أعناق تطير فى الهواء لتسقط مضرجة بدماء أصحابها وسط الناس الذين بينهم بالطبع أطفال رضع ورجال ونساء تتراوح أعمارهم ما بين السبعين والتسعين عاماً.
ليس هذا فحسب بل الرصاصات المطاطية تطارد الجرحى والمرضى الذين يقتربون من حافة الموت وليس فى مقدورهم أن يتحركوا مسافة قدم واحدة ولعلهم يكونون أكثر سعادة وهم يموتون عشوائياً ودون تمييز بين الإنسان والحيوان وأمثلة أخرى عديدة سوف يجيء اليوم الذى تكتب فيه تفصيلات هذه الطامة الموجعة بحيادية وبأقلام صريحة ومتوهجة أكثر عنفاً وأقل ذعراً وخوفاً.. لكن هناك بعض الأحداث التى يستحيل تجاهلها سواء اليوم أو غداً.
>>>
مثلا أن يتم إطلاق إشاعة كاذبة تقول إن الإمدادات وصناديق المساعدات التى تلقيها القوات المسلحة المصرية فوق رءوس أهالى غزة من المرضي والجرحى والعرايا لا تصل إلى مستحقيها.
حيث إن الأطعمة والمشروبات المعلبة والأدوية المغلفة تغليفا ثقيلا غير قابلة للعبث كلها تكون قد نهبت قبل إقلاع الطائرات.. حيث تواطأ المصريون مع الإسرائيليين وأعضاء حماس واستولوا على هذه المساعدات المجانية وتقاسموا حصيلتها معاً والطائرات رابضة قبل أن تحلق فى الجو ثم تعود للهبوط بعد الإيهام بأن «كله تمام»..؟!
بالله عليهم.. هل هناك سفالة وسخافة وقلة أدب أكثر من ذلك ؟!
المصريون.. يا سادة لا يعرفون مثل هذه السلوكيات الدنيئة لأنهم تربوا على القيم وعلى احترام مشاعر المضارين فى حياتهم بل ومماتهم أيضاً.
ثم.. ثم فما الذى يجبرهم على ذلك وهم الذين يذرفون الدموع على الكارثة الكبرى منذ عام 1948 وحتى الآن ..؟!
>>>
بديهى نحن نربأ بأنفسنا أن نكون مسار دفاع عن تاريخ مشرف وسلوكيات قويمة وعادات وتقاليد متأصلة فى أعماق أعماق شعبنا الأصيل لكننى أنا شخصياً أريد أن أكشف الحقيقة حتى يتهاوى كل من باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم ليوقنوا بأن الله حق.. وأن كل واحد من أبناء هذا الشعب سيكون دائماً وأبداً واقفاً بالمرصاد ليطارد ويواجه تجار الكذب والزيف والضلال حتى يختفوا من الحياة.
>>>
و..و.. شكراً