بعدما تم الإعلان رسمياً عن تنفيذ الموجة الثانية من «قوافل الصمود» والتى تتضمن ثلاثة محاور متزامنة، المحور الأول هو تحرك خمسين سفينة بحرية من سواحل أوروبا الجنوبية خاصة إسبانيا وإيطاليا إلى سواحل غزة فى شرق المتوسط، المحور الثانى هو تحرك خمسين سفينة أخرى من سواحل شمال أفريقيا وتحديداً تونس والجزائر وجنوب أفريقيا لتلتقى مع السفن القادمة من أوروبا عند سواحل غزة ليصبح لدينا مائة سفينة دفعة واحدة تقف على مقربة من أبناء غزة، المحور الثالث هو تحرك قافلة مكونة من خمسة آلاف سيارة قادمة من شرق وغرب آسيا يتقدمها أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا ترفع شعار «لا حدود بين الدول»، هذه التحركات ستكون فى الأسبوع الأخير من شهر اغسطس الجارى والأسبوع الأول من سبتمبر القادم، يتزامن هذا الزخم بقرارات مجلس الوزراء الإسرائيلى بإعادة احتلال قطاع غزة والبدء فى خطط النزوح الجديدة التى تمثل ضغطاً شديداً على الشريط الحدودى مع مصر، فى نفس الوقت يعلن مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط ويتكوف أن مباحثات وقف إطلاق النار قد فشلت، ويتبع الرئيس الأمريكى بقوله «ستكون هناك إجراءات أخرى للإفراج عن الاسري»، يحدث كل هذا متزامنا مع هجمة مسعورة من الإخوان ضد الدولة المصرية فى الداخل وكذلك أيضاً فى الخارج، محاولة حصار السفارات المصرية والاعتداء على الأطقم الدبلوماسية والقنصلية بالهتافات المعادية والاتهامات الحمقاء، ثم عودة تنظيم حسم الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان من خلال بعض العمليات النوعية التى أجهضتها أجهزة الأمن المصرية، ثم خروج رءوس الفتن من الهاربين فى تركيا إلى ما كانوا عليه قبل سنوات بالهجوم الضارى على مصر والدعوة لاستخدام العنف وتأجيج مشاعر الكراهية فى المجتمع، ثم تفصح حماس عن مكنونها الإخوانى بخروج الحية وحمدان يهاجمان المواقف المصرية ويطالب الحية بحصار السفارات والزحف نحو معبر رفح ! لكن الطامة الكبرى هى قيام إخوان تل أبيب بتنظيم مظاهرة أمام السفارة المصرية فى قلب إسرائيل يهاجمون فيها مصر وجيشها ورئيسها بفجاجة غير مسبوقة، فعندما نضع كل هذه المنمنمات والصور المبعثرة بجوار بعضها البعض سنكتشف بسهولة ارتباط كل تلك الخيوط بعضها ببعض، وهنا اتساءل هل ستكون تلك القوافل البحرية والبرية بمثابة خطوط سير هذا التهجير بحريا وبريا؟ هل قدوم عدد مائة سفينة إلى شواطئ غزة صدفة؟!