ولو قدر لنا القتال.. وإنسانيتك.. وجرح الحبيب
لا أجد ما هو أهم من وفاة طبيبة الامتياز سلمى حبيش التى ودعت الحياة بالسكتة القلبية بعد تعرضها لإرهاق شديد من عملها المتواصل دون تناول الطعام فى أحد المستشفيات.
أكتب لكم عن طبيبة لا أحد سمع عنها من قبل.. لم تظهر صورها على السوشيال ميديا تستعرض مجموعة ملابسها وفساتينها الجديدة.. ولا تتباهى بجمالها وجسدها.. أو تبحث عن إشادة وتعليق وإعجاب من المتابعين والمعجبين.. واحدة منا.. ابنة مكافحة من أبنائنا من المتفوقين علمياً وأخلاقياً.. نذرت حياتها لرسالة الطب.. رسالة الإنسانية.. رسالة البحث عن كيفية إنقاذ الأرواح وتقديم طوق النجاة لكل مريض.
وعندما أكتب عن سلمى حبيش أكتب عن أطباء مصر.. ثروتنا البشرية التى لا تقدر بثمن.. كفاءات وخبرات تتسابق دول العالم نحو استقطابها وتقديم الحوافز والإغراءات للعمل لديها.
وفى الحديث عن أطبائنا.. عن الذين يعملون فى صمت فى كل الظروف والأوضاع الصعبة.. أتحدث بكل الاحترام والتقدير والاجلال لكل طبيب فى كل موقع يتعرض للمتاعب، للمضايقات، للاستفزازات.. للأجواء المتوترة ويقابل كل ذلك بابتسامة وصبر ورغبة فى أن يخفف المعاناة عن الآخرين.
وأتحدث عن أطباء يقدمون كل ما لديهم ويبذلون جهداً هائلاً فى المستشفيات وفى المراكز الصحية وفى كل الأوقات دون انتظار لمقابل.. ودون تأخر عن أداء الواجب لأنهم آمنوا برسالة الطب وكانوا خير تعبير عن أسمى وأهم المهن.
وحين أكتب عن رحيل طبيبة الامتياز أثناء أداء الواجب فإننى استعير كلمات الدكتور جمال شعبان الذى رثاها بالقول.. ماتت فى ثياب العمل، ثياب العرق، ثياب الشرف والعطاء. وداعاً أيتها الطبيبة التى قالت قصة رحيلك المفاجئ الكثير والكثير.
>>>
وبينما ترحل سلمى وهى بثياب العرق.. ثياب العمل فإن نساء آخريات يتاجرن بالثياب وبالجسد أيضاً ويظهرن على مواقع التواصل الاجتماعى يستعرضن مفاتنهن ويحصدن أموالاً طائلة من مشاهدات ومتابعات و»لايكات»..!
وأتساءل.. ويتساءل غيري.. كيف يكون رجلاً من يسمح لزوجته أو شقيقته أو ابنته بالظهور على المواقع الالكترونية فى جلسات تصوير لإظهار الجمال المرتبط مع أحدث صيحة للفساتين ذات الأكمام والصدور العارية..!
وعندما تظهر فتاة أو سيدة فى استعراض للجمال الرفيع والفساتين إياها.. فإن أحداً لا ينبغى أن يشكو أو يتذمر من أى تعليق مهما كانت حدته أو قسوته.. هذه بضاعة تباع علناً.. وللجميع حق إبداء الرأي..!
>>>
ونذهب إلى قضايانا.. قضايا الرجال.. والحديث المتواصل عن تهديدات ومؤامرات تحاك بنا وتتعلق بسيناريوهات يخطط لها من أجل تنفيذ مخطط التهجير القسرى للفلسطينيين إلى أراضينا فى سيناء.. وهو المخطط الذى يعنى فى حقيقته إعلان الحرب على مصر وسيادة مصر.
ونقولها بكل الوضوح.. إن أى محاولة لاقتحام الحدود المصرية – تعنى أن يفرض علينا القتال دفاعاً عن أراضينا.. وتعنى أنه لا مجال لأى حديث آخر.. وإذا قدر لنا القتال فإننا على ثقة فى قواتنا المسلحة وفى جيشنا وفى قدرتنا على حماية أراضينا وردع المعتدي.
ونحن لا ندق طبول الحرب – ولا نحبذ حديث الحرب.. ولا ندعو لقتال أو صدام ولكننا أبناء مصر نقف خلف قيادتنا السياسية الوطنية فى كل ما تتخذه من قرارات ومن اجراءات لتأمين الوطن والدفاع عنه.. نحن صف واحد ولا مجال لأى اختراق أو انقسام.. كلنا فداء للوطن.
>>>
وليس هناك شعور
أروع ولا أجمل
من شعورك بإنسانيتك
حين تملك قلباً حنوناً رحيماً
عيناً تدمع
أذناً تسمع
يداً تمتد بالمساعدة
إحساسك بكل من حولك وتعاطفك معهم
معناه أنك إنسان
أسعد تسعد
وارحم ترحم
وأحسن يحسن الله إليك ولا تحتسبه جميلا
أعطاك الله إياه
فربك ودود
يحب الود
وهذه الكلمات ليست من عندي.. انها الإنسانية عندما تتحاور وتتعارف وتبحث عن الأجمل لكى يكون نبراساً ونوراً للآخرين.
>>>
ونضحك على السوشيال ميديا: وكل الأمهات بتقول أنا ربيت بناتى أحسن تربية وألف واحد يتمناهن..! طيب والراقصات الصاعدات على التيك توك بنات مين..!
وآخر كتب يقول.. ماما اعملى عصير..
قوم أعمل لنفسك.. حاضر ها أعمل لنفسى بس فاكرة
الأربع كوبايات اللى كسرتهم قبل كده..!
اقعد يا «جزمة» هقوم أعملك أنا..! ما كان من الأول
يا ست الحبايب
>>>
وأخذكم إلى الجمال.. إلى القوة والمتعة مع محمد العزبى وهو مع ديانا حداد «جرح الحبيب».. إلا يا ناس «جرح الحبيب».. إلا يا ناس جرح الحبيب ما يتنسيش.. بعده خلاص ماليش حبيب عشان أعيش، وإن جابوا لى الدنيا دي، غير حبه ليه ما يرضنيش يابا، يابا، يابا، يبعد مهما يبعد برضه حبيبي، يجرح مهما يجرح هو طبيبي، ده هو الهوى والحب وغرامه كفايه علي، أفرح لو حبيبى بشوق يجينى وأحزن لو عيونه تفارق عيني.
والله يرحمك يا عزبي.. بعدك مات الموال الشعبي.
>>>
وأخيراً:
>> بعض القلوب تمشى بجانبك بصمت
حاملة لك من الدعاء ما يعادل حب الدنيا كلها
>>>
>> والحنين مسكن الأيام القاسية
>>>
>> وقدر كل شيء حولك قبل أن يصبح ذكريات
>>>
>> والأيام قد تغير شكلك، لكن لا تدعها تغير طبعك