية فى استراتيجية عمل وزارة البترول والثروة المعدنية، لاسيما المحور السادس من هذه الاستراتيجية الطموحة. وتسعى الوزارة من خلال هذا التوجه إلى تعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى الفريد الذى تتمتع به مصر، إلى جانب ما تملكه من بنية تحتية متنوعة ومتقدمة فى قطاع الطاقة.
وتضم هذه البنية مجمعات إسالة وتصدير الغاز الطبيعى فى إدكو ودمياط على ساحل البحر المتوسط، وشبكات خطوط الأنابيب التى تربط كافة مناطق مصر ببعضها كشرايين حيوية لنقل الغاز والبترول الخام والمنتجات البترولية، بالإضافة إلى الموانئ البترولية على البحرين الأحمر والمتوسط وتضم من أبرزها ميناءى سوميد وسونكر بالعين السخنة ، وميناء الحمراء لشركة ويبكو بالعلمين ، ومستودعات التخزين ذات القدرات الكبيرة .
ولا يقتصر الأمر على البنية التحتية بل يمتد ليشمل استثمار علاقات التعاون الإقليمى والدولى خاصة مع دولة قبرص، بما يسهم فى دعم مكانة مصر كمركز محورى لتجارة وتداول الطاقة فى المنطقة.
فى خطوة ملموسة تعكس مكانة مصر كمركز اقليمى للطاقة، تم توقيع اتفاقين تاريخيين بين مصر وقبرص لنقل الغاز الطبيعى من حقلى «كورنوس» و»أفروديت» القبرصيين إلى مصر.
ويأتى هذا الاتفاق تتويجا لمباحثات مكثفة بين الجانبين قادها المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية ونظيره القبرصى جورج باباناستاسيو تحت مظلة إرادة سياسية قوية ودعم كامل من قيادة الدولتين للوصول الى هذا الاتفاق، ليعكس عمق العلاقات الإستراتيجية والرؤية المشتركة لتعظيم الاستفادة من موارد الغاز والبنية التحتية وتكمن أهمية هذا التعاون فى أن قبرص، رغم امتلاكها احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، إلا أن سوقها المحلى محدود ولا تملك بنية تحتية متكاملة لمعالجة الغاز أو نقله إلى الأسواق الاوروبية بينما تتمتع مصر ببنية تحتية متطورة تضم مجمعات إسالة للغاز وتصديره فى ادكو ودمياط مؤهلة لاستقبال الغاز وإعادة تصديره للأسواق الأوروبية مسالا بعد استقباله فى مجمعات اسالة وتصدير الغاز المسال فى مصر بالبحر المتوسط ، او من الممكن امداد الصناعة بجزء منه لتعظيم القيمة الاقتصادية من الغاز الطبيعى وتحويله الى منتجات نهائية ذات قيمة اقتصادية عالية.
ويتيح الاتفاق الجديد للشركات العالمية العاملة فى حقول الغاز ضخ استثمارات اكبر فى كلا البلدين ، فى ظل منظومة متكاملة تضمن تعظيم العائد الاقتصادى لجميع الأطراف، كما يدعم الجهود المصرية لتعزيز دورها كمركز إقليمى لتجارة وتداول الطاقة فى المنطقة.
ومن المقرر أن تبدأ مصر فى استقبال امدادات الغاز القبرصى عام 2027، فى خطوة تمثل نقلة نوعية فى التعاون المصرى القبرصي، وتفتح آفاقًا واسعة لجذب الاستثمارات وتعزيز أمن الطاقة ، بما يعود بالنفع على الدولتين وشعبيهما . وتحقيق قيمة مضافة وعوائد أكبر من البنية التحتية لمصر.
«إدكو ودمياط» .. ميزة تتفرد
بها مصر فى المنطقة
ويعد مجمعا إسالة الغاز الطبيعى فى دمياط وإدكو من أهم الركائز الرئيسية فى منظومة التسهيلات والبنية التحتية التى تمتلكها مصر لتجارة وتداول الغاز الطبيعى وميزة تنافسية تتفرد بها مصر فى المنطقة ، إذ يتمتعان بموقع استراتيجى يربط بين منتجى الغاز فى شرق البحر المتوسط وكبار المستهلكين فى القارة الأوروبية.
ويمثل كل من مجمع دمياط وإدكو للإسالة دعامة أساسية فى مشروع مصر القومى للتحول إلى مركز إقليمى استراتيجى لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، لما لهما من دور محورى فى تعزيز قدرة مصر على استقبال وتصدير الغاز، ودعم مكانتها على خريطة الطاقة إقليمياً وعالمياً.
كما أن البنية الأساسية لاستقبال وتداول وتخزين البترول والغاز الطبيعى المسال متاحة بمنطقة التابعة لشركتى سوميد وسونكر وتشمل مرافق استقبال الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعى المسال ، ومشروعات خطوط نقل الغاز الطبيعى الجديدة لاستقبال الغاز المستورد بالميناء و ضخه فى الشبكة القومية للمساهمة فى تلبية احتياجات الاستهلاك المحلى وقطاع الكهرباء.
بالإضافة إلى مرافق و تسهيلات الشركة العربية لأنابيب البترول «سوميد» بميناء العين السخنة ووحدة التحكم الرئيسية بالميناء والأرصفة البحرية ومرسى استقبال المنتجات والمازوت ، ومرسى المنتجات البترولية ووارصفة استقبال شحنات الغاز المسال المستورد وسفن التغييز التى تتولى إعادة ضخها فى الشبكة القومية للغاز الطبيعي.
سوميد تمتلك بعداً إستراتيجياً هاماً فى تأمين احتياجات مصر من الزيت الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي، كما وفر لها مساهموها القدرة على التطوير المستمر وزيادة طاقتها الاستيعابية ، وتسهيلات استقبال الزيت الخام والمازوت بالسخنة والشحن بمنطقة سيدى كرير والصهاريج الخاصة بالتخزين، ومشروع تداول وتخزين المنتجات البترولية والرصيف البحرى الخاص بذلك.
سونكر
التسهيلات البترولية بميناء العين السخنة على ساحل البحر الأحمر متوافرة أيضا فى محطة «سونكر» للصب السائل والتى تقع بالحوض الثالث بميناء السخنة والتى تم تنفيذها كواحدة من أهم المراكز الإستراتيجية لمصر على ساحل البحر الاحمر إلى جانب تسهيلات سوميد لاستقبال وتداول وتخزين المنتجات البترولية ، والغاز الطبيعى المسال المستورد وإعادة ضخه إلى الشبكة القومية بعد تحويله للحالة الغازية.
وتدعم الدولة جهود تطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية لتخزين وتداول المنتجات البترولية بما يعزز من دور مصر كمركز اقليمى للطاقة وكذلك استدامة توفير وتأمين احتياجات السوق المحلية وقطاعات الدولة من الوقود الذى يعد المحرك الرئيس لتنفيذ خطط الدولة التنموية.
مشروع «سونكر» يعد إضافة مهمة وحيوية للبنية الأساسية لمنظومة نقل وتداول المنتجات البترولية، مشيرا إلى أن محطة «سونكر» مقامة وفق أحدث التقنيات والتكنولوجيات لتحقيق الكفاءة فى التشغيل والحفاظ على الأمن والسلامة.
وتتكون محطة سونكر من رصيف بحرى متخصص فى استقبال ناقلات المنتجات البترولية والغاز الطبيعى المسال ، ومنطقة التخزين الإستراتيجية التى تضم مستودعات تخزين إستراتيجى للسولار والبوتاجاز، حيث يتم استقبال المنتجات البترولية على الرصيف البحريالتخصصى لتداول المنتجات البترولية، وقد تم تشغيل منظومة تداول وتخزين السولار فى 2019 ، ومنظومة تداول وتخزين البوتاجاز فى 2020 ، كما يضم 3 خطوط أنابيب لنقل البوتاجاز والسولار بواقع خطين للبوتاجاز بطول 4.5 كم للخط لنقل امدادات البوتاجاز إلى الشبكة القومية ، وخط للسولار بطول 31 كم للغرض نفسه.
ميناء الحمراء .. مركز إستراتيجى للتداول
العمل جار على تعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافى المتميز لميناء الحمراء البترولى بالعلمين الجديدة التابع لشركة ويبكو وبنيته التحتية القوية تجسيداً لرؤية تعزيز دور مصر كمركز إقليمى لتداول وتجارة الطاقة.
والميناء بموقعه الفريد وتسهيلاته المتميزة يمكن أن يكون بوابة إستراتيجية للمنتجات البترولية لقارة أوروبا والعالم. ، وقد تم الاتفاق على إنشاء منطقة لوجستية بترولية فى منطقة ميناء الحمراء على البحر المتوسط ونقل تجربة تطوير ميناء الفجيرة بالامارات الشقيقة ، استثماراً للموقع الجغرافى المتميز لمصر والبنية التحتية المتميزة لدى قطاع البترول بميناء الحمراء وتداول المنتجات البترولية من خلال تسهيلات الميناء.
إلى جانب ذلك يجرى الاسراع فى تنفيذ خطط مشروعات التوسعات بميناء الحمراء ونتيجة للمشروعات التى تم دخولها للخدمة حديثاً بالإضافة إلى مشروعات التوسعات الجارى تنفيذها فقد تمكنت الشركة من زيادة أنشطتها حيث تم توقيع اتفاقية لتداول الزيت الخام مع شركة ميدور بهدف إمداد مصفاة التكرير التابعة لشركة ميدور باحتياجاتها من الزيت الخام الذى يتم استقباله من الناقلات بتسهيلات ميناء الحمراء البترولى ومن ثم تدفعيه مباشرة إلى مصفاة التكرير فى منطقة التوسعات الشمالية والتى تشمل إنشاء 4 مستودعات لتخزين وتداول الزيت الخام بهدف زيادة السعة الإجمالية لميناء الحمراء، أما بخصوص أعمال منطقة التوسعات الجنوبية، فيتم العمل بها على مرحلتين ، وتشمل أعمال المرحلة الأولى إنشاء مستودعين لتخزين وتداول الديزل ، ومحطة توزيع الكهرباء ومحطة مكافحة الحريق ، ومنطقة تحميل سيارات توزيع الوقود، وتسهيلات الربط مع التوسعات الشمالية ، كما تم البدء فى تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع والتى تشمل إنشاء 3 مستودعات وقود البنزين، ومستودعين وقود النفاثات وإضافة مستودع وقود الديزل ، بالإضافة لما يلزم من مرافق وتسهيلات ، وتم العمل بالتوازى فى جميع مكونات المرحلتين ذلك فى إطار المخطط العام للوصول لسعة نحو 400 ألف طن لمنطقة تخزين وشحن المنتجات البترولية، الأمر الذى يخدم التنمية الاقتصادية والصناعية والعمرانية بمدينة العلمين الجديدة، كما يساعد فى تقليل حركة مركبات نقل المنتجات البترولية على الطريق الساحلي.
واستكمالاً لتطوير تسهيلات ميناء الحمراء والحفاظ على أصوله ؛ تم الانتهاء من أعمال الصيانة الشاملة للشمندورة البحريةحمولة 100 ألف طن وإعادة تركيبها واختبارها من خلال شركة PMS، حيث تعد تلك الأعمال خطوة هامة نحو جاهزية ميناء الحمراء لتداول المنتجات البترولية لأول مرة بالتوازى مع إنشاء خطوط الربط بين المنطقتين الشمالية والجنوبية وخط أنابيب المنتجات البترولية الواصل بشركة ميدور، مما سيؤدى لزيادة المردود الاقتصادي.
